الجبهة الشعبية تنعى الرفيق تيسير قبعة

none

تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ببالغ الحزن والأسى رفيقها القائد تيسير قبعة الذي توفي صباح اليوم في أحد مستشفيات عمّان عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاماً.

وبرحيل الفارس أبو فارس، فقدت الجبهة أحد قادتها التاريخيين وفقدت الحركة الوطنية الفلسطينية أحد أعلامها الذين حملوا قضية الشعب والوطن إلى أرجاء المعمورة.

الرفيق تيسير قبعة الذي ولد بتاريخ 20/8/1938 في مدينة قلقيلية، وعي منذ الصغر طبيعة المشروع الصهيوني الذي اقام كيانه الغاصب على أرص فلسطين عام 48، وتركت جرائمه في القتل والتدمير والتهجير لشعبنا أثرها البالغ في تبلور وعيه المبكّر بضرورة مقاومة هذا الكيان، وهو ما قاده إلى الانخراط في صفوف حركة القوميين العرب، والعمل بنشاط في تنظيم الحركة الطلابية الفلسطينية التي رأس رابطتها الطلابية في سوريا قبل أن يعتقل فيها بعد الانفصال عن مصر عام 1961، وإبعاده إلى مصر.

واصل الرفيق تيسير نشاطه في حركة القوميين العرب وقيادتها في مصر، وفي الحركة الطلابية الفلسطينية الذي سيسجّل التاريخ له دوره البارز الريادي فيها، حيث رأس اتحادها العام لسنوات عديدة عمل خلالها على أن يكون هذا الإطار حاملاً للقضية الفلسطينية وممثلاُ لشعبنا في مختلف المحافل قبل أن تتشكل منظمة التحرير الفلسطينية، ومنظماً لقطاع الطلاب والشباب الفلسطيني، ومعبئاً له بالثقافة الوطنية، والتدريب والتمسّك بحقوق شعبنا التاريخية في فلسطين.

إثر هزيمة حزيران 1967 جسّد الرفيق تيسير ما كان يدعو له بمقاومة الكيان الصهيوني من خلال عودته مباشرة إلى الاض المحتلة للمساهمة في تنظيم المقاومة وقيادتها، وقد اعتقل إثر ذلك في القدس وقضى في السجن ثلاثة سنوات تقريباً، وقد كان لاعتقاله ردود فعل واسعة في مختلف الأوساط الطلابية والشبابية في العالم، والتي جعلت من قضيته نصرة لقضية شعبنا الفلسطيني ونضاله العادل.

شغل الرفيق تيسير مهمات عديدة على صعيد الجبهة وعلى الصعيدين الوطني والقومي، فقد كان عضواً في اللجنة المركزية والمكتب السياسي في دورات عديدة وتولى مهمات تنظيمية وسياسية ونقابية في الجبهة، وعلى الصعيد الوطني شارك في المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في القدس عام 1964 كما انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضواً في المجلس المركزي لدوراتٍ عديدة، ونائباً أول لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1988 وحتى وفاته، ومثّل فلسطين في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والدولية، وفي قمم عربية وافريقية وبرلمانات عربية ودولية شغل فيها مواقع قيادية عديدة.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تودّع رفيقها القائد تيسير قبعة تعاهده على أن تستمر في نضالها حتى تحقيق آماله وطموحات شعبنا في الخلاص من الاحتلال وكيانه الغاصب، وفي تحقيق الحرية والاستقلال.

نم قرير العين يا رفيقنا أبو فارس، والعهد لك ولرفاقك وأخوتك الذين سبقوك من الشهداء بأن نحفظ الأمانة ونواصل المسيرة حتى النصر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد