مصير الضيف لغز يحير أجهزة الأمن الاسرائيلية

48-TRIAL- غزة / سوا / ما هو مصير قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس "محمد الضيف"؟ سؤال الساعة الذي يتردد في كافة أنحاء العالم وخصوصاً الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، حيث تنتظر الأخيرة أن يأتي النبأ اليقين من غزة باغتياله أو نجاته لتبني عليه استراتيجيتها المقبلة، سواءً في اتجاه التصعيد أم إبرام تهدئة طويلة الأمد.
إلا أن صمت كتائب القسام ورفضها الافصاح عن مصير الضيف أو ما إذا كانت استهدفته الغارة مساء أمس في حي الشيخ رضوان شمال غزة أم لا، يزيد من حالة الحيرة والقلق لدى الأوساط السياسية والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية التي ترجح مصادر إسرائيلية أن تكون القيادة الإسرائيلية مجتمعة منذ مساء الأمس وحتى اللحظة في مكان محصن بوزارة الدفاع الإسرائيلية في انتظار أي خبر حول مصير "الضيف".
ومنذ ساعات مساء أمس وحتى اللحظة تواصل وسائل الاعلام الاسرائيلية حديثها عن مصير الضيف ، في وقت اعترفت فيه اسرائيل رسميا بان الغارة التى استهدفت منزل عائلة الدلو بغزة كانت موجه لاغتيال الضيف،لكن حماس حتى اللحظة لم تصدر اي تصريح بخصوص ذلك مكتفية بتصريح نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق الذى اعلن عن استشهاد زوجته وطفلة فقط.
وقالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية إنه ربما يكون قد استهدفت شخصية بارزة في قصف حي الشيخ رضوان.
وباركت وزير القضاء الاسرائيلي تسيبي ليفني محاولة اغتيال محمد ضيف مبديه تأييدها الكامل لسياسة الاغتيالات لقيادة حماس العسكرية والسياسية، في حين قال وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر ان "محمد الضيف مثل بن لادن، عندما تتاح الفرصة لاغتياله يجب اغتنامها والقيام بذلك".
وأوضح ساعر، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، إن محاولة التوجه نحو التسوية لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج جيدة، وأن ذلك "مماثل لإجراء مفاوضات مع داعش".
وعلى الرغم من الإقرار الإسرائيلي بأن المستهدف في الغارة على منزل عائلة الدلو في غزة هو "محمد الضيف" إلا أنها تجهل مصيره، فيما تأكد استشهاد 6 من المدنيين في المنزل المستهدف من بينهم زوجته وطفله.
القناة الإسرائيلية الثانية ونقلاً عن مسؤول سياسي اعترفت بأن إسرائيل حاولت اغتيال قائد كتائب القسام "محمد ضيف"، دون أن تورد تفاصيل إضافية.
فيما ذكر "ألون بن دافيد" المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية، أن استهدف منزل الدلو في حي الشيخ رضوان هذه الليلة كان يهدف إلى محاولة اغتيال شخصية كبيرة في الذراع العسكرية لحركة حماس، يتحفظ المستوى الرسمي الإسرائيلي عن ذكر اسمه.
وقد ذكر الاعلام الاسرائيلي أنه تم استهداف مبنى عائلة الدلو من ثلاث طائرات بصواريخ مخترقة للملاجئ أمريكية الصنع GBU-28.
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام 1948، استقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
فقر أسرته المدقع أجبره مبكراً على العمل في عدة مهن ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل، كبر هذا الطفل الصغير وكبرت معه أحلامه، فكان أن أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم حصل على رخصة القيادة لتحسين دخله.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وفي هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح.
تشبع الضيف في فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية. والتحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.
اعتقلته إسرائيل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال حيث بقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
تزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية بعد أن نفذت عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
محمد الضيف الذي انتقل إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن حيث أشرف على تأسيس فرع للقسام هناك، برز قياديا للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
أشرف على عدة عمليات، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش -أحد أهم رموز المقاومة- يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996، خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاماً للرجل أوقعت أكثر من 50 إسرائيليا قتيلا.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس.
كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة تخطيط وتنفيذ كبيرتين للقائد العام لكتائب القسام التي أقضّت مضاجع الاحتلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.
أهمية الرجل العسكرية جعلته مطلوبا على درجة كبيرة من الأهمية لإسرائيل التي ما فتئت أجهزة مخابراتها تعمل ليلا ونهارا في تعقبه وتتصيد الفرصة للإيقاع به.
"القائد البطل" كما يلقبه الفلسطينيون يعلم أنه مستهدف في كل مكان وزمان، لذلك يتعامل بحيطة ويقظة، لا يستعمل أجهزة الهاتف المحمولة كما لا يستعمل الأجهزة التكنولوجية الحديثة، يحذر في كل تحركاته تماما كحذره في اختيار دائرته القريبة منه القليلة العدد.
ورغم نجاحه في البقاء حيا في السنوات الماضية، كان الضيف الملقب بـ"أبو خالد" قريبا من الموت في خمس محاولات اغتيال تعرض لها. أشهرها كانت أواخر سبتمبر/أيلول 2002، حيث اعترفت إسرائيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضيف قتل في الهجوم المذكور.
ورغم أنه أصيب إصابة مباشرة جعلته مشلولا يجلس على كرسي متحرك وفق تقارير إعلامية، لم يهدأ لإسرائيل بال، وما زالت حتى الآن تعده أحد أهم المطلوبين لديها.
حاولت المخابرات الإسرائيلية تصفيته مجددا، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.
وعاد اسم الضيف ليبرز بقوة أثناء العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في يوليو/تموز 2014 وحمل اسم "الجرف الصامد"، ونجحت أثناءه المقاومة في إلحاق خسائر غير مسبوقة بجيش الاحتلال.
65
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد