انتقادات حادة لرئاسة إسرائيل اللجنة القانونية بالأمم المتحدة
رام الله / سوا / انتقد ممثل المجموعة العربية في الأمم المتحدة اختيار إسرائيل رئيسا للجنة الشؤون القانونية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما وصفت حكومة التوافق ترؤس إسرائيل اللجنة القانونية في الأمم المتحدة بالمهزلة والأمر المخجل الذي يندى له جبين البشرية كما اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) عارا على المنظمة الدولية وتشجيعا للاحتلال.
وقال السفير اليمني خالد اليماني الذي يرأس المجموعة العربية في الأمم المتحدة، إنه بعث برسالة إلى كل الدول الأعضاء للاحتجاج على انتخاب السفير الإسرائيلي.
وأضاف أنه "لا يمكن أن نقبل بأن يكون لبلد مثل إسرائيل، منتهك للقانون الدولي والقانون الإنساني، وآخر قوة استعمارية موجودة في العالم؛ حق بالحكم في جميع الشؤون القانونية".
من ناحيته، انتقد المبعوث الفلسطيني رياض منصور المنظمة لدفعها بترشيح دانون، قائلا إنه موضع خلاف ولا يليق بالمنصب، وأضاف أنه "كان يجب أن يقدموا مرشحا مؤهلا ومسؤولا جدا وليس منتهكا كبيرا للقانون الدولي".
وتم اختيار إسرائيل الاثنين لرئاسة اللجنة التابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 71 عاما.
وانتخب السفير الإسرائيلي داني دانون لرئاسة لجنة الشؤون القانونية للجمعية العمومية، بحصوله على 109 أًصوات من أصل 193 دولة عضوا.
وفي حين أن دور اللجنة رمزي وإجرائي إلى حد كبير، فإن رئاستها ستعطي إسرائيل فرصة للقيام بدور أكبر في الشؤون الروتينية في الأمم المتحدة.
وتشرف اللجنة القانونية -أو اللجنة السادسة- على القضايا المتعلقة بالقانون الدولي. وللجمعية العامة ست لجان دائمة تقدم لها تقارير عن: نزع السلاح، والقضايا الاقتصادية والمالية، وحقوق الإنسان، وإنهاء الاستعمار، وميزانية الأمم المتحدة، والشؤون القانونية.
وصف ، ترؤس إسرائيل اللجنة القانونية في الأمم المتحدة بالمهزلة والأمر المخجل الذي يندى له جبين البشرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة التوافق يوسف المحمود في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، إن ترؤس دولة احتلال وتطرف اللجنة القانونية في الأمم المتحدة يدل على مدى انعكاس الأمور وانحراف المعايير والتدهور الخطير على كافة الصعد فيما يتصل بالأمم المتحدة، لأن إسرائيل صاحبة سوابق ولها سجل حافل في احتقار كافة القوانين، وعلى رأسها القانون الدولي وعدم الاعتراف بالشرعية الدولية.
وأضاف المحمود: المفزع في الأمر أننا في العشرية الثانية بعد الألفين نشهد تنصيب آخر احتلال في العالم على رأس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة مع سجله الدامي والعدواني طوال عشرات السنين الماضية على شعب أعزل، وتهديده السلم والأمن في المنطقة.
وشدد المحمود على أن ذلك ما كان ليحصل لولا حالة التمزق والتناحر العربي والانقسام الفلسطيني الأسود.
وطالب المحمود بسرعة توحيد الصف الفلسطيني والعمل الجاد على إنهاء الانقسام، لأن مرور عشر سنوات على الانقسام أفرزت كافة الانعكاسات السلبية على القضية الفلسطينية.
وكانت حماس قد انتقدت ترشيح إسرائيل لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب، وقالت إنه "عارٌ على الأمم المتحدة واستهتار بقوانينها وتشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة إرهابه ضد الشعب الفلسطيني".
ودعا المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري -في بيان صحفي- إلى العدول عن هذا الترشيح الذي وصفه بالكارثي، لما يمثله الاحتلال الإسرائيلي من رمز للإجرام والإرهاب.
يذكر أن مجموعة دول غرب أوروبا -التي تضم إلى جانبها أستراليا ونيوزيلندا وإسرائيل وتركيا بالإضافة إلى دول أخرى- هي التي رشحت إسرائيل، وبحسب التقليد المتبع فإن رئاسة اللجنة المذكورة تتم بالتداول بين المجموعات، وهذا العام يأتي الدور على مجموعة غرب أوروبا لترأس اللجنة، وقد أجمعت على ترشيح إسرائيل.