اسرائيل تبدأ حملة تهدف لإغلاق المؤسسات الدولية العاملة بغزة
غزة / خاص سوا / بدأت اسرائيل مؤخراً حملة دولية تهدف الى إغلاق المنظمات الانسانية الدولية العاملة في قطاع غزة ، بحجة أن موظفيها يحولون أموالاً الى حركة حماس في القطاع.
واعلنت منظمة (انقذوا الاطفال- سايف ذا تشيلدرن) أمس الاثنين انها تنظر في مزاعم اسرائيلية حول قيام حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بتجنيد احد موظفيها هناك، بعد ايام من ادعاءات بحق منظمة دولية كبرى اخرى. بحسب ما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية
واتهمت السلطات الاسرائيلية الخميس الماضي محمد الحلبي، مدير فرع منظمة (وورلد فيجن) المسيحية الاميركية الدولية في غزة بتحويل مساعدات نقدية وعينية بملايين الدولارات خلال السنوات الاخيرة الى حركة حماس وذراعها العسكرية في قطاع غزة.
ومن بين الاتهامات الموجهة الى الحلبي المعتقل منذ حزيران/يونيو الماضي في وثيقة الاتهام التي نشرتها السلطات الاسرائيلية الاسبوع الماضي، قيامه بتجنيد شخص يعمل في منظمة “انقذوا الاطفال” للانضمام الى حركة حماس عام 2014.
وبحسب وثيقة الاتهام، فان حركة حماس سعت الى تجنيد هذا الشخص بالتحديد، لأنه "يعمل لمنظمة اغاثة اميركية تدعى سايف ذا تشيلدرن ومرتبطة بوكالة يو اس ايد الاميركية".
ورفض والده خليل الحلبي الاتهامات الموجهة لنجله محمد، مؤكداً أن مزاعم الاحتلال بحق أبنه باطلة ولا أساس لها من الصحة .
وقال الحلبي "ولدي يعمل ضمن نشاط إنساني منذ 12 عاما، يدعم الصيادين والمرضى والمزارعين والأطفال، وإذا كنتم تعتقلون من يدعم هؤلاء بداعي الإرهاب فأنتم ترتكبون جريمة".
وأوضحت سيلفيا هولتن، المتحدثة باسم وورلد فيجن في ألمانيا، امس الاثنين أن موازنة الجمعية في غزة في العقد الماضي كله بلغت 22.5 مليون دولار.
وقالت "إن هناك فجوة كبيرة بين الأرقام التي تتحدث عنها الحكومة الإسرائيلية وتلك التي نعرفها". وأفادت أن وورلد فيجن أوقفت عملياتها في غزة بسبب التحقيقات الجارية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والأنشطة الإنمائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة روبرت بيبر إن إعادة توجيه الإغاثة بعيدا عن المستفيدين منها تعد خيانة عميقة للثقة التي وضعت في أحد كبار المديرين من قبل صاحب العمل والجهات المانحة للمنظمة.
جاء ذلك في تعليقه على الادعاءات التي وجهها جهاز الأمن الإسرائيلي في أواخر الأسبوع الماضي ضد رئيس عمليات منظمة الرؤية العالمية في غزة، محمد الحلبي، مشيرا إلى أن هذه الادعاءات تثير مخاوف خطيرة حول المنظمات الإنسانية العاملة في غزة.
وأضاف في بيان له أن "الجميع سيدفع ثمنا باهظا لهذه الأعمال، المستفيدين وجهود الإغاثة بشكل أوسع على حد سواء، مشيرا إلى أن العمليات الإنسانية في غزة توفر شريان الحياة لـ 1.1 مليون فلسطيني."
بدورها نفت حركة "حماس" اتهامات الاحتلال الإسرائيلي حول تسريبات مالية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لصالح الحركة.
ووصف الناطق الإعلامي باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح صحفي، الثلاثاء الاتهامات الإسرائيلية بأنها ادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة، وأنها تأتي في سياق مخطط إسرائيلي لتشديد الخنق والحصار على قطاع غزة عبر ملاحقة المؤسسات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع والتضييق عليها.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية دشنت حملة إعلامية دعائية دولية ضد حركة حماس، في ضوء الاتهامات الأخيرة للحركة بتلقي أموال وتبرعات بملايين الدولارات من منظمة "وورلد فيجن"، لتنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل.
وقال المراسل السياسي للصحيفة إيتمار آيخنر إن الوزارة أصدرت تعليماتها لكافة السفارات الإسرائيلية حول العالم لمنح هذه القضية التغطية الإعلامية المطلوبة في حدها الأقصى أمام الصحافة العالمية، وتعميمها على دوائر صنع القرار في العواصم المهمة، وعناصر التأثير على الرأي العام العالمي.
وأضاف أن الحملة الإسرائيلية تشمل توضيح دور إسرائيل في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، والعمل على ترميمه، وأهمية الدور الرقابي للمنظمات الدولية على الأموال التي تدخل القطاع بهدف المساعدات.
من جانبه قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أنهم ينظرون بخطورة بالغة لهذه الحملة التحريضية التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق منظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية والتي من شانها تقويض دور هذه المؤسسات.
وأشار الشوا خلال حديث مع وكالة سوا الاخبارية ان هذه الحملة سيكون لها تداعيات خطيرة على الوضع الانساني في قطاع غزة المتردي ، في ظل تقارير دولية متواصلة تصدر تقول ان نسب البطالة والفقر وانعدام الامن الغذائي وصلت الى نسب غير مسبوقة.
وأوضح ان الحملة الاسرائيلية تمس مختلف المؤسسات الدولية وليس مؤسسات بعينها من خلال اجراءات الاحتلال على حركة هذه المؤسسات وأيضا القيود المفروضة على مشاريعها.
وطالب الشوا الامم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الجاد والفعلي من أجل مواجهة هذه الضغوط الاسرائيلية والعمل باتجاه تجنيب الشعب الفلسطيني الصعوبات والويلات وبخاصة ان هذه المنظمات الدولية تعمل في إطار القانون الدولي ومنظومة حقوق الانسان.