ياتوم يرجح علم إسرائيل بوجود زوجة وطفل "الضيف" بالمنزل

غزة / سوا/ قال رئيس الموساد السابق، دان ياتوم، إنه من الجائز الافتراض بأنه كان لدى إسرائيل علم بوجود زوجة وابن محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، في المنزل، ومع ذلك فقد قرروا أن أهمية اغتيال الضيف كبيرة جدا.

جاءت أقوال ياتوم تلك، بوصفه سبق وأن شارك في اتخاذ قرارات مرتبطة بالاغتيالات، في حديثه مع "يديعوت أحرونوت" حول كيفية عمل آلية الاغتيال، وكيفية الاستعداد الاستخباري، وفي أية حالات يتم إلغاء عمليات الاغتيال في اللحظة الأخيرة.

وبحسب ياتوم، فإن العملية تبدأ بوضع قائمة أسماء من وصفهم بـ"الإرهابيين"، والذين، بحسب الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية، يجب المس بهم لأنهم ينفذون ويخططون ويقودون عمليات "إرهابية".

ويقول أيضا أن هذه القائمة يصادق عليها وزير الأمن ورئيس الحكومة، بعد ذلك يبدأ العمل الصعب والطويل والمركب والمعقد في جمع المعلومات الاستخبارية. ويقول إنه "بهدف المس بشخص مختبئ وهارب ويستبدل أماكن نومه بوتيرة عالية، ويسافر بالمركبات، وأحيانا بدراجات نارية، هناك حاجة لمعلومات استخبارية دقيقة في الزمن الحقيقي".

وأضاف أنه يجب التأكد من أن الشخص المنوي اغتياله موجود في المكان الذي يفترض أن تلقى عليه القنبلة أو يطلق عليه الصاروخ، كما يجب التأكد من أنه بجواره لا يوجد مدنيون قد يتعرضون للأذى، مشيرا إلى أنه في حالات خاصة تتم المصادقة على الاغتيال حتى بوجود مدنيين.

وقال أيضا إنه لا يعرف ماذا حصل بشأن محاولة اغتيال محمد الضيف، وأنهم إذا كانوا يعرفون بوجوده في البيت، فمن الجائز الافتراض بأنهم كانوا يعرفون بوجود زوجته وطفله الرضيع، وتقرر مع ذلك إلاقء القنبلة بسبب الأهمية الكبيرة جدا لاغتياله.

ويقول أيضا أنه بعد استكمال المعلومات الاستخبارية، يجري فحص السلاح المناسب للاغتيال. ويقول إن "الأمر الأهم والأصعب هو إغلاق الدائرة، أي إحضار الوسيلة القتالية، مثل طائرة تلقي قنبلة، أو مروحية تطلق صاروخا، بحيث تكون جاهزة وبعيدة بما يكفي لعدم إثارة شكوك الشخص المنوي اغتياله، وفي لحظة معينة يجب أن تتقاطع المعلومات الاستخبارية والتأكد من أن الشخص المستهدف موجود في محيط لا يعج بالمدنيين.

وردا على سؤال بشأن تأثير الإخفاق في اغتيال شخص معين على عملية اغتيال أخرى، يقول ياتوم إنه بعد كل عملية اغتيال، سواء كانت ناجحة أم فاشلة، يتم إجراء تحقيق لفحص السبب الذي جعل العملية تفشل، واستخلاص العبر وتطبيقها في المرة التالية. وأضاف أن هناك حاجة لحظ كبير، فمحمد الضيف نجا من أربع محاولات اغتيال سابقة.

وعند الوقت اللازم لجمع المعلومات الاستخبارية، قال ياتوم إن ذلك يتعلق بكل عملية على حدة، حيث أنه قد يستغرق ذلك بضعة شهور، وربما شهور كثيرة، وأنه في كل الأحوال ليس الحديث عن أيام أو أسابيع، وفي أحيان أخرى قد يستغرق جمع المعلومات سنوات.

وادعى ياتوم أنه في بعض الحالات تم إلغاء عمليات الاغتيال في اللحظة الأخيرة بسبب وجود مدنيين قرب الشخص المستهدف.

تجدر الإشارة إلى أنه بحسب "يديعوت أحرونوت"، فقد جرت المحاولة الأولى لاغتيال الضيف في العام 2001، وفي العام 2002 أصيب برأسه لدى استهدافه بصاروخ وتلقى العلاج، وفي العام 2003 أخطأ صاروخ اجتماعا جمعه مع قادة آخرين، وفي العام 2006 أصيب نتيجة استهداف اجتماع لقادة الجناح العسكري وتسبب ذلك ببتر قدميه، وفي العام الحالي 2014 استشهدت زوجته وداد، وطفله الرضيع علي.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد