الجدار الاسمنتي على حدود غزة قد يشعل فتيل القنبلة الموقوتة
غزة / خاص سوا / قالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ، أن وزارة الأمن الإسرائيلية وزعت عطاءات لبناء جدار خرساني بطول 60 كيلومترا حول قطاع غزة، على 20 شركة كبيرة للبناء في إسرائيل، عقب رفض شركات دولية المشاركة في تنفيذ هذا المشروع، الذي يهدف لمواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الأمن ستشرع في بناء هذا الجدار مطلع تشرين الأول/ أكتوبر القادم، حيث تقدر تكلفته بنحو 2.2 مليار شيكل (570 مليون دولار)، ويمتد لعشرات الأمتار في باطن الأرض وفوقها.
وقال مراقبون فلسطينيون ان عزم اسرائيل تنفيذ هذا المشروع يدلل على فشل الحلول التكنولوجية التي قالت عنها مراراً انها نجحت في اكتشاف بعض الانفاق الممتدة بين حدود قطاع غزة واسرائيل.
محمد فرج الغول القيادي في حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي قال ان :" اسرائيل تمعن في اجراءاتها كما كانت في الانتفاضة الأولى ، معتبراً ان تلك الاجراءات تشكل عوامل الانفجار العام.
وأضاف الغول خلال حديثه مع وكالة "سوا" الإخبارية : "سيأتي اليوم الذي تنفجر فيه كل الامور، هذه عوامل طبيعية متراكمة مع اجراءات كثيرة تشكل الكحل لقنبلة موقوته (..)، ربما يأتي في أي وقت من الأوقات هذا الجدار وغيره ليشعل الفتيل وينفجر الوضع من جديد".
واعتبر أن "إصرار إسرائيل على بناء جدار حول قطاع غزة يدل على اصرارها على انتهاك القانون الدولي ومخالفة القوانين والقرارات والاحكام الدولية وتحديا للمجتمع والقانون الدوليين".
وأردف الغول : "اسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي؛ لأن المجتمع الدولي لم يمارس حقه الطبيعي في ملاحقة قادتها ولم يقدمهم الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب". وفق تعبيره
ولفت إلى أن اسرائيل تحاول تبرير جرائمها بالمقاومة وانفاق المقاومة، قائلا : "المقاومة الفلسطينية حق مشروع وفق القانون الدولي، فالمقاومة لا يحدها حدود ولا يمنعها سدود ولا جدر(..)، وبالتالي فإنها فوق هذه الجدر وهذه العقبات التي يضعها الاحتلال".
وقال الغول :" المقاومة حق طبيعي وشرعي ووطني وسياسي".
من جانبه أوضح كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أن اقامة سلطات الاحتلال جدار على حدود قطاع غزة "له اكثر من مغزى".
وقال الغول لـ"سوا"، : "بالمعنى السياسي، الاحتلال يريد تكريس الفصل بين الضفة وغزة بإجراءات، منها إقامة جدار الفصل".
وأضاف : "الاحتلال بذلك يستكمل ملامح الحصار للأراضي الفلسطينية، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار جدار الفصل العنصري ايضا في داخل الضفة الغربية".
وتابع الغول : "نعتقد أن هذا السلوك الاسرائيلي لن يحول دون قدرة المقاومة بابتداع الوسائل والاشكال التي تمكنها من تجاوز هذه العقبة، إضافة إلى أنه لن يحول دون تمسك الشعب الفلسطيني بوحدته ووحدة أراضيه".
وأكد أن "هذا الجدار يفرض مجددا على الجميع التوحد في اطار استراتيجية كفاحية تعمل على انهاء الاحتلال الكامل عن كافة الاراضي الفلسطينية، وقطع الطريق على المزيد من الخطوات التي تريد فقط الفصل القائم بين الضفة والقطاع".
ونوه إلى أنه سيكون هناك اجراءات تفصل بين سكان الضفة ذاتها؛ على أمل انهاء اي أمل للفلسطينيين بإمكانية دولة على اراضي الضفة والقطاع.
وأردف الغول : "من الواضح ان اسرائيل تدير ظهرها لكل المطالبات الدولية التي تدعوها لوقف مثل هذه الاجراءات ووقف الاستيطان وغيره من القرارات والإجراءات التي تعمل على قطع الطريق على انسحابها من الضفة بشكل كامل ومن امكانية اقامة دولة فلسطينية".
وأكد أن إسرائيل ستتعمد في هذه المرة، عدم الاستماع لأية مطالب او مناشدات قد تأتيها من اطراف خارجية؛ "لأنها مصممة على تشديد مشروعها في الاراضي الفلسطينية بشكل متسارع خاصة في ظل ظروف تعتبرها مواتيه مع انشغال الاقليم في حروب في اكثر من بلد عربي، وفي ضوء الانفتاح العربي الرسمي من قبل بعض الانظمة العربية مع اسرائيل، وهو الامر الذي دعاها لأن تتقدم في موقفها السياسي لصالح وجهة نظرها".
وطالب الغول، السلطة الفلسطينية التي لها صلة التواصل الرسمي مع المؤسسات الدولية وغيرها بتكثيف جهودها من أجل استصدار قرارات على الاقل ترفض وتدين هذه الخطة.
وتابع : "علينا كفلسطينيين أن نبحث في كيفية افشال هذه المخطط الاسرائيلي من خلال مرة اخرى الاستراتيجية الوحدة وانهاء الانقسام واعادة الاعتبار إلى الطابع التحرري الديمقراطي لنضال شعبنا ضد الاحتلال الاسرائيلي".
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن تقوم اسرائيل ببناء جدار على طول الحدود مع قطاع غزة.
وقال حبيب لـ"سوا" : "هذا يشير الى أن إسرائيل بحالة ارباك، لا تعرف ماذا تفعل لا تحت الارض ولا فوقها".
وأضاف : "مثل هذا الجدار لن يكون الا عبئا على الاسرائيليين في حالة انجازه؛ لأنه لن يؤدي الى الغرض المطلوب، فلن يمنع الانفاق ولا المقاومة من فوق الارض "، متابعا : "لا اعتقد انه مثل هذا العمل جدي بقدر ما هو ربما يشكل شيء من الداعية أكثر من هو عملا واقعيا".
وأشار حبيب إلى أن "الجميع يعلم الآن، أن الأنفاق أصبحت في أعماق الأرض ولن يصلها مثل هذا الجدار على الإطلاق".