الطبيب هيثم الحسن يشهد حرباً ثالثة على غزة

153-TRIAL- القدس / سوا / ثمانية أيام من التطوع في مستشفيات قطاع غزة كانت كفيلة لأن تخلق مشاهدات وشهادات مؤثرة لدى الدكتور هيثم الحسن؛ فكلما اعتاد الحسن وغيره من أطباء الوطن على وحشية الاحتلال، إبان مختلف الاعتداءات الإسرائيلية والحروب على غزة، جاء الاحتلال بالمزيد من الفنون الهمجية التي تتسبب في تهشيم الجسد وتهتك الأعضاء، وأحيانا بترها، فهو عدوان يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى بحسب رواية الطبيب هيثم الحسن.
الحسن، وهو رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى المقاصد، واختصاصي جراحة الأوعية الدموية، يعود إلى القدس بعد مشاركته ضمن الوفد الطبي التطوعي من الضفة الغربية إلى مستشفيات قطاع غزة، حاملا مشاهداته ومناشداته لإغاثة غزة..فهل العدوان الإسرائيلي الحالي على القطاع هو الأكثر عنفاً منذ ست سنوات؟
حرب ضد الإنسان الفلسطيني
يعلق هيثم الحسن على هذا السؤال بالإيجاب المطلق قائلاً: “هذا العدوان، بلا شك، هو الأصعب والأعنف والأسوأ، فجميع المشاهدات توضح أن القضية أصبحت استهدافا للمدنيين بالدرجة الأولى، وليس الأمر استهدافا لتنظيم أو لفصيل أو لحزب، بل هو استهداف للناس المدنيين والشعب الفلسطيني، في أماكن سكناهم وليس في ميادين المعارك، والدليل أن ٣٢٪ من الجرحى هم من الأطفال، و٢٦٪ من الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ١٢ عاماً”.
ويضيف: "عايشنا في الحروب والاعتداءات السابقة حالات مختلفة نتيجة إصابات بقذائف صاروخية أو مدفعية، ولكن أن نستقبل مئات الحالات طيلة ثمانية أيام يعتبر تحدياً جديداً بالنسبة لنا، فالعدوان الحالي يختلف عن عدوان 2008 و2012 حيث تركز القصف حينها على المباني والوزارات والهيئات الحكومية".
مواقف إنسانية
وبحزن، يستذكر الحسن أصعب الحالات الإنسانية التي استقبلها في اليوم الأول منذ وصوله إلى غزة؛ جريح لم تستطع الطواقم الطبية إسعافه، وقد تعرض لنزيف حاد، بعد أن تسبب القصف الإسرائيلي بقطع في فروة رأسه، وكسور في اليدين والرجلين،إضافة إلى كسور في الفك وتهتك في الأنسجة، كما كان يعاني من نزيف داخل فجوة الصدر والرئتين، وإصابات داخل الأمعاء، وأثناء العملية الجراحية دخل الجريح في حالة نزيف عام ، ونتيجة للإصابة الشديدة في الدماغ استشهد، وذلك بالرغم من وجود ثلاثة أطقم طبية في نفس الوقت تشارك في العملية، إلى جانب العشرات من أكياس الدم لمحاولة إنقاذه.
وترسخت إحدى القصص الإنسانية المؤلمة في ذاكرة الحسن، عن رب بيت غزيّ ذهب برفقة ولديه لشراء الخضار من السوق، تاركا زوجته وبناته السبعة في الشقة، فقصف المنزل واستشهدت الزوجة والبنات السبع، وبعد أن ذهب لاستئجار منزل جديد بتكلفة 450 شيكل، عادت الطائرات الإسرائيلية واستهدفت المنزل الجديد ليستشهد هو والولديْن، لتباد الأسرة بكاملها.
وقد تعرضت عشرات الأسر لمثل ذلك، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 76 أسرة قد أبيدت تماما في مجازر القصف الإسرائيلي. 
وحول مدى الرهبة التي قد يشعر بها المرء تحت وطأة ظروف القصف الجوي والمدفعي، يعتبر الحسن أن التطوع في هذه الظروف يعد واجباً وطنياً وإنسانياً ومهنياً لأهلنا وإخوتنا في القطاع، فهو يؤمن بأن الأعمار بيد الله، والرهبة من التعرض للقتل هناك غير موجودة لديه، سيما أنه سبق وتطوع في سبعة مهام شبيهة في مناطق مختلفة، منها غزة التي عانت من ثلاث حروب متتالية.
احتياجات المستشفيات في غزة
ويتحدث الحسن عن كادر طبي متميز في مستشفيات غزة، قادر على التعامل مع الحدث بشكل جيد، ويؤكد أن تجارب الحرب قد علمتهم كيفية التصرف خلال الحالات الطارئة، فيما أصبح لدى طواقم الإسعاف خبرة في كيفية توزيع المصابين على المستشفيات، بالإضافة إلى الفرق المساندة، واعتادت المستشفيات الغزية في الحروب على إلغاء إدخال الحالات والعمليات غير الطارئة، وتفريغ المستشفى لاستقبال الجرحى، بيد أنهم هذه المرة تمكنوا من استمرار العمل الاعتيادي في  بعض الأقسام كقسم الأمراض الباطنية والأطفال. وفي القدس تحاول المستشفيات الفلسطينية تخفيف العبء عن مستشفيات القطاع باستقبال الحالات المرضية المزمنة، فعلى سبيل المثال سيجري مستشفى المقاصد عملية جراحية لمريض مصاب بالفشل الكلوي وصل بالأمس من غزة،على الرغم من أنه ليس جريح حرب.
ويستدرك الحسن: "بيد أن ذلك الكادر المتميز تنقصه بعض التخصصات العليا، كجراحة الصدر والتجميل والأعصاب، لذلك تتوخى وزارة الصحة الفلسطينية اشتمال الوفود الطبية إلى غزة على عدد من التخصصات غير المتوفرة هناك".
وفيما يتعلق بالنقص الذي تعاني منه المستشفيات في غزة بالمستلزمات الطبية والأدوية والمعدات، يوضح أن أغلبية الأدوية متوفرة، إلا أن هناك نقصاً في عقاقير التخدير وبعض المضادات الحيوية من أنواع معينة باهظة الثمن، إضافة إلى الشح في بعض المعدات كالخيوط الجراحية، مشدداً على ضرورة الانتباه إلى أن قطاع غزة يخوض حرباً ثالثة خلال ست سنوات، فمن البديهي أن تصبح الأجهزة الطبية الإلكترونية لديهم مستهلكة، حيث تعطلت في معظمها الصمامات والمستشعرات الإلكترونية، ولا يمكن إعادة صيانتها بل يجب استبدالها، ولفت الحسن إلى نقص في عربات نقل المرضى (الترولة)، والتي باتت تعاني من الاهتزاز وعدم الثبات بسبب كثرة الاستعمال.
يقول الحسن: "لا يجب أن ننسى أن غزة تعيش حالة حرب، ولا أحد يخوض حرباً من دون احتياط طبي كافٍ، فغارة واحدة قد توقع ألف جريح ومائة شهيد، ولذلك قد تكفي المستلزمات المتوفرة لخمسمائة منهم ولمدة أسبوع، لكن المخزون سينتهي بعد غارة أخرى أو اثنتين، فيجب أن يكفي الاحتياطي لمدة شهر على الأقل، وأن تتوفر ثلاثة مستودعات للإمداد والتخزين، حتى لا يضطر الفلسطينيون لاستجداء الاحتلال من أجل إدخال الشاحنات، فالمستشفيات في القطاع تخوض معركة طبية حقيقية".
أسلحة قاتلة ومسرطنة
ويوضح الحسن أن طبيعة الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، كشظايا القذائف تدخل إلى جسد الضحية لتصيب أعضائه بالشلل؛ حيث خلفت تلك الأسلحة قرابة 3000معاق، أي ما يزيد عن 40% من نسبة الجرحى، وذلك نتيجة الانفجارات العنيفة وموجة التصادم التي تسببها القذائف الصاروخية فتقذف الضحية بعيداً إلى مسافة عشرات الأمتار، ناهيك عن التعرض للإصابة المباشرة أو سقوط أحد الجدران عليه، ويضرب الحسن مثلاً كحالة الطفل قصي النملة ذي الأربعة أشهر، والمتواجد حاليا في مستشفى المقاصد، حيث قذفته موجة التصادم إلى رأس شجرة على بعد 20 مترا من البيت الذي قصف في مدينة رفح.
وحول سلاح "الدايم" متفجرات المعدن الخاملة الكثيفة، الذي نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريراً عن استخدامه من قبل الاحتلال، يقول الحسن أن ذلك السلاح له قوة انفجارية محدودة ولكنها شديدة جداً، تؤدي إلى قتل ضحاياها عبر بتر أطرافهم بما يشبه عمل المنشار الآلي، وتتسبب بإصدار موجات حرارية تحرق الجلد والملابس، فالشخص الذي يتمكن من النجاة سيعيش بجسد مهترئ نتيجة تعرضه للبودرة الملتهبة التي تصدر عن هذا السلاح، وسيعيش معرضاً للاصابة بمرض السرطان بسبب احتوائها على مادة التنغستن المسرطنة. ويؤكد الحسن أن ستين حالة بتر للأطراف حدثت في مستشفى الشفاء خلال يوم واحد فقط، جراء التعرض لسلاح الدايم القاتل، منوهاً إلى أن عدد المعاقين غير نهائي، فقد يصل إلى اكثر من 4000 معاقاً، وذلك بالإشارة إلى العدد الكبير من حالات الإصابة بالدماغ الموجودة في مختلف المستشفيات، هؤلاء لا تستطيع الإحصائيات أن تستثنيهم قبل استكمال علاجهم والتأكد من استعادة أهليتهم، وإعادة تأهيل من هم بحاجة لذلك في المراكز المختصة. 
عمليتان في غرفة واحدة
ويصف هيثم الحسن الأوضاع في قسم الطوارئ مشفى الشفاء بالكارثية، حيث يضطر طاقمان طبيان مختلفان لإجراء عمليتين جراحيتين لمصابيْن في نفس الغرفة، وأحيانا يلجؤون لإجراء العمليات في ممرات قسم العمليات الجراحية خارج الغرف، ويؤكد الحسن أن أغلب الحالات قد تم التعامل معها جراحيا كمرحلة أولى، ولكنهم لا يزالون بحاجة  إلى عملية أخرى أو أكثر، لذلك تم إفراغ 400  جريح إلى خارج القطاع، وهو عدد قليل وغير كاف، وقد توزع الجرحى على مستشفيات القدس والضفة والأردن ومصر وتركيا، من أجل استكمال ما يلزم من عمليات أو استكمال علاج ما بعد العمليات.
وبحسب الحسن، فالطواقم الطبية الوافدة تعمل جنباً إلى جنب مع الطواقم المحلية لمتابعة حالة الجرحى والمرضى، حيث يتناوب الأطباء على المرور اليومي العام في المستشفى، ويقومون باختيار الحالات التي يستحسن تحويلها إلى مستشفيات الضفة، أو خارج فلسطين. وذكر أن الأطباء المتطوعين يتوزعون على خمسة مستشفيات، مؤكدا أن الطواقم الطبية الموفدة لن تتوقف،على الرغم من تأخر إصدار التصاريح من قبل سلطات الاحتلال لما يزيد عن ثلاثة أسابيع، إلا أنه وبعد عودة الوفد الذي شارك فيه الحسن، تم إرسال وفد طبي آخر من الضفة، وسيتم إرسال وفد من مستشفى المقاصد غالبيته من الممرضين، مشيراً إلى الحاجة الماسة لطواقم تمريضية، سيما أن الطاقم التمريضي في مستشفيات غزة قد أصيب بالإرهاق.
ويشدد الحسن على أهمية التفات الحكومة الفلسطينية وكافة المؤسسات المحلية والدولية والمتبرعين إلى ضرورة الإسراع في بناء المرافق الصحية التي تم تدميرها في القطاع، وإعادة تأهيلها بشكل سريع، حيث تضرر139 مرفقاً طبياً حكومياً وخاصاً وغير ربحي جراء القصف، أهمها مبنى بنك الدم ومصنع الأطراف الاصطناعية، ويضيف الحسن: "يجب أن تتم عملية ترميم المرافق الصحية جنبا إلى جنب مع بناء المساكن في قطاع غزة، بالإضافة إلى ضرورة استبدال سيارات الإسعاف التي دمرت في العدوان، وإصلاح قطاع الكهرباء الذي يعتبر أمراً أساسيا للقطاع الصحي".
لاجئو الحرب بحاجة لحل سريع
بألم واضح يتحدث الحسن عن تقصير المجتمع الدولي في مساعدة قطاع غزة، ويقول: "عندما أعلنت السلطة الفلسطينية قطاع غزة منطقة منكوبة، كان على جميع الهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية أن تهب للمساعدة، الأمر الذي تأخر بالحدوث"، ويضيف: "لقد آن الأوان لتحرك سريع من أجل تشكيل لجان تبحث في كيفية متابعة حالات الإعاقة، ومعالجة الأطفال وحتى الكبار من الصدمة النفسية والعصبية التي تعرضوا لها بعد تعرض أهاليهم وأحبائهم للقتل؛ فهذه القصص ستظهر بوضوح بعد أن تضع الحرب أوزارها، كما يجب إرسال طواقم رعاية أولية لمنع الأوبئة، وإعطاء التطعيمات، بعد تكدس ما يزيد عن 480 ألف لاجئ في مراكز الإيواء، أكثر من نصفهم يعيشون في المدارس".
