ثلاث مسارات لجيش الاحتلال لمواجهة أنفاق المقاومة بغزة
القدس / سوا / حذر الخبير الجيولوجي الجنرال يوسي لانغوتسكي من أن تهديد أنفاق غزة ما زال قائما، وقد التقى به مؤخرا رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت للاستماع إلى نصائحه في مواجهة الأنفاق وكيفية التعامل معها، بحسب الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان.
وعمل لانغوتسكي خلال عام 2005 مستشارا عسكريا لقائد الجيش الإسرائيلي لشؤون محاربة الأنفاق، حيث التقى خلال العقد الماضي مع ثلاثة من رؤساء هيئة أركان الجيش، هم: موشيه يعلون، ودان حالوتس، وبنيي غانتس.
وأوضح ميلمان -وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية- أنه في أعقاب حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 بدأ تهديد الأنفاق يأخذ جديته في النقاش الجماهيري في إسرائيل، ووجدت جميع مقترحات وتوصيات لانغوتسكي طريقها إلى التنفيذ بعد سنوات من الإهمال وعدم أخذها بجدية.
وأضاف ميلمان أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بدأت تعمل في مواجهة تهديد أنفاق غزة من خلال ثلاثة مسارات: الأول عبر المعدات الثقيلة التي تتعقب الأنفاق وتهدمها من خلال الاستناد إلى معلومات أمنية واستخبارية، والثاني هو المقاديح التي تقوم بالحفر عشرات الأمتار في عمق الأرض على حدود غزة التي يزيد طولها على ستين كيلومترا، وتقوم هذه المعدات بالاستماع لأصوات حفر أنفاق حماس ، والسير باتجاه الأصوات المنبعثة من داخل الأرض.
أما المسار الثالث لمواجهة أنفاق حماس فأشار ميلمان إلى أنه يتعلق ببناء جدار أمني فوق الأرض، وهو جدار من الباطون المسلح بعرض عشرات السنتيمترات يتم بناؤه في عمق الأرض الحدودية مع غزة، ويعتبر عائقا حقيقيا أمام الأنفاق التي تحاول اختراق الحدود باتجاه إسرائيل، وتكلفته مليارا شيكل، وفي أحسن الأحوال سينتهي العمل به بعد ثلاث سنوات.
لكن لانغوتسكي يعبر عن خشيته من إمكانية نجاح الفلسطينيين بإيجاد مضاد لهذا العائق المادي الذي يشكله هذا الجدار في وجه الأنفاق، وقد طالب بضرورة تعيين قائد عسكري يتولى مهمة مواجهة أنفاق حماس في غزة يمتلك كامل الصلاحيات للقيام بهذه المهمة، لأنه حتى اليوم لا أحد يعرف في إسرائيل من المسؤول عن محاربة أنفاق غزة، وما زال هذا الموضوع موزع الصلاحيات بين عدة جهات ووزارات وسلطات رسمية في الدولة.