السيناريوهات المتوقعة حال فشلت مفاوضات التهدئة بالقاهرة!

90-TRIAL- غزة / حكمت يوسف / سوا /  تبدو فرصة نجاح المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار برعاية مصرية ضئيلة جدا،بحسب ما صرح به عدد من القيادات الفلسطينية والاسرائيلية على مدار اليومين الماضيين.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن التعليمات التي اعطيت للوفد المفاوض في القاهرة تشدد على تمسك إسرائيل بتحقيق مطالبها الأمنية، ودون الحصول على استجابة لذلك لن توقع إسرائيل على أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
واعتبر نتنياهو الذي تحدث في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية التي يواصل وزراؤها الضغط على رئيس الوزراء للاستجابة لمواقفهم، أن حماس قد خسرت وأنها ستبقى تتلقى الضربات في حال لم يتحقق الهدوء.
ويقول المحلل والمختص في الشان الاسرائيلي د. عدنان أبو عامر ان الجانب الاسرائيلي يضع مجموعة من الخيارات في حال لم تنجح مفاوضات القاهرة، مضيفاً ان اسرائيل ذهبت لهذه المفاوضات وليس بيدها اي ضمانات لنجاحها ويتم وقف اطلاق النار بالاتفاق مع حماس.
وأضاف لوكالة (سوا) أن الأيام الأخيرة شهدت طرح مجموعة من الخيارات على طاولة القرار الاسرائيلي منها فرض وقف اطلاق النار من جانب واحد من قبل اسرائيل دون التقدم بأي التزامات أو تعهدات للفلسطينيين في موضوع رفع الحصار او المعابر أو سواه وهذا الخيار مكلف للفلسطينيين كثيرا ويظهر ان الحرب لم تؤت أكلها ويضع المقاومة في حالة حرج منه الرأي العام الفلسطيني الداخلي.
أما الخيار الثاني بحسب أبو عامر فهو اقدام اسرائيل على وقف اطلاق النار دون التعهد باي شئ للفلسطينيين مع فتح المعابر والسماح بإعادة الاعمار بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي دون ان يكون لحماس صورة في المشهد القائم وهذا الخيار قد يكون أقل كلفة من سابقه ، وهذا لا يحقق للمقاومة مطالبها التى كانت تسعى لتحقيقها.
فيما يتمثل الخيار الثالث بوقف اطلاق النار بالاتفاق مع حماس عبر السلطة الفلسطينية ومصر لكن دون تحقيق المطالب الكبيرة.
اما الخيار الرابع كما يقول أبو عامر فهو ان يتم اللجوء الى مجلس الأمن الدولي باصدار قرار يلزم الجانبين بوقف اطلاق النار بشكل فوري مع السماح بإعادة اعمار غزة وفتح المعابر ، لكن هذا قد يبقي اسرائيل صاحبة اليد العليا في ادخال مواد البناء والوقود دون ان يحقق للمقاومة شئ كبير جدا يشعرها بالانتصار لتتفاخر به امام الراي العام الفلسطيني الداخلي .
وأكد أبو عامر ان مجموع هذه الخيارات صعبة جدا والامر معتمد على قدرة الوسيط المصري في الضغط على اسرائيل لإلزامها باتفاق حقيقي ينزلها عن الشجرة العالية ومن جهة آخرى يحاول ان يمارس تأثيرة على الطرف الفلسطيني بتخفيف بعض المطالب حتى يصل الجانبين لاتفاق معين افضل من عدم الاتفاق.
وقال :" عدم الاتفاق بين اسرائيل وحماس بشكل خاص يعني ان يبقى الطرفان أيديهما طليقة ،حيث لا أحد يستطيع تقيد حماس بعدم اطلاقها الصواريخ أو هي تغض الطرف عن القوى الصغيرة حينما تطلق الصواريخ ، وهذا يعني ان اسرائيل ستبقى في حالة استنزاف للجبهة الداخلية ويظهر نتنياهو وكأنه لم يحقق شئ في حربه على غزة.
ويتابع:" من جهة آخرى يبقي يد سلاح الجو الاسرائيلي طليقة للاغتيالات والاستهدافات وهذا يبقي قطاع غزة في شلل أمني وتبقي حالة الحرب بوتيرة أقل".
ويتفق المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام المحلية هاني المصري الرأي مع سابقه بان اسرائيل تريد العودة الى معادلة الهدوء مقابل الهدوء ،مع بقاء يد اسرائيل طليقة لتنفيذ اغتيالات واستهدافات بحق القادة السياسيين والعسكريين للفصائل الفلسطينية.
ويرى أبو عامر ان كلا الجانبين لا يرغبان في الوقت الحالي بالعودة الى حالة الحرب حتى لو كانت منخفضة الوتيرة على اعتبار ان اي ثمن سيكون مكلف للطرفين.
وتنطلق اليوم في العاصمة المصرية القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والوفد الاسرائيلي في اطار الجهود للتوصل لتهدئة شاملة طويلة الامد بوساطة مصرية على جبهة قطاع غزة اسرائيل، حيث من المقرر ان تنتهي اليوم مدة التهدئة الاخيرة التي اعلن عنها قبل خمسة ايام.
وقال المصري عبر الهاتف لوكالة (سوا) :" كل الاحتمالات والسيناريوهات صعبة ويبقى أقلها هو القبول بالاتفاق لكن اسرائيل تريد اتفاقا لا يعطي قوة انتصار للفلسطينيين وهذا صعب عليهم قبوله بعد كل هذه الخسائر ان يقبلوا باتفاق لا يعطي انتصارا وتغيرا جوهريا ليرفع الحصار ويوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وأضاف:" اسرائيل لا تريد اعطاء اي انجاز للمقاومة الفلسطينية لان ذلك سيساعدها في المستقبل".
وتابع قائلا :" في حال لم تلتزم الفصائل الفلسطينية بمعادلة الهدوء مقابل الهدوء وبادرت بحرب استنزاف فان اسرائيل لن تتحمل طويلا وهذا سيستدعى مرة آخرى الحرب البرية او احتلال جزئي لقطاع غزة وهذا الخيار ليس سهلاً على الاطلاق بالنسبة للجيش الاسرائيلي".
واشار المصري ان اي حرب استنزاف أو حرب كاملة ستكبد الطرفين خسائر كبيرة وفادحة وستبقى نتائجها غير محمودة العواقب.

243
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد