الاعلام الاسرائيلي: الاتفاق مع تركيا مقدمة لمصالحة بين القاهرة وأنقرة
القدس / سوا / “لا تُعرف بعد الردود المصرية على المعاهدة المتبلورة بين إسرائيل وتركيا، مصر تلتزم الصمت لكنها أبدت في الماضي استياء كبيرا من إمكانية أن تسمح إسرائيل لتركيا بموطئ قدم ما بقطاع غزة ".
جاء ذلك ضمن مقال لـ "يوني بن- مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية نشره موقع "نيوز1” العبري، ليحمل سؤالا صريحا حول مدى تأثير الاتفاق الجديد على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب التي شهدت تحسنا ملحوظا خلال الثلاث سنوات الماضية، وعلى التوازنات الإقليمية بشكل عام.
وتعرض الصحافة الإسرائيلية اتفاق التطبيع على أنه ضرورة ملحة في ظل تزايد التهديدات الإقليمية التي تواجه الدولتين سواء على خلفية توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية العام الماضي، وتعاظم نفوذ طهران في المنطقة، أو في ضوء تنامي تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
لكن العديد من وسائل الإعلام العبرية ذهبت للقول إن الاتفاق الجديد هو مقدمة لاتفاق مصالحة آخر بقيادة السعودية بين مصر وتركيا.
القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عرضت لذلك بالقول:”في ظل اتفاق المصالحة تحاول السعودية قيادة عملية أكثر شمولا، تبدأ باتفاق مصالحة مماثل بين مصر وتركيا، التي تشهد العلاقات بينهما توترا كبيرا".
وتابعت القناة في تقريرها :”التقديرات أن مصالحة إسرائلية تركية، ومصالحة تركية- مصرية سوف تشكل كتلة من أربع دول قوية بالمنطقة يمكنهم التعاون سويا- حتى إن لم يكن بشكل رسمي- كحلف ضد إيران في محاولة لوقف تقدمها على الجبهة العراقية والجبهة السورية".
ذهب في نفس الاتجاه "رون بن يشاي" محلل الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إذ قال :”السبب الرئيسي في توصل الطرفين أخيرا لاتفاق متوافق عليه استراتيجي في الأساس".
وأوضح "بن يشاي":عندما يتم تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، سوف تضطر السعودية والولايات المتحدة للمصالحة أيضا بين مصر وتركيا، وقتها سيكون المعسكر البراجماتي الموالي للغرب كاملا وموحدا".
وزاد بقوله:”ذلك هو الجانب الإقليمي والعالمي الذي لا يجب التقليل منه. لأنها المرة الأولى التي ينظر فيها الأمريكان والسعوديون والكثير من الدول الإسلامية لإسرائيل على أنها شريك شرعي في إدارة شئون المنطقة. إسرائيل عضو في الرباعية الأولى مع السعودية ومصر وتركيا، ولدى جميعهم مصالح في وقف المؤامرات الإيرانية ضد الأنظمة في المنطقة ومنع حيازة طهران للسلاح النووي".
مع ذلك أكد "يشاي" أن مصر "التي تجهر بعدائها لتركيا بسبب تضامنها مع الإخوان المسلمين- أعداء الجنرال عبد الفتاح السيسي- لن تسمح بنفسها لأردوغان بموطئ قدم في قطاع غزة ولذلك حاولت منع اتفاق المصالحة الإسرائيلي التركي. وقرر أردوغان أن عصفورا واحدا في اليد أفضل، وتنازل عن مطلبه الرئيسي بأن ترفع إسرائيل الحصار عن غزة".
كذلك وعلى الجانب الاقتصادي تخطط تل أبيب أن تكون تركيا أكبر مستورد للغاز الطبيعي الإسرائيلي، الذي ترى فيه أنقرة فرصة لتنويع مصادرها من الغاز، وتقليل الاعتماد على روسيا في هذا المجال، لاسيما بعد وصول العلاقات مع موسكو إلى منحدر خطير بعد إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت أجوائها في نوفمبر الماضي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن ذلك خلال تصريحات للصحفيين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من روما قال فيها إن هذا الاتفاق "له آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي، وأنا أستخدم تلك الكلمة عن قصد".
وقال نتنياهو إنه في الأيام الماضية أخطرت إسرائيل الولايات المتحدة وروسيا واليونان وقبرص ومصر والأردن بالاتفاق الجديد مع تركيا. وأضاف خلال مؤتمر صحفي آخر مع "يعقوب نيجل" نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أن تل أبيب شددت على أن الاتفاق لم يأت على حساب أي من حلفائها بالمنطقة.
وشهدت العلاقات المصرية التركية تدهورا كبيرا مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في يوليو 2013 على خلفية رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتراف بشرعية السيسي واتخاذه موقفا متصلبا في الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين.
في المقابل شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية تحسنا غير مسبوق أيضا مع وصول السيسي للحكم، وانبرت الصحف الإسرائيلية في الحديث عما وصفته شهر العسل بين نتنياهو والنظام المصري "الحليف"، وهو التعاون الذي تجلى، بما في ذلك، على حد قول كتاب إسرائيليين في تعاون أمني متزايد بسيناء ضد الجماعات التكفيرية.