شبكة المنظمات الأهلية تنظم جولة ميدانية لمنطقة الشوكة جنوب مدينة رفح
غزة / سوا / نظمت أمس شبكة المنظمات الأهلية بغزة جولة ميدانية لمنطقة الشوكة جنوب محافظة رفح للاطلاع علي الوضع الزراعي والمشاريع التي قامت بها المؤسسات الأهلية الزراعية في خدمة المزارعين واللقاء مع أهالي المنطقة للتعرف علي الحياة الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في تلك المنطقة .
واستهدفت الجولة عددا من الصحافيين العاملين في قطاع غزة ومسئولين من مؤسسات زراعية وتنموية واغاثية .
وقال الأستاذ امجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية أن منطقة الشوكة تدل علي قدر المعاناة والمشاكل الاقتصادية في المنطقة إذ أن هذه المنطقة تعتمد أساسا علي الزراعة وتعتبر سلة غذاء للقطاع إلا أن ما تواجهه المنطقة من مشاكل تعيق من النمو الاقتصادي في المنطقة خصوصا بسبب نقص المياه وممارسات السلطات الإسرائيلية من هدم للمنازل وتدمير للطرق وتجريف للأراضي والأشجار وتقطيع خطوط مياه إضافة إلي تدني أسعار الخضروات والمنتجات بسبب العدوان والاغلاقات المستمرة والحصار .
وأكد الشوا أن نسبة البطالة ترتفع في المنطقة بدرجة كبيرة حيث أن المصدر الأساسي للدخل هو الزراعة إلا أن الحصار والاجتياحات المتكررة وأحوال الزراعة المتردية وعدم توفير فرص عمل رفع نسبة البطالة في المنطقة وأصبح أكثر من 30%من السكان دون مستوي خط الفقر مما يؤثر سلبا علي الجباية في البلدية ويستدعي الأمر وبالضرورة خلق فرص عمل مناسبة ودعم مشاريع تنموية لزيادة إيرادات البلدية الذاتية .
وأوضح أن الوضع في المنطقة بحاجة لتطوير بنيتها التحتية فكثير من الشوارع ما زالت ترابية وعرة وتؤثر سلبا علي حركة الطلاب والمواطنين وسيارات الخدمات العامة فيما تعاني منطقة الشوكة من عدم وجود آليات في البلدية مما يضطر البلدية إلي تأخير آليات كباش وسيارة شحن لنقل وترحيل النفايات الصلبة للمكب .
وفيما يتعلق بالبنية التحتية للمنطقة واثر العدوان الإسرائيلي المتكرر عليها قال الشوا أن البنية التحتية في منطقة الشوكة تحتاج لتطوير مداخل الأحياء وتأهيل الطرق فيها وتوسيع شبكة الصرف الصحي لتشمل جميع الأحياء السكنية كما تحتاج لتضافر الجهود لتحسين الخدمات الأساسية للمياه والكهرباء والاتصالات مشيرا أن المنطقة تتعرض لاجتياحات متكررة خلفت هدم عشرات المنازل وتجريف مئات الدونمات الزراعية وتدمير مقر البلدية وحرق جميع آلياتها وقصف السوق الوحيد في الشوكة مما زاد من معاناة سكان المنطقة وزيادة نسبة البطالة وتردي الوضع المعيشي .
أما عن وضع المياه في الشوكة أكد الشوا أن منطقة الشوكة تتغذي بآبار تقع في منطقة رفح الغربية تبعد عن الشوكة أكثر من 10كم مما يؤثر سلبا علي خدمة المياه وتعيش المنطقة أزمة مائية خاصة في أشهر الصيف حيث ازدادت الأزمة تفاقما بعد استهداف الاحتلال لخزانات المياه المنزلية والانقطاع المتكرر للكهرباء والذي ساهم بدوره أيضا في عرقلة طرق المعالجة للازمة .
من جانبه قال الأستاذ منصور بريك رئيس بلدية الشوكة أن المنطقة منذ عام 2000تتعرض لاجتياحات متكررة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي قامت بتدمير كافة الأراضي الزراعية فيها وتعرض المزارعين لأضرار وخسائر فادحة حيث تشمل مساحة هذه الأراضي ما يقارب 8000دونم والتي كانت تقدم منتجاتها في كل عام .
وأشار بريك أن منذ تعرض المزارعين لتجريف أراضيهم التي بلغت 276دونما معظمها دفيئات زراعية أصبح هناك عجز كبير في وصول المياه للمزارعين والمواطنين في المنطقة وأصبحوا لا يستطيعون دفع فاتورة المياه وتراكمت الديون عليهم رغم سوء الوضع الاقتصادي لديهم لافتا أن المنطقة بها ثلاث خزانات للمياه وهي لا تكفي حاجة السكان بسبب قصف قوات الاحتلال لهذه الخزانات الزراعية وتواصل أزمة الكهرباء في المنطقة .
