باحث إسرائيلي يطرح سيناريو تقسيم العراق
القدس / سوا / قالت ورقة بحثية إسرائيلية نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت إن العراق ينتظره العام الجاري سيناريو تقسيمه إلى أربعة كيانات سياسية منفصلة.
وذكر المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان أن السيناريو الحاصل في سوريا المجاورة قد تشهده بلاد الرافدين عبر استغلال الأكراد الهبات الشعبية التي تشهدها الدولتان واهتزاز السلطة المركزية فيهما للعمل على إيجاد حكم ذاتي انفصالي خاص بهم في شمال البلدين.
وأضاف أن القوات الحاكمة في سوريا والعراق، وهما المدعومتان معا من إيران، تبديان تراجعا ميدانيا ملحوظا، وبدأتا تفقدان السلطة الفعلية على أكثر من نصف الدولتين في مناطق ذات أغلبية سنية، سواء في غرب العراق أو شرق سوريا.
وفي الوقت ذاته، يستدرك فريدمان، وهو الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية وخريج جامعة السوربون في باريس، أن الجيشين العراقي والسوري باتت لديهما قوة عسكرية واضحة قد تمنحهما القدرة على استعادة سيطرتهما على المناطق التي خرجت من بين أيديهما بفضل الدعم الخارجي الذي تحظى به، فـالولايات المتحدة الأميركية تدعم الجيش العراقي وروسيا تدعم الجيش السوري، مع أن كلا الجيشين لديه قوة محدودة لا تمكنه من الإمساك فترة طويلة من الزمن بمناطق كبيرة عقب "تحريرها" من سيطرة تنظيم الدولة.
خريطة سوريا
وأشار فريدمان، الذي يعمل محاضرا في القضايا الإسلامية ومدرسا للغة العربية في معهد التخنيون وأكاديمية الجليل، إلى أنه في اللحظة التي تبدو فيها خريطة سوريا مكونة من أربع وحدات سياسية على الأقل (الأكراد والعلويون وسنة أغنياء وسنة فقراء) فإن العراق هو أيضا بانتظار هذا التقسيم: الأكراد في الشمال، والقبائل السنية في الغرب وتحديدا في الفلوجة والموصل، والشيعة المؤيدون لإيران في الشمال الشرقي خاصة في العاصمة بغداد، والشيعة القوميون العراقيون الموجودون في الجنوب الشرقي حيثالنجف وكربلاء والبصرة.
الورقة البحثية الإسرائيلية تناولت ما قالت إنه انقسام شمل الطائفة الشيعية ذاتها في العراق، قدرت أن رجل الدين الشيعي آية الله السيستاني هو الوحيد الذي يمتلك القدرة على وضع حد للتصدع داخل البيت الشيعي، لكن السنة لن يسلموا بحقيقة أن يحكم بلدهم العراق من قبل الشيعة، على اعتبار أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية لن يأتي بحل سحري للمشكلة الطائفية في العراق، لأنها آخذة بالتنامي والتزايد بانتظار ما وصفه بالانفجار القادم.
وأوضح فريدمان، مؤلف كتاب "العلويون.. التاريخ والدين والهوية"، أن الأخبار القادمة من العراق تشير إلى أن تنظيم الدولة في طريقه للخسارة، بعد تمكن الجيش العراقي من السيطرة على شرق البلاد، واستعادة مدينة الفلوجة التي كانت طوال العامين الماضيين تحت سيطرة التنظيم، واليوم بدأت المعركة على عاصمة التنظيم في العراق حيث مدينة الموصل، وهو ما يعني أن البشرى السارة تقول إن تنظيم الدولة بات يخسر، لكن البشرى السيئة أن العراق بدأ ينهار.
وختمت الدراسة الإسرائيلية بالقول إن كل الصور والابتسامات للجنود العراقيين الذين دخلوا الفلوجة لا تخفي حقيقة التردي في أوضاع العراق، في ظل الانتهاكات التي يتعرض لها العراقيون السنة من قبل المليشيات الشيعية التي تساعد الجيش العراقي، وهو ما يدفع إلى التساؤل "هل الانهيار الذي تشهده سوريا بات ينتقل رويدا رويدا إلى العراق؟".