“يوم الحساب” وثائقي يكشف دور توني بلير في “إغواء” بوش لاحتلال العراق
لندن/ سوا / تحت عنوان”يوم الحساب” بثت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي ) عبر برنامجها “بانوراما” شريطا وثائقيا حول دور رئيس وزراء بريطانيا الاسبق توني بلير في تحشيد الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن، سرّا وعلنا، من أجل خوض حرب في العراق لاسقاط صدام حسين بدعوى امتلاكه اسلحة محظورة ، لكن بهدف اعادة صياغة الشرق الاوسط.
تقرير” لجنة شيلكوت”
ويأتي توقيت الشريط الوثائقي مع قرب نشر تقرير “لجنة شيلكوت والمساءلة ” التي سيخضع لها توني بلير في سياق مراجعة دور بريطانيا في حرب توصف في بعض الاوساط انها حصلت بدون تفويض دولي ، فضلا عن انها لم تغير شيئا في الاوضاع السيئة ، حسب مشاركين في البرنامج .
لجنة شيلكوت لها اسم رسمي وهو لجنة التحقيق عن العراق. هي لجنة مستقلة اسسها رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون في 15 يونيو2009 ، لتتولى التحقيق حول مشاركة بريطانيا في الحرب. وعند تاسيسها اوضح رئيسها تشيلكوت ان التقرير الذي سيصدر عن اللجنة سيكون غير مسبوق من حيث شموله واطلاعه على وثائق سرية ومنها مراسلات تم تبادلها توني بلير مع الرئيس جورج بوش الابن.
وقد استمعت اللجنة الى افادات 150 شاهدا بينهم توني بلير الذي وقف امام اللجنة مرتين وهو متهم بانه ضلل الراي العام عن وجود اسلحة الدمار الشامل . علما بان موعد نشر التقرير قد تأخر كثيرا واخر تاخير كان بانتظار الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو / حزيران 2016. تاخير النشر اثار غضب وادانات عائلات قتلى الحرب في العراق .
شهادات العديد من الشهود العراقيين و البريطانيين ممن ظهروا في هذا الفليم الوثائقي، اجمعت على تحميل توني بلير المسؤولية الكاملة التي بدأت من التحضير للحرب وترويج الاستخبارات الكاذبة التي تمكن من خلالها من التعبئة واستقطاب الحلفاء والتجييش ومن ثم شن الحرب
حلقة بانورما تضمنت مقابلات مع سياسيين وعسكريين واطراف تضررت بشكل مؤثر جراء الحرب. بعد الاستفسار عن شعورهم بعد مضي 13 سنة على الحرب وما اذا كانت بريطانيا قد قدمت شيئا ملموسا اثناء وبعد الحرب. من ضمن الذين تحدثوا كانت ارملة حازم العينه جي مقرر محافظة البصرة الذي اغتيل بوحشية أمام منزله وقالت ان البريطانيين لم يقدموا اي شيء سوى الاطاحة بصدام حسين وكذلك عائلة حمودي الذين فقدوا عشرة اشخاص من العائلة عندما اطلق اخر صاروخ على البصرة وهم بدورهم طالبوا بالقصاص .
وتجدر الاشارة الى ان مقدمة البرنامج جين كوربن كانت في البصرة اثناء الحرب ولم تتوقف عن تكرارالذهاب هناك بعد انتهاء الحرب وكانت اخر زيارة لها في شهر مارس / اذار الماضي حيث استنطقت قائد جرذان الصحراء (اسم الفرقة التي شاركت في الحرب ) ووالدي احد الجنود الذي قتل في انفجار سيارته العسكرية هناك. كما قابلت جون بليكس الرئيس السابق لفريق البحث عن اسلحة الدمار الشامل الذي اكد ان بلير صدق ما يريد تصديقه.
وقبل ذلك كانت البي بي سي عبر برنامج بانوراما نشرت فيلما وثائقيا في 2005 التقت به كوربن مع عدد من الشخصايت العراقية والعربية، ممن عاشوا الحرب وويلاتها وتحدثوا عن ذكريانهم . وفي حلقة هذا الاسبوع عادت والتقت بعضهم للاستفسار عن شعورهم بعد مضي 13 سنة على الحرب وما اذا كانت بريطانيا قد قدمت شيئا ملموسا اثناء وبعد الحرب.
خراب البصرة
بالنسبة للبريطانيين الذن قدموا شهاداتهم في البرنامج فقد اجمعوا ان التحضيرات كانت سريعة وموفقة في جمع الكم الهائل من الاسلحة في وقت قياسي والجيوش التي شاركت في العلميات ،غير انهم حملوا توني بلير المسؤولية الكاملة لهذه الحرب والخراب الذي حدث والتفكك في البصرة. وحسب ما افادوا فان الاستخبارات كانت فاشلة وكذلك فشلت الولايات المتحدة وبريطانيا في وضع الخطط لما بعد الحرب ،وأن هذا هو السبب المباشر للحالة التي تشهدها البصرة حتى اليوم.و بالنبسة للعراقيين الذين اجريت مقابلات معهم فقد حملوا بلير المسؤولية الكاملة لمن قتل وشرد وهاجر .