ليست المرّة الأولى الّتي يُقصي فيها العالم المصداقيّة في أحكامه عن الواقع الفلسطيني، ويضربُ صفحا عن حقوقنا المشروعة على الأرض الفلسطينيّة. وللحقيقة، لم ننتظر ان يتمخّض بيان الرّباعيّة عمّا هو أبعد أثرا عن واقع ما يجري على الحقّ الفلسطيني، الّذي ينكَّل به على مرّ الرّباعيّات الّتي مرّت على رؤوس شعبنا, فالإجحاف المستمر بحقّنا المشروعِ كشعب له سيادته في تقرير حدوده ووجوده و مصيره، سيؤدي لانفجار لا تُحمد عقباه.

إنّ التّنكيل المستمر بالإنسان الفلسطيني ضمن تأطيرهِ في بوتقةِ المُحرض، متجاوزين ما يُمارسه المُحتل من تحريض وتقتيل، وتجريف، ومحو هو إدانة صارخة وبالدّليل على النّوايا المبيّتة ضدّ هذا الشّعب بمؤسّساتهِ ومقدّساته.

ونحنُ عفنا هذا النّوع من الإزدواجيّة في إطلاق أحكام توازي بين الضحيّة والجلّاد. هي المسؤوليّة كاملة، تتحملها اللجنة الرباعية بحِرَفيّةِ صياغتها، فكلّ ما ورد في التقرير يعتبر إرهاصات سوء التّقدير لواقع الحال، ستؤدّي بّالشعب الفلسطيني ليأس وإحباط كبيرين، يتحمّل المجتمع الدّولي عواقبهما.

اللجنة الرباعية التي خيبت آمال و طموحات الشعب الفلسطيني، التواق لنصرته ضد انتهاكات وإجرامات حرب إسرائيلية تُرتكب بحقهِ ليل نهار، تُبايع الإحتلال علنا، وتتخلّى عن حيادها العاجز إلى تبنٍ مفجع لمشروع إحتلال وطن من قبل قطعان المستوطنين، وأشباههم، وتقرير الرّباعية لن يمرّ على المستويين الفلسطيني والعربي، بقباحات أحكامه، الّتي تتيح قصّ الجسد الفلسطيني، عبر مصادرة الأراضي، وتعنيف الإنسان، على المستويين الجسدي والنّفسي.

وعلينا أن نقرّ أنّه لا يرتكز على عدالة في أسلوب المواجهة والمكاشفة. لقد فضّل الإلتفاف على الحقائق، وإنكار حقّ اللاجئين الفلسطينيين، الموزّعين في الشّتات، بل و غيّب بالكامل شرعيّة نضالاتنا من أجل استعادة أرضنا ومعها كرامتنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد