البحرين: وقفة تضامن مع شعبنا في مركز كانو الثقافي

المنامة/ سوا/ شهدت العاصمة البحرينية وقفة خطابية شعرية فنية للتضامن مع شعبنا الفلسطيني واستنكاراً للعدوان الإسرائيلي الإجرامي بحق أهلنا في قطاع غزة ، نظمها مركز عبد الرحمن كانو الثقافي في مملكة البحرين، وذلك بحضور حشد من رواد المركز وجمهور من المثقفين والكتاب والإعلاميين البحرينيين، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية.

وفي بداية الوقفة انتقد نائب رئيس مجلس إدارة المركز مبارك بن سعد العطوي في كلمته الافتتاحية الصمت العالمي على المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، وقال: إنه ليشرفنا أن نقيم هذه الأمسية الخاصة دعماً لهذا الصمود والعزة.

وأضاف: العالم ليس هو العالم .. والناس ليسو هم الناس!! والقانون ليس هو القانون مساحات ومسافات تحمل معها كل الذل وكل الخوف من أن يصبحوا يوماً غزة أخرى... ويا للأسف ان لهم عيون ليست بحجم العيون ولكنهم لا يبصرون!!.

وتابع: كل يوم يمر عليك يا غزة يزيدك صلابة وقوة وقواماً يلامس السماء ليعود أصداء تهز الدنيا منتفضة تعري صمت الثكلاء والحيارى من بني البشر والحجر والتي يجمعها متناثرة من بين الأراضي والأمم... إنها ليست الأولى كما أنها ليست الأخيرة.

بدوره أكد مستشار أول سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين محمد الترك في كلمته التي ألقاها نيابة عن السفير خالد عارف، أن في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة و القدس والضفة الغربية، يجسد شعبنا حالة وحدة وتكاتف قوية في وجه العدوان نابذاً شعبنا أي خلافات ومتحلياً بالمسؤولية الوطنية، داعياً إلى ضرورة إخراج القضية الفلسطينية من أي تجاذبات إقليمية أو أياً كانت، قائلا: إن نقطة دم واحدة من طفل فلسطين أغلى عندنا من كل شيء في هذا العالم.

وأوضح الترك أن قوات الاحتلال الغاشمة تجاوزت كل الحدود وانتهكت كل القوانين والأخلاق الإنسانية والدولية، وبمنتهى الوحشية والهمجية، وأنه منذ اللحظة الأولى لهذا العدوان قام الرئيس محمود عباس بإجراء اتصالات واسعة وتوجه إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، حقناً لدماء شعبنا والتوصل لوقف إطلاق النار.

 وشدد المستشار الترك على أن الهدف الرئيسي لهذا العدوان هو إجهاض المصالحة الوطنية وضرب الوحدة الوطنية التي أنجزها سيادة الرئيس محمود عباس مع جميع فصائل المقاومة والعمل الوطني الفلسطيني. وعقاباً لنا لتوجهنا إلى الأمم المتحدة للحصول على مقعد لدولة فلسطين والتوقيع على عضوية المنظمات والمعاهدات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ودعا العالم الحر لرفع صوته عالياً للعمل على وقف العدوان وأنه آن الأوان ليرفع الجميع صوته عالياً ويقول كلمة حق صارخة مدوية في وجه آلة القتل والدمار الإسرائيلية، منوهاً أننا أصحاب حق تاريخي، مليء بالتضحيات لا تمحوه قوة مهما بلغت، ومؤكداً أن شعبنا لا يملك قوة الطائرات والمدفعية، لكنه يملك قوة الحق والعدل، ويملك وحدتنا وتماسكنا وهي أقوى من قوة النار والحديد والغطرسة.

من جانبه دعا مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي السفير نجيب فريجي، الحضور للوقوف وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين وشهداء العدوان على غزة، معبراً عن تفهمه لقدر الإحباط  والشعور بخيبة الأمل لدى الشعوب أمام فشل القانون الدولي والقائمين عليه في إنصاف الشعب الفلسطيني ولا يمكن للأمم المتحدة أن تعتز باحتضانها لأهم وثيقة في هذا التاريخ، وفي هذا القرن، وهي شرعة الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دون أن تكتمل حرية واستقلالية وسيادة الشعب الفلسطيني على كامل أراضية بحسب ما ينص عليه القانون الدولي، مشدداً على أن دم الأمم المتحدة قد اختلط مع دم الشعب الفلسطيني في هذه الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كذلك مدارس ومقرات الأمم المتحدة التي التجأ إليها الشعب الفلسطيني طلباً للبقاء وليس للحياة فقد استهدفت ودمرت وسالت الدماء المشتركة.

 كما نوه فريجي أن لا أحد يستطيع أن يعوض الشعب الفلسطيني لما تكبده من خسائر في الأرواح وفي الممتلكات وخاصة في المشاعر وما دمره العدوان الغاشم، وأقولها بدون دبلوماسية: لا يمكن أن يتم تعويضه لأن فجيعة أم ثكلى ويتيم وشقيق وقريب لا تعوضها التعويضات المادية أو الاعتذارات مهما كانت.

وقال: إن الأمم المتحدة والشعب الفلسطيني وإخواننا في سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، وكل الفلسطينيين يعرفوا أن مشاركتنا مع الشعب الفلسطيني من خلال المساهمة البسيطة وهي منظمة ’ الأونروا ’ وغيرها من الوكالات الأخرى لا تشكل شيئاً أمام هذه التضحيات الكبيرة، ولا تعوض الشعب الفلسطيني لفقدانه لأبسط حقوقه وهي الحقوق التي تتمتع بها كل شعوب العالم هذه الشعوب التي اكتسبت استقلالها وسيادتها بجهد من الأمم المتحدة، وانتم تعلمون أن معظم شعوب العالم قد حصلت على استقلالها بعد تأسيس الأمم المتحدة عام 1945م بنضال شعوبها وأيضاً بدعم من منظمة الأمم المتحدة بما يسمى بـ ’مسيرة تصفية الاستعمار’ وانتم تعلمون أن جهود الشعب الفلسطيني وقيادته متمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وفي قيادة الدولة الفلسطينية في الحصول على المقعد 194 تحظى بدعم ومساندة وتضامن لا مثيل له، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته هو أمر لا يمكن أن يفسر، وهو أمر كان يجب أن يحصل منذ زمن ولا يمكن تبرير التلكؤ والتباطؤ في هذا الأمر.

وقال السفير فريجي: ’صعب على أن انهي دون أن أتقدم بالعزاء والتضامن إلى كل طفل فلسطيني وإلى كل شاب وشيخ وسيدة فلسطينية ليس في غزة فقط وإنما أقول في كل فلسطين لان الجرح الفلسطيني أصبح مفتوحاً عالمياً وحيثما تواجدت أي جالية أو تواجد فلسطيني نشعر بالآلام والجرح ولكننا نعرف أن هذا الشعب صامد وكما قال رمز هذا الشعب المرحوم ’أبو عمار’: ’أن هذا شعب لا يموت وورائه قضية وحق، ولن يغيب حق وورائه مطالب، والحق يعلو ولا يعلى عليه’.

وتقدم فريجي ’بالأسف باسم الضمير الدولي لأن فشلنا لن يثنينا عن المواصلة وبحول الله وبفضل نضال الشعب الفلسطيني وبفضل التضامن الذي يجسده الشعب البحريني من خلال هذه التظاهرات سوف يتحقق حلم الشعب الفلسطيني بفضل نضاله وبفضل شعبه وأبناءه وبناته متمنياً من الله أن لا يتأخر تحقيق هذا الحلم  لان صبرنا كاد ينفذ’.

 بدوره تطرق مستشار الجمعية العربية لحقوق الإنسان، الدكتور عبد الستار الراوي، في كلمته إلى خطورة ’المشروع الصهيوني’ في المنطقة، داعياً إلى ’ضرورة إحياء الوعي الشعبي بحقيقة هذا المشروع الخبيث الذي يستمد في بناء أيدلوجيته وشرعيته على الأساطير القديمة التي تستحضر دائماً فكرة (القتل) هذه الفكرة هي ذاتها التي تستخدم كأداةً من أدوات بناء الكيان الإسرائيلي، إذ أن المشروع الصهيوني تمكن في المرحلة الأخيرة من ترويج فكرة (الشعب الطبيعي) المهدد بالخطر من ميليشيا مسلحة، كحالة توصيفية لطبيعة الصراع في فلسطين المحتلة، وذلك تشتيتاً لفكرة (الشعب المغتصب لشعب آخر) الذي هو حقيقة التواجد الصهيوني في فلسطين’.

وتطرق بالتفصيل لأعداد الشهداء والجرحى وحجم الدمار في المنازل والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والممتلكات والعقارات، مؤكداً أن إسرائيل تعمدت إيقاع أكبر أذى بالشعب الفلسطيني وشردت الآلاف من أبنائه.

وأكد الراوي أن القضية الفلسطينية لا تخص الشعب الفلسطيني وحده بل هي قضية كل العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، مستذكراً أن أول كلمة خطت على الجدران في أزقة بغداد كانت ’فلسطين عربية’ معبراً عن فخره واعتزازه واعتزاز عائلته بأن شقيقه سعد عز الدين الراوي كان أول فدائي عربي وعراقي استشهد على أرض فلسطين خلال مشاركة الجيوش العربية في الدفاع عن فلسطين .

 كما اشتملت الوقفة على العديد من الفقرات الشعرية بالمناسبة ألقاها الشعراء: حسن كمال، وعيسى هجرس، وحيدر نجم، وعبد الله العاني، كما قدم الفنان البحريني المعروف سلمان زيمان عدداً من الأغاني الوطنية من ألحانه وغنائه، التي أهداها لفلسطين، وتخلل الفقرات عرض فيديو كليب يوضح صور من صمود وتحدي وتضحيات الشعب الفلسطيني ويبرز الشهداء ومدى الدمار جراء الوحشية والإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وخلال العدوان الهمجي على قطاع غزة.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد