الصين تغير طريقة تعلم الرياضيات
بكين / سوا / قالت مجلة “ذي تايمز” البريطانية، إنه في حين تعتمد نصف مدارس إنجلترا تدريس مادة الرياضيات بطريقة تقليدية، تخطط جنوب آسيا لإحداث ثورة في طريقة تدريس المادة.
وأوضحت أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات، سيتم تدريبهم على ممارسة الجمع والتدريبات، حيث يجب أن يتقنوا كل مفهوم من خلال تكراره قبل أن ينتقلوا إلى المرحلة التالية، وسيكون هناك تركيز على تعليم الفصل بالكامل وعلى الرياضيات البحتة بدلًا من الرياضيات التطبيقية.
كذلك سيتم تدريب المعلمين وتقديم الكتب المدرسية لهم والمشورة بشأن كيفية اعتماد طريقة “شنغهاي للرياضيات”.
يأتي هذا بعد أن كشفت الاختبارات أن الطلاب الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما في أكبر مدينة في الصين، يتقدمون بثلاث سنوات عن الطلاب في انجلترا بشأن قدرتهم على حل مسائل الرياضيات، وانخفاض مستويات جهلهم بقواعد الحساب عنهم بكثير.
ومن المقرر أن يعلن نيك غيب، وزير التعليم، اليوم عن أن هذا النمط من تدريس الرياضيات يجب أن يصبح الأساس في مدارس إنجلترا.
وفي الكلمة التي سيلقيها أمام مؤتمر اللجنة الاستشارية لتعليم الرياضيات، سيقوم بالكشف عن خططه لتقديم الدعم والتدريب لـ8 آلاف مدرسة ابتدائية، أي نصف مجموع مدارس البلاد، للتحول إلى نهج “إتقان” شنغهاي.
كما سيتم توفير الكتب المدرسية والتدريب لمعلمين اثنين من كل مدرسة مشاركة من ضمن تمويل يبلغ 41 مليون جنيه إسترليني. وسيكون البرنامج تطوعيًا بالنسبة للمدارس المتصلة بإدارة المراكز الرياضيات المتخصصة التابعة لوزارة التربية والتعليم والتي منحت الفرصة للمشاركة.
وسيشمل التغيير تحويل تدريس الرياضيات في المدارس الابتدائية، فالفصول الحالية تميل إلى أن تكون مقسمة إلى مجموعات، بناء على القدرة، مع إعطاء كل مجموعة أعمال تتفاوت صعوبتها، وسيشهد النهج الجديد تدريس معظم الفصول ككل.
وبالنسبة لجعل تعامل التلاميذ مع مسائل الرياضيات في مواقف حقيقية من العالم، يقول أنصار “رياضيات شنغهاي” إن بعض الأطفال يجدون هذا مربكا، لذا، بدلًا من ذلك، يدعون إلى تدريس الرياضيات البحتة.
على الجانب الآخر، يرى المنتقدون أن هذا الأسلوب المستخدم في هونغ كونغ وسنغافورة وكذلك شنغهاي، هو نهج للحفظ عن ظهر قلب وإعداد الأطفال لاجتياز الاختبارات دون مساعدتهم بالضرورة لاستخدام الرياضيات في مواقف الحياة اليومية.
وألقت المجلة، الضوء على وجود المزيد من التوتر بسبب الموقف الرسمي للحكومة بتشجيع حق “استقلالية المدارس واحترام المعلمين” في ممارسة الحكم المهني بشأن كيفية التدريس.
من جانبه، دافع وزير التعليم السابق، ليز تروس، والوزير الحالي، غيب، عن نهج الاتقان عن طريق التبادل بين معلمي الرياضيات في شنغهاي وانجلترا، وإنشاء 35 مركزا متخصصا لتدريس الرياضيات. ومن المقرر أن تستخدم هذه المراكز الكتب المدرسية المستخدمة في سنغافورة مثل “إلهام الرياضيات” و”لا مشكلة في الرياضيات”، والتي حث الوزير على تبنيها كمنهج وطني في إنجلترا.
ومن المقرر أن يؤكد “غيب” خلال المؤتمر أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تنهي ظاهرة شكوى الناس من عدم قدرتهم على حل الرياضيات، قائلا: “نحن نشهد نهضة في تدريس الرياضيات في هذا البلد، بمساعدة الأفكار الجيدة من جميع أنحاء العالم مما يساعد على إحياء فصولنا”. كما سيشدد على أن : “التوسع الكبير في نهج إتقان الرياضيات بجنوب اسيا يمكن له فقط أن يضيف إلى الزخم الإيجابي، مع الآلاف من الشباب الذين يتواصلون مع المعلمين المتخصصين والكتب المدرسية القيمة”.
لكن مايك اليكوك، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية الحسابية الوطنية، أعرب عن شكوكه، قائلا: “بالطبع يحتاج الأطفال إلى اتقان الأفكار الأساسية في الرياضيات ليتمكنوا من البناء عليها والبدء في الشعور بالثقة. لكنهم لن يصلوا إلى هناك من خلال التمرين والتكرار فقط. فالأمر يدور حقا حول بناء ‘شعور رقمي”، ومن ثم التمكن من تطبيقه على مشاكل العالم الحقيقي. فتدريس الرياضيات بشكل جيد يكون بالتركيز على كيفية تحقيق هذا التوازن بطريقة صحيحة”.
وأضاف: “لا يمكنك ببساطة استيراد الأفكار جملة واحدة من ثقافة مختلفة تماما، حيث إن الأفكار السلبية حول الرياضيات لا توجد بنفس الطريقة”.
ووفقًا للدراسة، فان التحول للدراسة الأكاديمية يرفع المعايير في أسوأ وأفضل المدارس العاملة، لكنه ليس له أي تأثير ملموس على البقية. فقد وجدت مدرسة لندن للاقتصاد أن نتائج الشهادة الثانوية العامة في الأكاديميات التي حلت محل المدارس الفاشلة، ارتفعت بما يعادل درجة واحدة في خمس مواد.
كما تحسن أداء الشهادة الثانوية العامة في المدارس المتميزة التي أصبحت أكاديميات بما يعادل درجة واحدة في مادتين، لكن المدارس التي صنفت “جيدة” لم تتحسن.