الاحتلال يتسبَب بوفاة مريض من غزة بعد تعذيبه وحرمانه من العلاج

اسعاف

غزة /سوا/ تسببت الإجراءات التعسفية التي تواصلها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند معبر بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة، في وفاة مريض، بعد منعه من الوصول إلى المستشفى دون أية أسباب واضحة.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت في وقت سابق المريض المتوفى يوسف يونس محمد يونس (19عاما) من سكان محافظة شمال غزة، وهو في طريقه للمستشفى وأخضعته للتعذيب قبل أن تطلق سراحه.

وعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان له اليوم الاثنين، عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، باستمرار حصارها لقطاع غزة وحرمان سكانه من أبسط حقوق الإنسان.

وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي بملاحقة كل من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب.

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها المركز، حسب البيان، إلى أن المريض المتوفى يدعى يوسف يونس، حيث كان يعاني من سرطان في الدم، وجرى اعتقاله يوم السبت الموافق 14/4/2016 من أمام حاجز عرابة في محافظة جنين، وذلك بعد مروره من معبر بيت حانون بغرض العلاج في مستشفى النجاح الوطني الجامعي في مدينة نابلس .

وإفادة يوسف يونس لمحامي المركز عقب إخلاء سبيله، بأنه مكث في مركز تحقيق عسقلان مدة (13) يوماً تعرض خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي من خلال إجباره على الجلوس على كرسي مصنوع من الحديد صغير الحجم قيدوه إليه لساعات طويلة علاوةً على السب والشتم والابتزاز والمساومة، ثم أُفرج عنه بتاريخ 27/4/2016، دون أن توجه له لائحة اتهام.

 وبتاريخ 28/6/2016 حصل على موعد للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم، وتمكن من المرور والوصول هناك ومكث في المستشفى حتى تاريخ 5/7/2016، ثم عاد إلى غزة بانتظار موعد من المستشفى لإجراء عملية لزراعة نخاع. وبعد أن تحصل على عينات من أقاربه وعلى حجز في مستشفى هداسا عين كارم، تقدم بطلب للحصول على تصريح مرور بناء على حجزه في المستشفى بتاريخ 11/7/2016.

حيث رفضت سلطات الاحتلال طلبه. وبعد أربعة أيام تلقى اتصالاً هاتفياً من جهاز المخابرات الإسرائيلية ساومته من خلالها على العمل معها كمخبر مقابل السماح له بالمرور، وعندما رفض المريض التعاون، منعته تلك السلطات من المرور ما تسبب في تدهور حالته الصحية حيث فارق الحياة بتاريخ 8/8/2016.

وقال المركز في بيانه، إن سلطات الاحتلال تواصل انتهاكها لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان في تعاملها مع المدنيين في قطاع غزة، ولم تكترث تلك القوات بمصائر المرضى.

وواصلت بشتى الوسائل عرقلة تمتع الأفراد بحقهم في العلاج، حيث اعتقلت منذ بداية العام الجاري من أمام المعبر (20) مواطناً من بينهم (5) مرضى و(4) مرافقين.

ووثق مركز الميزان خلال الفترة نفسها مماطلة السلطات الإسرائيلية في الرد على (67) طلباً لمرضى من سكان قطاع غزة بشأن المرور عبر حاجز بيت حانون والوصول للمستشفيات.

واستنكر "الميزان" وبأشد العبارات الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والتي تحرم المرضى من الوصول إلى المستشفيات، والتي تسببت في وفاة المريض يونس، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في الجريمة التي جرى ارتكابها بحق يونس سواء ما تعرض له من تعذيب واعتقال تعسفي أو حرمانه من العلاج، وإلى نشر نتائجها على الملأ.

وأكد أن ذلك انتهاك مركب لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان كونها تنتهك حق الإنسان في تلقي الرعاية الصحية المناسبة، وتمس بحق الإنسان في الحياة وحقه في حرية الحركة والتنقل. كما أنها تشكل محاولة لإرغام المدنيين على العمل لصالح القوات المحتلة الأمر الذي يحظره القانون الدولي.

وطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والعمل على رفع الحصار بشكل فوري كونه يشكل جريمة حرب ويفضي إلى استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد