انتقادات حادة لطرق توزيع المساعدات على فقراء غزة

أطفال في أحد المخيمات في قطاع غزة

غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ عبر فلسطينيون عن غضبهم إزاء الاساليب التي تنتهجها بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تقدم معونات وطرود إغاثية للأسر الفقيرة في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك.

وأكد الفلسطينيون ضرورة توثيق تقديم المساعدات من قبل الجمعيات الخيرية للمحتاجين بغزة، إلا أنهم في ذات الوقت رفضوا بشدة نشر هذه الصور على الملأ، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لمشاعر المحتاجين.

المواطن محمد العجلة من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، قال لـ(سوا) إنه استُفز كثيرا اتجاه اتباع المؤسسات الخيرية لهذه الأساليب "المرفوضة" جملة وتفصيلا.

واعتبر أن "عملية تصوير المحتاجين أثناء تلقيهم المساعدات، تمثل إهانة لهم وتقلل من قيمتهم الاجتماعية"، متسائلا عن ما إذا تم مساومة هؤلاء المحتاجين بضرورة التقاط الصور مقابل أخذ "الكابونة" الغذائية.

أما المواطنة العشرينية ميرفت حمو، فرأت أن هذا الأمر طبيعي، مؤكدةً حق الجمعية الخيرية في التقاط صور مع المستفيدين، لكن دون الحاجة إلى تداولها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وبررت حمو موقفها بأن غالبية هذه الجمعيات الخيرية تتلقى دعما من الخارج، موضحة أن الجهات الداعمة تطلب دائما تأكيدات على أن الأموال التي تقدمها تذهب في المكان المناسب.

لكن الشاب عامر أبو عامر، جاء رأيه مخالفا لحمو، حيث اعتبر أن تصرفات الجمعيات الخيرية لا يمكن تبريرها تحت أي سبب.

وقال أبو عامر لـ"سوا" : "كأن أصحاب الجمعيات يريدون جلب الدعم والأموال على حساب كرامة الفقير المتعفف"، متمنيا من الجهات المسؤولة أن تتدخل لإنقاذ كرامة هذه الطبقة.

من جهته، استنكر د. درداح الشاعر المحاضر في جامعة الأقصى بغزة، والمتخصص في مجال علم النفس والاجتماع، قيام الجمعيات بتصوير المحتاجين؛ لما يعكسه من آثارٍ سلبية عليهم.

وأكد الشاعر أن هذا الأسلوب يجرح شعور من تقع بيدهم الصدقة(..)، موضحا أن المحتاجين لا يرغبون في داخلهم أن يظهروا أمام الناس بصورة الضعفاء والمساكين.

وقال الشاعر لـ"سوا" : "لا أستطيع الموازنة بين معادلتين، الأولى أن أصحاب الجمعيات مطالبين بالتوثيق، للتأكيد للجهات المانحة، والثانية تتعلق بالجرح النفسي الذي يلحق بالمحتاجين".

وأشار إلى أن هذه الصور من زاويتها الأخرى تعكس أن تلك العائلة أصبحت متسولة ولم يعد لها ماء وجه في المجتمع.

ودعا إلى إيجاد آليات تتسم بالثقة بين الجهات المانحة والجمعيات الخيرية؛ للتأكد من أن الصدقة وضعت في يد من يحتاجها، دون تصوير وتشهير.

وفيما يتعلق برأي الشريعة الاسلامية بهذا الأمر، قال الداعية عماد حمتو لوكالة (سوا) إن "عملية تصوير الفقراء أثناء إعطاءهم الصدقات لا تؤدي الغرض الشرعي المقصود من قضية التضامن الاجتماعي معهم.

وأضاف : "هناك زكاة روح قبل زكاة المال، وهي تعني أن نحافظ على مشاعر الفقير ولا نشعره بالأسى ونبتز حاجته للطعام ونجعله عرضة للتصوير".

وأوضح حمتو أن مسألة التصوير مرتبطة بنية المزكي والموثق، متابعا : "إذا كانت نيته ترغيب الآخرين في الإقبال على الصدقات والزكاة فهو مأجور، أما اذا كانت نيته المراءة، فهي مسألة مرفوضة".

ودعا الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى عدم الالتزام بكل شيء تطلبه الجهات المانحة من الخارج، في حال مخالفته للشرع، مشددا على أنه ليس ضروريا أن تكون تلك الجمعيات أسرى لكل الشروط والقيود.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد