غزة / سوا / اختتم المؤتمر العلمي السادس للباطنة، والذي عُقد في 22/7/ 2016 ولمدة ثلاثة أيام في فندق المشتل شمال قطاع غزة، وقد أصدر بيانه الختامي الذي أكد على مجموعة من التوصيات الهامة للارتقاء بالواقع الصحي والخدمات المقدمة للمرضى في المؤسسات والمراكز الصحية .

فقد أوصى المشاركون بأهمية تشكيل لجنة تعاون مع جامعات الوطن بوزارة الصحة حيث تقوم اللجنة بعمل ورشة عمل للخروج بخطة شاملة وطنية لمكافحة ظاهرة البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تشكل خطر كبير على حياة المواطنين والمرضى الفلسطينيين.

وتضمنت التوصيات ضرورة التعاون والتنسيق بين تخصصات الباطنة المختلفة وقسم القسطرة القلبية لعلاج الحالات كما توصي اللجنة العلمية للمؤتمر بضرورة عمل فحص الطفرات الجنينية المقاومة لعقار ebidgid لبعض مرضى القلب المصابين بانسداد الشريان التاجي و المرضى الذين يتعرضون للانسداد متكرر في دعامات الشريان التاجي.

ومن ناحية أخرى أوصت اللجنة باتباع التوجهات الحديثة في علاج مرضى الروماتيزم وخاصة اتباع مبدأ العلاج المبكر بعقار واحد من ادوية ( DMARDs )" الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض"  بدلا من العلاج الثنائي او الثلاثي.

 وأوصت اللجنة باتباع بروتوكولات العلاج الحديثة لبكتيريا H.Pylori "بكتيريا تسبب قرحة المعدة" وخاصة فيما يتعلق بأنواع المضادات الحيوية المستخدمة ومدة العلاج وايضا تشجع اللجنة الباحثين لعمل المزيد من الأبحاث للتعرف على الخصائص الميكروبولوجية وذلك للإختيار الأنسب للمضادات الحيوية.

وبينت اللجنة في توصياتها أهمية دور فريق الإدارة الإشرافية على المضادات الحيوية كبرنامج حيوي ومركزي يواكب البرنامج العالمي للحد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ومكافحة ومنع العدوى  داخل المؤسسات الصحية بما يوصلنا الى الاستخدام الأمثل والرشيد للمضادات الحيوية

وأوصت اللجنة بضرورة زيادة الوعي للتعرف المبكر على حالات الخمج البكتيرية "sepsis" وذلك مما له تأثير كبير على نجاح العلاج وتقليل نسبة الوفيات من خلال استخدام نموذج SOFA"، و "QSOFA الجديد بحيث يصبح هذا النموذج سهل التداول بين الأطباء خاصة أطباء الطواريء وأطباء العناية المركزية.

وطالبت اللجنة العلمية للمؤتمر باتباع التوصيات الجديدة الخاصة بعلاج الجلطات الوريدية والتي اختلفت عن التوصيات السابقة لعام  2015 وتتمثل في:

-       اطالة مدة علاج مرضى "VTE" الجلطات الوريدية والرئوية الذين لا يوجد لديهم سبب مباشر لمدة تصل إلى عامين.

-       اعتماد استخدام عقار الأسبرين كعلاج واقي لحدوث الجلطات الوريدية للمرضى الذين لا يمكن أن يستخدموا العلاجات المميعة للدم

-       على عدم وصف الرباط الضاغط لمرضى الجلطات الوريدية الا في الحالات التي تعتبر ذات خطورة عالية من حيث التعرض لمتلازمة ما بعد الجلطات الوريدية

-       إعطاء حالات الالتهاب الرئوي "Pneumonia" جرعات صغيرة من علاج البريدنيزون بجرعات ما بين 20-60ملجرام لفترات قصيرة تتراوح ما بين 3-10 ايام لتقليل نسبة الوفيات والمضاعفات جرَّاء المرض.

-       في حالات COPD " مرض الانسداد الرئوي المزمن"  التي تتعرض لنوبات متكررة من نشاط المرض، يوصى باستخدام علاجاً مشتركا ما بين LAMA"  وLABA " مما له أثر كبير في تقليل نسبة هذه المضاعفات .

واستمرت اليوم الأحد جلسات مؤتمر الباطنة الذي افتتحه مجمع ناصر الطبي قبل يومين، في فندق المشتل شمال غزة، بحضور أخصائيو واستشاريو اقسام الباطنة في مؤسسات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

وناقش المشاركون على مدار ثلاثة أيام متواصلة 40 ورقة عمل بحثية ودراسة حالات تم تشخيصها وعلاجها في قطاع غزة، كما تميز المؤتمر بوجود محاضرات لإستشاريين من مستشفيات الضفة الغربية.

وفي كلمة رئاسة المؤتمر الختامية، قال الدكتور جمال الهمص "مع نهاية هذا المؤتمر الطبي السادس لأمراض الباطنة والذي عشناه على مدار ثلاثة ايام استمعنا فيه لكثير من الدراسات والابحاث والحلات المرضية الصعبة مما يؤكد أن المشاركين قد تطورت لديهم القدرات العلمية والعملية بالمستوى الذي يضيف اضافة نوعية لجودة الخدمة الطبية التي تقدم لمرضانا في مستشفيات القطاع ولا يسعنا الا أن نشكر جميع اللجان المنظمة لهذا المؤتمر والشكر موصول لجميع المحاضرين ورؤساء الجلسات وكل المشاركين الذين حرصوا على الحضور ومناقشة الحالات المعروضة في هذا المؤتمر كما نتمنى من الكوادر الطبية أن تستعد لمؤتمر الباطنة السابع مع التركيز على الابحاث والدراسات وما هو جديد في عالم الطب."

وطالب الدكتور عمرو الأسطل منسق العام ورئيس اللجنة التحضيرية المؤتمر واستشاري الباطنة في مستشفى المقاصد ب القدس ، إعتماد قسم الباطنة في مجمع ناصر الطبي كقسم تعليمي، وقد شكر المنسق العام للمؤتمر جميع لجان المؤتمر التي أوصلتنا الى لحظات النجاح وقدم الشكر الجزيل لكل الشركات الدوائية والمؤسسات الاعلامية لمشاركتهم الفاعلة في هذا المؤتمر. 
وأشار إلى أن المؤتمر السابع لأمراض الباطنة سيعقد العام القادم يوم الجمعة 21/7/2017 ويستمر لمدة ثلاثة ايام (21-23/7/2017م).

وأكد الدكتور محمد زقوت مدير عام مجمع ناصر الطبي، على أهمية اللقاءات والمؤتمرات التي تجمع الباحثين والمتخصصين من كافة التخصصات الطبية والأكاديمية؛ لتبادل الرأي والخبرة حول القضايا والموضوعات الصحية والبحثية المختلفة، التي تؤكد أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات.

وأكد الدكتور علاء الدين المصري رئيس اللجنة العلمية على أهمية الحفاظ على استمرارية اللقاءات العلمية والبحثية وتقديم الدعم اللازم لها، لتطوير قدرات الاطباء وتبادل الخبرات والاستفادة من المعلومات الحديثة في مجال طب الباطنة وفروعه، شاكرا كل من ساهم في إنجاح المؤتمر.
وأعرب د.مازن صافي رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر عن امتنانه وتقديره للجهود التي بذلتها المؤسسات الإعلامية الراعية للمؤتمر ووسائل الإعلام التي غطت فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام من خلال البث المباشر أو الاخبار الالكترونية والمكتوب. وقال "ان ذلك يعكس حرص الإعلام الفلسطيني على متابعة الفعاليات  التي ترفع من مستوى الوعي المطلوب، وتعزيز الثقة بين المؤسسات الطبية ومقدمي الخدمات الطبية وبين المواطن الفلسطيني .

ومن ناحيته أشاد  الدكتور حازم عمار ممثل شركة "نوفارتس" بأن شركته تفتخر بكونها الراعي الرئيس لهذا المؤتمر على كامل نُسَخِه الستة، وأن رعايتهم لهذا المؤتمر الذي يمثل أكبر تظاهرة علمية في قطاع غزة، تأتي ضمن رؤية الشركة القائمة على الالتزام بالرعاية والعلاج للمرضى، وأضاف "عمار" أن مهمتنا في شركة نوفارتس هي أن نكتشف ونطوِّر ونسوِّق بنجاح منتجات مبتكرة من أجل الحد من الإصابة بالأمراض وعلاجها مما يخفف معاناة المرضى وتحسين مستوى حياتهم، وأنهى كلمته بأننا في شركة نوفارتس ملتزمون كشريك مسؤول في المجتمع بالوفاء بتطلعات جميع شركائنا لتطوير الممارسة الطبية بما يعود بالنفع على المريض، الذي هو في قلب انشطة الشركة، فلا تهاون في تحقيق مصلحة المريض على الاطلاق.

وأكد الدكتور مروان الأسطل المدير العام لشركة الشرق الأوسط للأدوية "ميجافارم" عن سعادته وفريق العمل في الشركة بالمشاركة للمرة السادسة بهذا المؤتمر الذي يجمع نخبة وكفاءات عالية من الأطباء والصيادلة ومقدمي الخدمة الطبية، وأضاف أن الشركة تنافس على المستوى الإقليمي والعالمي  ونسعى دوما أن نكون فخر الصناعة الفلسطينية التي أكدت الأبحاث خلال المؤتمر أن منتجاتنا أصبحت تنافس على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

هذا وشهد المؤتمر حضور كبير واهتمام مميز من قبل المشاركين من الاطباء والاستشاريين والأكاديميين في كليات الطب في الجامعات الفلسطينية، وحظي بتغطية اعلامية واهتمام كبير ومميز،وياتي تنظيمه في وقت يعاني قطاع غزة بظروف سيئة  نتيجة الحصار المشدّد المفروض عليه، حيث انعكس على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين ومتلقي الخدمة في قطاع غزة، وإمكانية التطوير العلمي للكوادر الطبية بالخروج للدورات والمؤتمرات الدولية.