ومن أجل تفادي وقوع كارثة صحية وإنسانية في القطاع، يهيب الحسن بالمجتمع الفلسطيني ككل، بداية بالحكومة، من أجل إيجاد حلول لسكن هؤلاء المشردين، متسائلاً : "كيف ومتى ستتوفر لـ 15 ألف أسرة مساكن، بعد أن أصبحت منازلهم غير صالحة للسكن، أو أنها أزيلت بشكل تام وأصبحت ترابا"، وأضاف: "لقد أصبح العام الدراسي على الأبواب، في حين أن معظم المدارس أصبحت مراكز للإيواء، والقضية بحاجة إلى حل سريع، ولا يوجد حل سريع للأسف، وسيستمر اللاجئون بالمعاناة لفترة طويلة".
لافتاً إلى أن أربعة آلاف "مشرد" عاينهم بنفسه في ساحات مستشفى الشفاء في غزة، كانوا يفترشون الأرض ويتسترون تحت الأغطية واللحف كخيم يجلسون تحتها.
التأكيد على فلسطينية مشافي القدس
ومن خلال مشاهدات الحسن للوضع عن كثب داخل القطاع، ومقابلته لأعداد هائلة من المصابين، يتعجب من مدى القدرة الإسرائيلية على خداع العالم إعلاميا، وذلك من خلال نشر أكذوبة "الصاروخ التحذيري"، حيث أكد عدد من ضحايا العدوان للحسن أنه لم يكن هناك أية صواريخ تحذرهم من أجل إخلاء منازلهم، ويعتقد الحسن أن إسرائيل أرسلت تلك الصواريخ لعدد قليل من المنازل في بداية العدوان، وذلك من أجل الظهور بشكل "لائق" أمام الإعلام الغربي، علما بأن الصاروخ التحذيري قد تسبب في إيذاء وجرح العديد من المواطنين.
وفي ذات السياق الإعلامي، يطالب الحسن الإعلام المحلي والعربي بضرورة التأكيد على عروبة وفلسطينية المستشفيات المقدسية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، حيث تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بمحاولة خداع العالم من خلال الادعاء بأن الجرحى الفلسطينيين يتلقون العلاج في مستشفيات القدس الإسرائيلية، وقال الحسن: "نحن مستشفيات فلسطينية تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، ونقبع تحت نير الاحتلال القسري، وقد فرض علينا الإسرائيليون تحت طائلة العقاب القانوني، أن نرسل لهم يومياً قوائم بأسماء جرحى العدوان المتواجدين في المستشفى". ونفى أن يكون هناك أي تنسيق من وزارة الصحة الفلسطينية مع المستشفيات الإسرائيلية لاستقبال الجرحى، مبيناً أن الوزارة طلبت من إدارة المقاصد جلب مصابيْن اثنين من مستشفى سوروكا في بئر السبع، ربما تم أخذهم غصباً أو لعلاج طارئ، أو من أجل الادعاء باستضافة الضحايا الفلسطينيين.
مستشفيات القدس والضفة على شفا الاكتظاظ
وفي سؤال حول مدى اختلاف العمل مع جرحى العدوان في المقاصد عنه في غزة، َبين الحسن أن هناك اختلافاً كبيراً فيما يتعلق بالتخطيط للعمليات الجراحية بهدوء، بعيداً عن ضغط الحرب والطوارئ، وقال إن جل الجرحى الذين وصلوا إلى المقاصد بحاجة للمزيد من العمليات؛ لا سيما حالات الحروق التي تحتاج لعمليات زراعة الجلد، إضافة إلى حالات تثبيت الكسور التي تحتاج إلى تغيير وتعديل وتعيير حسب الجهاز المستعمل.
وتابع الحسن: "تحتاج هذه الحالات إلى علاج طويل الأمد، والمستشفيات في القدس والضفة أصبحت على شفا الامتلاء والاكتظاظ، ولن يعود هناك أسرّة لاستقبال المزيد، وذلك على الرغم من أن المقاصد يمتنع في الوقت الحالي عن استقبال الحالات غير الطارئة من المرضى والعمليات، ومن أجل ذلك تم إفراغ عدد من الجرحى إلى الخارج، حيث بدأت تركيا باستقبال الجرحى في مشافيها". 
وعن احتياجات مستشفى المقاصد، وصف الحسن النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بأنه أصبح "مزمناً" نتيجة للأزمة المالية، ولا يزال المقاصد يعاني من نقص في المضادات الحيوية والمعدات والأجهزة الطبية، أما قسم الجراحة العامة الذي يرأسه الحسن، فلديه نقص في الشرايين الصناعية، وخراطيم الديلزة، وخراطيم العلاج الكيماوي، والتي لم يتم شراؤها منذ ستة أشهر؛ بسبب انعدام الرصيد المالي، فيما أصبحت شركات المعدات الطبية تشترط الدفع المسبق قبل التسليم.
262
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد