ربع مليون عاطل عن العمل بانتظار دخول كيس الاسمنت ليعيد لهم الحياة

139-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد/ ينتظر نحو ربع مليون مواطن عاطل عن العمل دخول الاسمنت الى قطاع غزة ليعيد لهم الحياة التي توقفت منذ عام اعقبت قرار اسرائيل منع دخول الاسمنت الى القطاع وتدمير السلطات المصرية للانفاق التي كانت تهرب الاسمنت بكميات كبيرة الى القطاع.
ويتطلع هؤلاء العمال إلى انتهاء الحرب وعقد مؤتمر اعادة الاعمار لبدء انسياب الاسمنت و فتح مجال العمل امامهم.
وفقد عشرات الاف العمال اماكن عملهم كما توقفت حركة البناء في قطاع غزة منذ ان اغلقت مصر الانفاق الارضية التي كانت تهرب الاسمنت، بالاضافة إلى رفض اسرائيل ادخال الاسمنت منذ عام.
ويرى العمال بمؤتمر اعادة الاعمار بالفرصة لاعادة الحياة لهم بعد سنة من فقدان وظائفهم واعمالهم.
ويتوق العامل مازن عوض إلى دخول الاسمنت بفارغ الصبر لعودته الى العمل بعد عام من التعطل.
ويتساءل عوض وعدد من نظرائه العمال عن الوقت المحدد والمتوقع لدخول الاسمنت ومواد البناء بشكل عام الى القطاع.
وسئم عوض من الفقر الذي رافقه بعد تعطله عن العمل واضطراره الى البحث بين مكاتب المؤسسات والجمعيات للحصول على المساعدات.
وقال عوض في الثلاثينات من عمره، إن أوضاع عائلته تدهورت بشكل كبير على المستوى الاقتصادي والنفسي وحتى على استقرارها بشكل عام بسبب زيادة حدة المشاكل بينه وبين زوجته. ويأمل عوض أن تنتهي الحرب وتعود مواد البناء للدخول إلى القطاع لتخليصه وتخليص نظرائه العمال من مستنقع الحاجة.
ولا يختلف الحال مع العامل اسامة رجب والذي بدأ بتجهيز ادوات البناء والطوبار ونفض الغبار عنها بانتظار دخول الاسمنت خلال الايام او الاسابيع القليلة القادمة كما يتحدث البعض.
ويراقب رجب اخبار المفاوضات في القاهرة بين الوفد الفلسطيني والاسرائيلي من اجل الاطمئنان على التوصل لاتفاق وبالتالي البدء باعادة عملية الاعمار والتي ستوفر له بكل تأكيد فرصة عمل بعد عام من فقدانها.
واعترف بان ترقبه واهتمامه الكبير باخبار المفاوضات هو لرغبته الشديدة بسماع اخبار سارة عن اعادة الاعمار.
فيما اعتبر انس حمودة وهو عامل متعطل عن العمل في الاربعينات من عمره ان كيس الاسمنت يوازي كيس الدقيق بأهميته له ولمعظم السكان القطاع.
وقال إنه بدون دخول كيس الاسمنت الى القطاع لا يستطيع شراء كيس الدقيق لاطعام ابنائه.
وأضاف قائلاً" لولا وكالة الغوث "الانروا" تقدم لنا كلاجئين مساعدات ملموسة لما تمكنا من العيش".
وينتظر حمودة الذي يعيل اسرة من 11 فرداً بفارغ الصبر ادخال المواد الخام ليعود هو واثنين من ابنائه الفتية للعمل في مجال الطوبار والبناء.
ودعا حمودة الوفد المفاوض إلى التمسك بادخال جميع المواد الخام والبناء تحديداً وبالكميات التي يحتاجها القطاع. ويتوقع ان تستوعب عملية اعادة الاعمار ان تمت الغالبية العظمى من العمال المتعطلين عن العمل بسبب حجم الدمار الهائل الذي سببه العدوان الاسرائيلي على قطاع المتواصل منذ السابع من الشهر الماضي، اضافة إلى تعطش السوق للبناء بعد عام كامل عن التوقف.
بينما طالب مقاول البناء سامي معروف الوفد المفاوض بالزام الجانب الاسرائيلي بادخال كل الكميات المطلوبة لحاجة القطاع وتحديداً بالطن وعدم ترك الكمية تحت رحمة الاحتلال.
وقال معروف إن التجربة الماضية كانت صعبة وقاسية حينما حدد الاحتلال الكمية الواردة الى القطاع ب700 طن أي اقل من 20% من حاجة القطاع اليومية في الوضع الطبيعي.
وقدر معروف حاجة القطاع من الاسمنت بشكل يومي بخلاف عملية اعادة الاعمار بنحو اربعة الاف طن.
وطالب الوفد بعدم الوقوع في فخ العبارات والمراوغة الاسرائيلية، معترفاً بانه يترقب نتائج المفاوضات بفارغ الصبر وخصوصاً فيما يتعلق باعادة الاعمار. واشار إلى مواجهته لضغط كبير من قبل عدد من العمال الذين كانوا يعملوا في شركته من اجل توفير الحد من الاموال لهم للانفاق على اسرهم بعد تعطلهم عن العمل منذ اكثر من عشرة اشهر بسبب توقف مواد البناء عن الدخول الى القطاع جراء اغلاق الانفاق على الحدود المصرية وقرار اسرائيل بمنع ادخال الاسمنت الى القطاع بحجة استخدامها في بناء الانفاق.
238
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد