الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق في أكثر من 20 حالة قتل للفلسطينيين ولم يقدم إلا لائحة إتهام واحدة
القدس / سوا / قالت مصادر إعلامية عبرية إن الجيش “الإسرائيلي” فتح تحقيقات في أكثر من 20 حالة من حالات إطلاق النار على الفلسطينيين منذ بداية الإنتفاضة الفلسطينية في تشرين أول/أكتوبر 2015، لكنه لم يقدم إلا لائحة إتهام واحدة فقط.
وحسب صحيفة “هآرتس” العبرية الصادرة اليوم، فقد تم خلال التحقيقات المتواصلة في غالبيتها، جمع إفادات من الجنود الضالعين في الأحداث، و جمعيات حقوق المواطن، ومن بينها مركز “بتسيلم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة المتبعة في النيابة العسكرية تنص على فتح تحقيق في حالات إطلاق النار التي تنتهي بوفاة فلسطيني غير ضالع في نشاط ملموس ضد “إسرائيل” في الضفة الغربية.
وأضافت أن التحقيقات التي فتحتها الشرطة العسكرية مؤخرًا، تتعلق في الأساس بحالات تم خلالها إطلاق النار على فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الجيش وليس خلال عمليات أو محاولة تنفيذ عملية.
وذكرت الصحيفة أن من بين التحقيقات التي تجريها الشرطة العسكرية هناك حالتان تتعلقان بقتل طفلين (13 عامًا) بنيران قوات الجيش في الخليل و بيت لحم .
وبينت الصحيفة أن التحقيق الوحيد الذي وصل إلى تقديم لائحة إتهام حتى الآن، هو ملف الحادث المتعلق بالجندي القاتل اليؤور ازاريا الذي أطلق النار على الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل، حين كان الشريف مصابًا وممددًا على الأرض إثر إصابته بنيران جنود آخرين.
وتجري حاليًا محاكمة ازاريا بتهمة القتل، ومن المتوقع أن تستمع المحكمة العسكرية في نهاية الشهر إلى إفادات شهود الدفاع، حيث يدعي ازاريا أنه أطلق النار لأنه شعر بالخطر على حياته لإتقاده بأن الشريف كان يحمل عبوة على جسده، بينما تعتبر النيابة أن إطلاق النار لم يكن مبررًا وتم خلافًا لأوامر إطلاق النار.
كما تحقق الشرطة العسكرية “الإسرائيلية” في حادث قتل الشاب الفلسطيني مالك شاهين في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، في كانون الاول/ديسمبر الماضي، إذ أنه حسب “بتسيلم” قتل جراء إطلاق النار على رأسه، بينما زعم الجيش في يوم الحادث أن التحقيق الأولي أشار إلى أن الجنود أطلقوا النار في الهواء فقط.
كما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقًا في حادث قتل محمود بدران (15 عامًا) في حزيران/ يونيو الماضي، بالقرب من شارع (443) غربي رام الله ، وحسب التحقيق العسكري فقد أطلق الجنود النار نتيجة خطأ على السيارة التي كان يستقلها بدران، خلال ملاحقة الجيش لفلسطينيين سبق ورشقوا الحجارة على سيارات “إسرائيلية”.
وأوضحت الصحيفة، أن التحقيق مع الجنود الضالعين في الحادث يركز على مسألة ما إذا تم إطلاق النار حسب أوامر فتح النيران و حجم التهديد الذي واجهه الجنود.
وأشارت “هآرتس” إلى أن الشرطة العسكرية تحقق في حادث قتل المستوطن اليهودي سمحا حوددطوف إثر مواجهات وقعت قرب المحطة المركزية في القدس، حيث تم إطلاق النار على حودد طوف بعد اشتباه الجنود بأنه فلسطيني عقب محاولته إختطاف سلاح أحدهم.
يشار إلى أن مؤسسات حقوقية دولية ومحلية، كانت وجهت إنتقادات للتحقيقات التي يجريها الجيش “الإسرائيلي” والشرطة العسكرية في الانتهاكات الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى وجود مئات الشكاوى التي لم يحقق فيها الجيش والشرطة حيث تم إغلاق ملفات التحقيق فيها بحجة نقص الأدلة، كما أنه في الحالات القليلة التي جرى فيها التحقيق لم يجري تقديم لوائح اتهام بحق الجنود الذي إرتكبوا هذه الإنتهاكات، وإكتفى الجيش في بعض منها بتوجيه التوبيخ لجنوده.