وأكد أن هناك استجابة من مؤسسة اوكسفام والتي قامت بتنفيذ مشروع بإصلاح الأراضي الزراعية التي قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريفها أثناء العدوان علي غزة وتقديم الإغاثة الإنسانية للسكان وتوفير مياه الشرب التي عاني منها المواطنون بالمنطقة في بداية كل صيف من العام مشيرا أن بعض المشاكل واجهت المنطقة والبلدية من خلال الممولين للمشاريع وقامت البلدية بتغطية كافة النفقات وإنعاش الزراعة مرة أخري حيث تم خلال عام فقط تعبيد الطرق المدمرة وبناء المنازل التي هدمت وظلت أزمة المياه متواصلة في هذه المنطقة .
وأضاف : استنزفنا كل الإمكانيات المالية لمخاطبة الجهات المسئولة لتغطية نفقات السولار الذي بحاجة إلي استخدام المياه حيث تم مواجهة أزمة المياه الخاصة في المنطقة وقامت المؤسسات الاغاثية بتغطية نفقات المياه وهي الآن لا تستطيع تغطية كافة المشاريع في المنطقة حيث تم تدمير 70%من المياه والتي هي عبارة عن خزانات مطالبا كافة الجهات المختصة بتكاتف جهودها في خدمة المواطنين في هذه المنطقة وإيصال الغذاء الآمن والوفير لهم .
بدوره أكد المهندس محمد البكري مدير اتحاد لجان العمل الزراعي بغزة أن خلال ثلاث سنوات قادمة سيكون هناك برنامج لتطوير مناطق رفح وخانيونس والقضاء علي التصحر وبذل جهد اكبر وأوسع لتوفير الأراضي الزراعية واستصلاحها للزراعة وتوفير المياه بها بالشكل المطلوب إضافة إلي خلق برامج التكنولوجيا الزراعية وتقنين استخدام المياه في المناطق المعزولة رغم الحصار والتدمير وتواصل أزمة الممولين والسلطات وخلق واقع مختلف لمواجهة الأزمات .
وفي هذا السياق يقول المواطن علي محمد أبو صهيبان متزوج ولديه سبعة أبناء ومن سكان منطقة الشوكة برفح أن المنطقة تعاني كغيرها من أزمة وصول المياه إلي المنازل والمزارع بشكل منتظم حيث تصل المياه غاليا كل يومين في الأسبوع وربما ساعة واحدة في اليوم الواحد مما يسبب أزمة في الحياة المعيشية للسكان موضحا أن مياه البلدية التي تصل إلي السكان في المنطقة لا تصلح للشرب وهي مالحة بسبب تلوث المياه داخل الآبار نتيجة قصف قوات الاحتلال لها أثناء الحروب الثلاثة الأخيرة علي قطاع غزة إضافة إلي معاناة المواطنين في المنطقة ذاتها من مشكلة الصرف الصحي بسبب تواصل أزمة الكهرباء في المنطقة نفسها أيضا .
وطالب أبو صهيبان كافة الجهات المسئولة من بلديات ووزارت محلية وهيئات حقوقية واغاثية سواء كانت محلية أو دولية بضرورة الوقوف بجانب هؤلاء السكان في منطقة الشوكة لان وضعهم المعشي صعبا جدا وبحاجة إلي دعم ومساندة عاجلة لتوفير ادني مقومات الحياة بها .
أما المزارع محمد سالم أبو ربيع متزوج ولديه احد عشر فردا يشير أن المشاكل الزراعية في المنطقة عديدة حيث المشكلة الأكبر تتمثل في أزمة مياه الري للمزروعات الزراعية في أرضه التي قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريفها في الحروب الماضية علي غزة والتي بلغت خسائر الأراضي الزراعية فيها إلي 66الف دولار وقامت وزارة الزراعة بغزة بتعويضه بدفع مبلغ 600دولار إضافة إلي دفع مؤسسة اغاثية زراعية أخري له مبلغ 300دولار لمساعدته .
وقال أبو ربيع انه يقوم بسقي أرضه الزراعية ثلاث أيام فقط من كل أسبوع نظرا لقلة وصول المياه في المنطقة وأرضه الزراعية حيث يقوم بزراعة البطيخ والشمام والفواكه والخضروات وهي تحتاج إلي نسبة مياه وفيرة لاكتفاء أرضه الزراعية التي يعتاش منها في كل عام .
ودعا أبو ربيع الجهات المعنية بتوفير ماتور مياه جديد لأرضه الزراعية لاكتفاء نسبة المياه فيها لان الماتور الحالي بأرضه لا يستطيع ضخ المياه بشكل اكبر لري أرضه التي تحتاج إلي كميات وفيرة من الماء إضافة إلي توفير مساعدة عاجلة لإغاثة عائلته التي لا يعمل بها أي احد ولا يستطيع أن يوفر قوات يومه 0
فيما شملت الجولة الميدانية أيضا زيارة مزارع الأعشاب الطبية في خانيونس والتحدث مع بعض المزارعين هناك عن المشاريع الجديدة والحيوية التي يقوم بها المزارعون في المنطقة للقضاء علي الفقر والبطالة وخلق فرص عمل جديدة تساعد في إنعاش الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة وتنمية الوضع الزراعي وتطويره .