ذهبية الكويتي "الديحاني" في "ريو".. "يافرحة ما تمت"
برازيليا/سوا/ شكّل فوز الرامي الكويتي فهيد الديحاني بميدالية ذهبية ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا في ريو دي جانيرو البرازيلية، فرحة كويتية عارمة، مشوبة بالأسى لعدم رفع علم بلاده، والبعض تندّر على الأمر بالقول "يا فرحة ما تمت(لم تكتمل)".
فبتغلبه في منافسات الرماية (الحفرة المزدوجة) على الإيطالي ماركو اينوشنتي في المباراة النهائية بنتيجة 25-24 في مباراة مثيرة من الجانبين، أصبح فهيد الديحاني، أول عربي الجنسية يفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد ريو.
إلّا أن الذهبية لم تسجل باسم بلاده، لمشاركته تحت العلم الأولمبي ضمن فريق "الرياضيون الأولمبيون المستقلون"، نظرًا لتجميد النشاط الرياضي في الكويت قبل انطلاق الأولمبياد بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بسبب مخالفة المواثيق الرياضية المعترف بها دوليًا، عبر التدخل الحكومي في شؤون الرياضة.
ورصدت "الأناضول" ردود أفعال مسؤولين ومواطنين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على تحقيق الديحاني الإنجاز الكبير، الذي ربما يشعل غيرة الكويتيين على مستقبل الرياضة في بلادهم، وتكون ذهبيته نقطة بداية لإعادة الرياضة الكويتية إلى مسارها الحقيقي.
المغرد الكويتي عبد الوهاب أحمد المفلح قال "كل رمية عرَّت شخصًا كان سببًا في تدهور الرياضة، أنت اليوم عريتهم كلهم يا فهيد الديحاني".
أما عبد الله الدحيلان فغرّد على حسابه قائلاً: "مؤسف أن يذهب إنجاز رام عربي باسم اللجنة الأولمبية، بسبب فساد أشخاص في بلده!".
ولم يتوقف الأمر عند الأسى، بل جاءت المقارنة بين النجاح الشخصي للمواطن الكويتي والفشل في أجهزة الدولة بالكويت واتحاداتها الرياضية، إذ قال النائب أحمد القضيبي "مبروك للبطل فهيد الديحاني الذي أثبت أن النجاح هو سمة المواطن الكويتي المخلص، وأن الفشل هو سمة أجهزة الدولة واتحاداتها".
وأقر مجلس الأمة(البرلمان) الكويتي في يونيو/ حزيران الماضي، تعديلات على قوانين رياضية، منحت بموجبها الحكومة، حق حل اللجنة الأولمبية والاتحادات المحلية، إثر إلغاء البرلمان قانونًا انتخبت اللجنة والاتحادات على أساسه.
وفي 2 أغسطس/آب الجاري خسرت حكومة الكويت، القضية المستعجلة التي رفعت أمام المحكمة المدنية في مدينة لوزان السويسرية لتجميد قرار اللجنة الأولمبية الدولية، القاضي بإيقاف الكويت دوليًا.
وأكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي الشيخ سلمان الصباح، أن إنجاز الديحاني التاريخي يدعو الجميع إلى بذل الجهود لتطوير الرياضة والنظر إلى مستقبلها بثقة على أرضية وطنية لا تعرف المستحيل.
وأضاف الصباح في تصريحات لتلفزيون الكويت "رغم التحديات المفروضة على الرياضة الكويتية، أبى أبناؤها الاستسلام وأصروا على المشاركة ليؤكدوا قدرتهم على رفع شأن بلادهم".
بينما أطلق وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله الصباح، تغريدة عبر حسابه على تويتر قال فيها "بطل يابوساير(في كناية عن الديحاني)".
نيابيًا، رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم كان أول المهنئين، قائلًا عبر تغريدة "ألف مبروك لبطلنا الأسطوري فهيد الديحاني على إنجازه التاريخي بمنحه الكويت ميدالية ذهبية أولمبية تاريخية".
في حين غرّد النائب يوسف الزلزلة: "نبارك للكويت فوز ابنها الرامي فهيد الديحاني بالميدالية الذهبية الأولمبية ونأمل حصول هذا البطل على التكريم اللائق به".
ووافقه النائب صالح عاشور بتغريدة قال فيها: "ألف مبروك للكويت وللبطل فهيد الديحاني على الميدالية الذهبية وعلى الدولة أن تقوم بتكريمه تكريمًا يليق بإنجازه الدولي".
وفيما انهمرت دموع شقيقه ناصر الديحاني المحلل الرياضي في قناة الجزيرة، قال الرامي فهيد الديحاني في تصريحات تلفزيونية "كنت متأكدًا أني سأفوز رغم أن التحضيرات لم تكن بالمستوى المطلوب".
وأضاف "بدلًا من أن نبقي الميدالية لهم نروح ونأخذها"، في رد على من انتقد مشاركته تحت العلم الأولمبي.