"العزائم الرمضانية".. أموال إضافية ترهق جيوب المواطنين
غزة / خاص سوا / مع حلول شهر رمضان الكريم على الأمتين العربية والإسلامية، يمارس المواطنون العديد من الطقوس الرمضانية والشعائر الدينية المختلفة.
ومن بين هذه الطقوس، صلاة التراويح، وصلة الرحم، وكثرة الولائم والعزائم الرمضانية، وذلك بهدف التقرّب من الله سبحانه وتعالى وزيادة المودة والتراحم بين أفراد العائلة والأصدقاء.
ويستضيف العديد من المواطنين أقاربهم وأصدقائهم على مائدة إفطار تحتوي على ما لذ وطاب من الطعام، ما يضع بعض المُستضيفين في مواقف محرجة، نتيجة اعتقادهم بأن "العزومة" يجب ردّها، رغم قلَة الإمكانيَات المادية لدى معظم الناس، وما يعانوه من قلة الرواتب، والظروف الاقتصادية الصعبة، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.
المواطن سامي روقة، وهو أحد موظفي العقود في حكومة غزة، الذين يعانون من مشكلة في رواتبهم، وأخذ نسب بسيطة منها، يقول إن "إفطار الصائم له أجر كبير عند الله، ولكن تردي الوضع الاقتصادي الذي نعيشه له أثر بالغ على تجنّب هذه الولائم والعزائم في شهر رمضان لتكلفتها الباهظة، فالبعض يكون محرج حتى من قبول دعوة للإفطار، لأنه بمجرد قبولها يكون قد أصبح مُلزمًا بدعوة الشخص الذي دعاه لتناول طعام الإفطار".
ويضيف روقة خلال حديثه مع "سوا": "صناعة وليمة تدخل المُضيف في صبغة تنافسية على تقديم الأفضل، لأن الناس أصبحت تنظر لدعوة الإفطار على أنها يجب أن تحتوي على أطيب وأشهى المأكولات، وأغلى الأصناف لتعبَر عن كرم المضيف".
ويستدرك "لكن ضعف الدخل المادي لرب الأسرة يدخله في دوامة الاحراجات، ما بين قبول الدعوات للإفطار وعدم مقدرته على ردَها".
فيما تُشير مواطنة في العشرينيات من عمرها، إلى أنها ضد كثرة الولائم الرمضانية المُبالغ فيها، لأنها تكون تكلفة إضافية، وثقل يقع على كاهل الناس غير القادرين، موضحة أن الأجدر بذلك أن تقتصر فقط على واحدة فقط، أو اثنتين، وتكون لأقرب المقرَبين.
وتعتبر الهدايا التي يصحبها رب الأسرة، في سبيل تأدية واجب صلة الأرحام، من الأعباء المالية المُضافة عليه، حيث يذكر، أبو أحمد من سكان مدينة رفح أنه "خلال شهر رمضان تزداد الزيارات وصلة الأرحام فتزيد الهدايا من العبء المالي لرب الأسرة، فعندما يزورك أحد الأقارب، ويحمل هدية قيّمة وثمنها مرتفع، تكون حينها مضطر عند زيارته لحمل هدية تُعادل نفس القيمة، وإلا تكون غير مقدَر له، حسب تفكير البعض".
ويعتقد البعض أن رد الوليمة الرمضانية أصبح من الواجب عليهم حتى ولو دفعتهم أنفسهم للمُداينة مقابل ذلك في سبيل إرضاء المجتمع، وهو الأمر الذي يرفضه الإسلام والشرع.
ويقول الداعية الفلسطيني عبد الرحمن رستم لـ "سوا"، "لا شك أن العزائم الرمضانية لها أثر جميل في النفوس، فهي تجمع شمل العائلة والأصحاب أو الأقارب على شتى المستويات، وهذا ما حض الإسلام عليه، وهو أن نتمتع بكل حلال".
وأضاف رستم، " إذا وصل الحال بالناس أن يسرفوا في الأطعمة والأشربة وبروتوكولات الإفطار فيبدعون بكل شيء إلى حد الإسراف والتبذير، فهذا ما نهى الإسلام عنه، لأن بطون المسلمين أولى بالشبع، حتى أن العديد من الفقراء من يتمنى بقايا أطعمتنا التي منها ما لذ وطاب".
وحول رد العزائم الرمضانية، رغم قلة الإمكانيات عند الأغلبية، وعدم المقدرة، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية، يجُيب رستم، "هناك عرف قد ساد في عادتنا (الحياة سداد ودين) أي أنه سيأتي يوم وأرد الجميل أو أرد "العزومة"، وهذا لا يخالف الشرع من وجهة نظري الشخصية".
وتابع " في حال أصبح الجميل مكلفاً لصاحبه، فهنا لا بد من وقفه، ولا حرج في هذا الأمر، لذلك إذا كان الشخص قادرًا على رد "العزومة" بما يناسب إمكانياته يفعل، أما أن يحمل ما لا يطيق، فهذا لا يُرضي الله سبحانه وتعالى".