ننتظر وينتظرون ... العيد وبهجته ... بعد صوم عن طعام وشراب و ملذات كثيرة دامت ثلاثون يوما .... ننتظر من أسماه أجدادنا السعيد ...

عيدكم سعيد ...كلمتان .. خفيفتان ... جميلتان ... اعتدنا سماعهن منذ نعومة أظافرنا ..

ولكن أين السعادة في هذا العيد ؟!

في فتح معبر لأيام معدودة .. أم لساعات محدودة ... أم لسياسات متقلبة ...

في انتظار تصاريح لأداء صلاة عيد في المسجد الأقصى ...

في وصل كهرباء مدتها ثمان ساعات ولربما لا تأتي أبدا بسبب اعطال في الخطوط المصرية او اعمال صيانة 

في مصعد كهرباء متعطل لا يستطيع الجد الوصول لابنه بسبب مرضه الذي لا يعطيه القدرة لصعود درج والتحرك بسهولة ، أم بحرمان شخص من ذوي الاعاقة معايدة أبناء أخته لانه لا يجد أقل حقوقه في مشاركة العائلة فرحتهم ووصل رحمه بسبب تعطل مصعد كان له أمل ليطبع قبلة عيد على جبين طفل صغير ..

أجبرتنا الظروف على أن تكون حياتنا في جدول مرير،، سليط ،، فرض علينا نحن أبناء الشعب الفلسطيني ، بشكل روتيني نتابعه دائما عبر وكالات الأنباء لنعرف جدول كهرباء ..ونقوم فورا بترتيب حياتنا،،أوراقنا ،، أعمالنا.. عبره ومن خلاله و تحت رحمته وسلطته .

 فرض علينا نحن الغزيين المضطهدين  ...

مضطهدين في أبسط حقوقنا ، من نور ننتظر وصله في يد عامل كهرباء لرفع سكين الحياة ...

سكين حياة الذي بات يقتل من كان آمنا في شققه السكنية ...

في عيد رغيد من مياه مقطوعة ينتظرها اطفالنا لساعات متاخرة لياخذوا حمام ساخن لصلاة فطر في السادسة صباحا 

حيث كهرباء تحكم حياتنا ،، ماء يحكم طهارتنا ،، معبر يقضي على مستقبلنا ،،، وشفائنا ..

عيد يكمن اسمه في آخر حروفه الياء والدال 

وكأن العيد مختصر في (يد )رجل بعيد جميعنا ينتظره بفارغ الصبر ،، رجل عادل معطاء ،، لا يهدأ له بال الا والمسلمون ممتلئة بطونهم ، والمسيحيون آمنون في سربهم ،، والدواب تجد طعامهم في الطرقات من فيض الخير في بلادنا ..

فأيها ( العيد البعيد ) كن سعيد في أبناء شعبك الفسطيني ، هم الصابرون ، القانتون ، الحامدون ، على ما فرض عليهم من حصار ، هم ليسوا صابرون لأنهم راكعون ،،أو حتى خاضعون ،،  هم كذلك لأن الله وعدهم بالجنة عن طريق مفتاح الصبر 

قال تعالى : "انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " {الزمر10}

اللهم ارزقنا نعمة الصبر على ماكان وما سوف يكون يالله ..

انك على كل شيئ قدير 

وفي الختام كل عام وأنتم بخير من الله 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد