القضية الفلسطينية تترأس أعمال القمة العربية
نواكشوط / سوا / يعقد القادة العرب قمة الاثنين والثلاثاء في العاصمة الموريتانية، تتصدرها ملفات النزاعات في سوريا وليبيا والعراق حيث ينشط تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي، للبحث في الامن في العالم العربي وتشكيل قوة عربية مشتركة والمبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال الامين العام المساعد للجامعة العربي احمد بن حلي ان القادة العرب سيستعرضون "كل الازمات التي تعيشها الامة العربية وجوانبها الامنية" في اطار "مقاربة مناسبة وتوافقية".
وستشغل القضية الفلسطينية حيزا مهما في اعمال القمة العربية خصوصا مع طرح فرنسا لمبادرة لاعادة اطلاق عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. ويفترض ان يلقي الموفد الفرنسي الخاص بيار فيمون بيانا في هذا الشأن امام وزراء الخارجية العرب السبت.
وتضمن مشروع القرار الخاص بفلسطين التأكيد على "حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين"، كما ورد في نص وزع على الصحافيين.
كما يحذر مشروع القرار اسرائيل من ان "التصعيد الخطير" بخصوص المسجد الأقصى قد "يشعل صراعا دينيا في المنطقة".
وتقدم المندوبون الدائمون في الجامعة العربية بعدد من مشاريع قرارات عدة تتناول تطورات الازمة السورية في عامها السادس والوضع فى كل من ليبيا واليمن والعراق بالاضافة الى اتهام يران بالتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية.
وستعرض هذه المشاريع على القادة العرب في اجتماعهم الاثنين والثلاثاء، الذي يسبقه اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يبدأ اليوم السبت.
وقال بن حلي هذا الاسبوع خلال اجتماع تحضيري للقمة ان "تحقيق الامن داخل الامة (العربية) بعمل مشترك ضد الارهاب خصوصا عبر انشاء قوة عربية مشتركة".
واوضح ان مبدأ انشاء هذه القوة اقر في القمة العربية في شرم الشيخ في مصر في 2015، لكن ما زال يجب تحديد طبيعتها وتشكيلتها ومختلف جوانبها.
من جهته، اكد مندوب موريتانيا الدائم في الجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبه ان القمة ستتبنى "اعلان نواكشوط" في ختام القمة التي "ستتبنى موقفا يوحد العرب بدلا من تقسيمهم".
وسيناقش القادة العرب مشاريع قرارات متعلقة بالوضع السياسي والامني في قمتهم التي ستجري في وضع بالغ التعقيد في العالم العربي حيث تشهد دول عدة نزاعات خطيرة وسط توتر كبير بين القوتين الاقليميتين الكبيرتين السعودية السنية وايران الشيعية.
وقد اعد الدبلوماسيون العرب بندا خاصا يستنكر "التدخل الايرانى فى البحرين واليمن وسوريا" وسياسة طهران التي "تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية" في دول الخليج.
وخصصت الجامعة العربية بندا كاملا مخصصا لصيانة الامن القومى العربي ومكافحة الارهاب المستفحل في عدد من البلدان العربية.
ومن مشاريع القرارات المطروح نص تؤكد فيه الجامعة العربية على "موقفها الثابت فى الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وتضامنه مع الشعب السوري ازاء ما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده وحياة المواطنين الابرياء".
وتشهد سوريا نزاعا اسفر منذ 2011 عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وادى الى دمار هائل في البنى التحتية ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وحول الوضع في ليبيا، اعد مشروع قرار يؤكد تجديد "الرفض لاى تدخل عسكرى فى ليبيا لعواقبه الوخيمة (...) وضرورة تقديم الدعم للجيش الليبي فى مواجهة كافة التنظيمات الارهابية بشكل حاسم".
ويضرب العنف والفوضى ليبيا منذ اطاحة نظام معمر القذافي في تشرين الاول 2011. وتخوض قوات السلطات الليبية حربا شرسة لفك سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة سرت التي يتخذها التنظيم معقلا له.
وستتمثل الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سوريا التي علقت عضويتها.
وينتظر مشارك العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الى جانب الرئيس السوداني عمر حسن البشير الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الابادة بسبب الحرب في دارفور.
وموريتانيا ليست من الدول الموقعة لاتفاقية روما التي اسست هذه الهيئة الدولية.
وتعقد القمة العربية في نواكشوط للمرة الاولى منذ انضمام هذا البلد الى الجامعة العربية في 1973، بعد اعتذار المغرب عن استضافتها في نيسان الفائت كما كان مقررا.
كما انها اول قمة عربية تعقد بعد تولي الأمين العام الجديد للجامعة المصري احمد ابو الغيط مهامه مطلع تموز خلفا لنبيل العربي.
وبعد قمة الثلاثاء، سيتولى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رئاسة الجامعة العربية لمدة سنتين.