بعد عام على المحرقة:الطفل دوابشة..متى سأذهب للجنة لأرى أمي وأبي وأخي علي!؟
غزة /خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ "متى سأذهب للجنة؟ اشتقت لماما وبابا وعلي.. هي الجنة بعيدة؟ علي مع مَن يلعب هناك؟" أسئلة كثيرة يطرحها الطفل أحمد دوابشة باستمرار على جده حسين دوابشة، بعد مرور عام على الجريمة البشعة بحق عائلة دوابشة التي ارتكبها مجموعة من المستوطنين قاموا بحرق منزلهم في قرية دوما جنوب شرق نابلس .
ولم يتوقف الطفل أحمد- 6 أعوام- عن طرح الأسئلة التي تدور برأسه، فيقول جده لوكالة "سوا" دائماً أحمد يسألني لماذا حرقونا؟ ماذا فعلنا لهم؟ متى سأرى أمي وأبي وأخي علي؟ ولا أجد جواباً لأسئلته الموجعة.
ويتابع الجد دوابشة " بعد مرور عام على الحادثة المؤلمة، عاد أحمد للقرية ليعيش معي في المنزل، الطفل يشعر بنقص كبير، وأصبح حساساً جداً فهو يحتاج لحضن أمه، مهما فعلت له إلا أن النقص الذي يشعر به لا يعوضه أحد".
ويحاول الطفل أحمد أن يمارس حياته بشكل طبيعي في منزل جده في قرية دوما الشاهدة على الجريمة، متنقلاً بين منزل أجداده وأعمامه، الذين يحاولون قدر الإمكان التخفيف من ألمه بعد فقدانه عائلته.
"أحمد يحتاج إلى معالج نفسي يكون معه باستمرار، كانت طبيبة نفسية تتابع حالته في المستشفى كل اسبوع، لكن الاجواء في المستشفى كانت مختلفة، لم يكن يرى أطفال مع أمهاتهم وآبائهم، لكن الان في القرية يرى الأطفال مع عائلتهم، كل طفل يلجأ لحضن أمه وأبيه إلا هو يسأل دائماً عنهم" يقول الجد دوابشة.
وحول علاج الطفل أحمد ووضعه الصحي، يوضح الجد دوابشة أنه كل أسبوع يذهب للمستشفى لمتابعة حالته الصحية، ولاستكمال علاجه، مؤكداً أن وضعه الصحي جيد.
وفيما يتعلق بقضية العائلة ومحاسبة المجرمين، يقول دوابشة قبل أربعة أيام توجهنا للمحكمة لكن قضاء الاحتلال غير عادل، ومحامين القتلة يريدون إعطاءهم مهلة أكثر، ويماطلون في القضية وألاعيب الاحتلال مستمرة.
"لو تم محاسبة المجرمين ولقوا عقابهم كما يعاقب الاحتلال الفلسطينيين بهدم منازلهم وتشريد عائلاتهم، لما تجرأ أحد منهم أن يرتكب جريمة كالتي ارتكبوها بحق ابنتي وعائلتها" يتابع الجد دوابشة.
ويطالب الجد دوابشة العالم أن يقف مع أحمد معنوياً وألا يخذلوه، قائلا "أحمد كان ابن عائلة دوابشة لكن أحمد الأن ابن العالم كله، وكل إنسان شريف يجب أن يقف معه ويدعمه حتى يعود له حقه".
ويصادف اليوم الأحد، الذكرى السنوية الأولى لإقدام المستوطنين على حرق منزل عائلة دوابشة، في قرية دوما جنوب شرق نابلس، والتي استشهد فيها الطفل الرضيع علي دوابشة، ولحق به والديه سعد وريهام، وأصيب شقيقه الطفل أحمد بجراحٍ بالغة، لا يزال يتعالج على إثرها.
وأسفر الاعتداء الإرهابيّ الذي نفّذه مستوطنون، عن استشهاد الرضيع علي الذي لم يتجاوز عمره في حينه (18 شهرًا)، وأصيب والديه وأخيه أحمد (4 أعوام) بجروح خطيرة، واستُشهد ربّ العائلة سعد دوابشة لاحقًا في مستشفى سوروكا في بئر السبع، بعد أن تعرض جسمه لحروق من الدرجة الثالثة، واستشهدت في 6 أيلول، الأم ريهام حسين دوابشة في مستشفى تل هشومير الإسرائيلي، متأثّرة بجروها جرّاء الحريق.