الساحرة المستديرة تحرز أهدافا ذهبية بمرمى الانقسام
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ "غزة والضفة يدٌ واحدة" هذه واحدة من الشعارات التي صدحت بها حناجر الجماهير الغزية خلال اللقاء التاريخي الذي جمع أبناء شقي الوطن، شباب خانيونس بطل كأس قطاع غزة وأهلي الخليل بطل كأس الضفة الغربية على ملعب اليرموك، في ذهاب كأس فلسطين.
فرغم قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي المخالف لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بمنع 6 من لاعبي أهلي الخليل من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر "ايرز"؛ لخوض اللقاء التاريخي، إلا أن بطل الضفة أصر على لعب المباراة في موعدها المحدد بمدينة غزة.
واقترب أهلي الخليل من التتويج بالكأس المؤهلة لبطولة كأس الاتحاد الأسيوي، بعدما تفوق على شباب خانيونس بهدف دون مقابل، أحرزه حازم البطران.
جميل السعدوني رئيس نادي شباب خانيونس، افتتح حديثه لـ"سوا" مرحبا ببعثة أهلي الخليل، مثمنا دور الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في إتمام هذا "العرس الرياضي الوطني".
وقال السعدوني : "هذا لقاء وطني شعبي رياضي، يجسد وحدة وتلاحم أبناء شعبنا رغم مضايقات الاحتلال"، مضيفا : "بهذا اللقاء التاريخي حققنا ما نسموا إليه من خلال توحيد أبناء الوطن الواحد تحت راية الرياضة".
أما كفاح الشريف رئيس نادي أهلي الخليل فقال لـ"سوا" : "مين ما بده يضايقنا.. يضايقنا ، نحن جئنا إلى غزة لنلعب المباراة؛ لرسم لوحة فنية وطنية، تجسد الوحدة بين أبناء شعبنا على أرض غزة للمرة الثانية خلال عامين".
وخاض أهلي الخليل ذهاب كأس فلسطين في الموسم الماضي بعد تتويجه بطلا لكأس الضفة، على ملعب اليرموك بمدينة غزة، علما أنه توّج باللقب على حساب اتحاد الشجاعية بهدفين مقابل هدف، مجموع لقائي الذهاب والإياب.
وأضاف الشريف : "شرفٌ عظيمٌ أن نأتي إلى غزة (..)، لعبنا اللقاء منقوصين من 6 لاعبين بسبب تعسف الاحتلال، وهذا انتصار جديد للرياضة الفلسطينية"، معبرا عن فخره إزاء ما فعلته جماهير غزة، حيث رفعت رايات فريقه الحمراء على جنبات الملعب خلال المباراة.
وعجّت مدرجات اليرموك بعشرات الأعلام واليافطات المساندة لأهلي الخليل، إضافة إلى صورٍ لبعض لاعبي الخليل، طيلة دقائق المباراة.
من جهته، قال عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة : "اليوم هو عرس رياضي وطني (..)، هذا العرس يأتي برسالة جديدة فحواها أن هذا الشعب والوطن واحد، ولا يمكن للاحتلال أن يقسمه بالحدود والسدود".
وأضاف لـ"سوا" : "بهذا الحدث التاريخي، هناك رسالة جديدة للاحتلال، هي أن الرياضة الفلسطينية أحرزت هدفا جديدا بالمرمى الإسرائيلي، رغم تنغيصه علينا فرحتنا بمنعه بعض من لاعبي أهلي الخليل من دخول غزة".
وهنأ هنية، المنظومة الرياضية الفلسطينية بإتمام هذا الانجاز، متابعا : "غزة كلها سعيدة بهذا التجمع في اليرموك"، مثمنا دور اتحاد الكرة والجماهير والمجلس الأعلى ووسائل الإعلام في إنجاح المباراة.
بدوره، اعتبر إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن "هذا اليوم يمثل حدثا وطنيا بامتياز، حيث وحدت الحركة الرياضية الشعب الفلسطيني، واستطاعت أن تكسر الحصار الإسرائيلي من خلال تواجد أبناء الخليل في القطاع".
وقال أبو سليم لـ"سوا" : "هذه خطوة تُقدر لاتحاد الكرة برئاسة اللواء جبريل الرجوب"، مشيدا بدور الجماهير في انجاح العرس الوطني الرياضي الفلسطيني.
وأثنى على قرار النادي الخليلي بخوض اللقاء رغم الناقص العددي الذي فرضته إجراءات الاحتلال على الفريق، مؤكدا أن إدارة الأهلي تجاوبت مع فكرة الاتحاد بأن البعد الوطني أهم من النتائج، وأصرت على خوض المباراة رغم معيقات الاحتلال.
وعبّر أبو سليم عن أمله أن لا يعرقل الاحتلال الإسرائيلي وصول لاعبي شباب خانيونس للضفة الغربية، مشيرا إلى أن بعثة خانيونس ستمّر عبر "ايرز" إلى الضفة صباح غدٍ الأربعاء برفقة بعثة أهلي الخليل.
ومن المقرر أن تتجه بعثتي شباب خانيونس وأهلي الخليل إلى الضفة الغربية صباح الأربعاء؛ استعدادا لخوض لقاء الإياب على ملعب الحسين بن علي بمحافظة الخليل يوم الثلاثين من الشهر الجاري.
ومن الجدير بالذكر أن الفائز بالبطولة سيكون الممثل الثاني لفلسطين في بطولة كأس الاتحاد الأسيوي، بجانب شباب الخليل حامل لقب دوري المحترفين في الضفة، علما أن أهلي الخليل سبق له أن توج بطلا للكأس ذاتها في الموسم الماضي.