المالكي يستقبل وفدًا يونانيًا في رام الله

none

رام الله /سوا/ استقبل وزير الخارجية رياض المالكي داخل مكتبه في مقر الوزارة في رام الله، اليوم الاثنين، وفدًا يونانيًا يمثل حزب الديموقراطية الجديدة.

وكان على رأس الوفد الضيف رئيس الحزب كيرياكوس ميتسوتاكيس، والقنصل العام اليوناني في القدس جورجيوس زاكاريوداكيس، وعضو البرلمان اليوناني ليؤنيس كيفالوجيانيس، والمستشار الدبلوماسي قونسانتينوس أليكساندريس، ونائب القنصل العام في القدس فاسيليس كوينيس. وعن الجانب الفلسطيني عدد من المسؤولين في الوزارة على رأسهم وكيل الوزارة تيسير جرادات ومساعد الوزير للشؤون الأوروبية السفيرة أمل جادو.

ووضع المالكي الوفد في صورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة الممارسات الاسرائيلية على الأرض المتمثلة بالاستيطان وما يمثله من عقبة أمام عملية السلام والعودة لمسيرة المفاوضات، وعمليات تهويد القدس المتواصلة خاصة البناء في عاصمة فلسطين الأبدية القدس الشرقية.

وأطلعهم كذلك على ما تقوم به عصابات المستوطنين والمتطرفين من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك. وكذلك العمليات الممنهجة التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال إسرائيل في مناطق الضفة الغربية خاصة تجريف الأراضي وتحويلها لصالح المستوطنين.

وتطرق المالكي لبنية الحكومة الاسرائيلية وتركيبتها الرافضة لأي كيان فلسطيني، والرافضة للانسحاب من الضفة الغربية والقدس، والرافضة للحل القائم على أساس رؤية الدولتين لشعبين يعيشان بأمن وسلام وذلك على العكس من الموقف الفلسطيني الداعم لحل الدولتين.

كما تناول المالكي المبادرة الفرنسية وأهميتها لأنها تقوم على أساس تشكيل مظلة دولية لعملية السلام المتوقفة خاصة وأن الرعاية الأحادية لم تؤد إلى شيء سوى تعزيز الاستيطان والتعنت الاسرائيلي في مواجهة شعب أعزل يطالب بأدنى حقوقه وهو الاستقلال والسيادة على أرضه والعيش بكرامة بأمن وبسلام مع جيرانه.

وقال: "نحن نرى أن المفاوضات الثنائية واجبة ولكن ليس بالشكل والأسلوب السابقين، نحن نريد أن يكون لهذه المفاوضات سقف زمني ومظلة دولية ترعى هذه المسيرة، نريد مفاوضات بنّاءة ومثمرة وفعّالة تقود الى وضع حدٍ للاحتلال وتقويض أركانه مما يسمح بقيام دولة فلسطين المستقلة والبنّاءة والفعّالة في المنطقة والاقليم والعالم".

وتطرق المالكي لجملة من القضايا خاصة تقرير الرباعية الأخير موضحاً أن القيادة الفلسطينية رفضته لأنه يساوي بين الضحية والاحتلال، معتبراً ذلك سابقة خطيرة، وعرَّج على مسألة التحريض.

وبيَن أن الجانب الفلسطيني جاهز للوقوف على حقيقة هذه القضية منوها إلى أن لجنة ثلاثية من هذا القبيل شُكلت من فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية للبحث في هذا الملف ولكنها تعطلت، متسائلاً لماذا وكيف وأين ومن عطّلها؟؟ حيث أشار الى أنموذج سجِّل على الفيس بوك حيث قامت به مؤسسة إسرائيلية (القناة العاشرة) من التلفزيون الاسرائيلي طلبت فيه من إسرائيلي وفلسطيني بأن يقوما بالإعلان عن نيتهما القيام بعملية اعتداء كل منهما ضد الآخر.

حيث وجد الفلسطيني سبع ترحيبات ومكالمة تطالبه بأن لا يقوم بذلك بينما ما يزيد على ألف من الاسرائيليين يرحبون بإعلان الاسرائيلي عن نيته القيام بعملية ضد الفلسطينيين، وأكثر من مئة يطالبونه بتنفيذ ذلك، وبالنهاية قامت أجهزة الاحتلال وجيشه باعتقال الفلسطيني، طالباً من الضيف النظر في تلك المفارقة.

وأضاف متسائلاً: أي شعب وأي ضمير يقبل أن تغلق محافظة بمئتين وخمسين بوابة وحاجز ترابي وكتل إسمنتية، مشيراً بذلك إلى محافظة الخليل التي يزيد عدد سكانها على سبعمائة وخمسون ألفاً؟؟؟ مطالباً اليونان والمجتمع الدولي للتدخل من أجل فك ذلك الحصار اللاإنساني والعدواني والعقاب الجماعي.

وفي رده على سؤال الضيف عن زيارة نظيره المصري سامح شكري لكل من فلسطين وإسرائيل، بيّن أن مصر تحظى بثقة فلسطين شعباً وقيادة، وأن لها وزنا على الساحتين الاقليمية والدولية.

وأوضح أن مصر قالت للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بأنها جاهزة وجادة للعب دور في عملية السلام وبناء الثقة بين الطرفين، وكذلك المصالحة التركية الاسرائيلية، وزيارة نتنياهو الأخيرة لأفريقيا وخاصة أثيوبيا.

وناقش الجانبان العلاقات الثنائية الفلسطينية اليونانية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتقويتها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، مؤكدين على عمق هذه العلاقة وتاريخيها، مقدماً المالكي شكره لما تقدمه اليونان من مساعدات ومنح دراسية، مشيرا كذلك لتصويت البرلمان اليوناني لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.

وتابع، أن هناك اجتماع يوم غد للجنة المناقشات السياسية المشتركة بين وزارتي خارجية البلدين في أثينا حيث سيقود الوفد الفلسطيني السفيرة أمل جادو مساعد الوزير للشؤون الأوروبية.

من جانبه أكد ميتسوتاكيس على موقف حزبه وبلاده الثابتين تجاه القضية الفلسطينية، والقائم على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن اليونان ولما لها من علاقات مميزة مع كلا الطرفين الفلسطيني واليوناني فإنها ترغب بلعب دور وسيط ونزيه بين الطرفين لما فيه مصلحة الطرفين بإقامة السلام العادل والدائم بينهما كي يعيشا بأمن وازدهار والذي سينعكس على المنطقة والعالم، مؤكداً على ضرورة أن يكون الأمل بالمستقبل نبراساً نهتدي به جميعاً.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد