أبحث عن مكان أجد فيه متنفس يُبعدني عن زحمة الأخبار المتلاحقة من شاشات التلفاز والهاتف المحمول الذي يعج بمواقع التواصل الاجتماعي والتي أقترح أن تسمى مواقع التواصل السياسي والتراشق الإعلامي والتناحر الطائفي، لأنه تغير أسلوب وطريقة عملها في بلادنا العربية وأصبحت منصات سياسية وحزبية تجد عليها شتى أخبار القتل والدمار والخراب في العالم العربي الغارق في  دماء ما يسمى الربيع العربي.

ما سبق ليس له علاقة بما يصول ويجول في خاطري، فمع ارتفاع درجات الحرارة في غزة تزيد حاجتنا إلي التيار الكهربائي لتشغيل المراوح أو المكيفات أو لتخفيف وطاه الحر بأي طريقة ممكنة، ولكن الواقع يقول عكس ذلك فغزة منذ عشر سنوات تعاني من أزمة انقطاع التيار الكهربائي دون حلول مرضية أو أخرى تلوح في الأفق، أن قدره الإنسان الفلسطيني على التكيف والتعايش مع الأزمات المتلاحقة جعلت منه انسانا مغايرا عن الذي يعيش على الكرة الأرضية فمربع قطاع غزة من شماله حتى جنوبه يعيش الأزمة بكافة تفاصيلها، يتأقلم معها ويخلق الحلول البديلة التي تساعده على المضي قدما في حياه البؤس والفقر والتعايش.

ما لفت نظري تلك العبارة التي خطها احد الشبان على جدران منزله " إذا كانت باريس تفتخر بالكهرباء فغزة تفتخر بالليدات "، قليل هم من يعرفون " الليدات" هي إحدى الطرق البديلة التي ابتكرتها وابتدعها الفلسطينيون في غزة كأحد الحلول لانقطاع الكهرباء من خلال توفير الإنارة البديلة وهي آامن الطرق من اجل عدم تكرار حوادث احتراق البيوت وموت الأطفال نتيجة إشعال الشموع في بيوت الفقراء.

ذلك الشاب لديه أحلام فرنسية بان يزور باريس مدينة الأنوار ويستمتع بأنوار برجل ايفيل ويمطتي جواد قدميه في حدائقها وربما يقتني إحدى زجاجات العطر الباريسي الفاخر كتذكار أخير لمغازلة حبيبته.

نحن نعيش في الخزان تقتلنا رائحة الحرب فلا نكاد  نمشي خطوة إلي الأمام حتى نعود إلي الخلف مئة خطوة، نعيش على أمل أن نخرج من ذلك الخزان من اجل رؤية الأمل والمستقبل . 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد