الاحتلال يهدم قرية العراقيب للمرة الـ99
النقب/سوا/ أقدمت جرّافات الدّاخليّة، صباح اليوم الخميس، على تنفيذ هدمها لقرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، للمرّة الـ 99 على التّوالي، وذلك بعد أن قدمت إلى القرية في تمام السّادسة صباحًا، لتباشر عمليّة الهدم التّعسّفيّ في السّادسة والّنصف، دون الأخذ بعين الاعتبار الأجواء الرّمضانيّة وحرّ المنطقة الصّحراويّة الشّديد.
وقال الّناشط السّياسيّ في قرية العراقيب، عزيز الطّوري، في حديث مع موقع "عرب 48" إنّ 'السّلطات الإسرائيليّة تركتنا في العراء. تخيّل أن تتسحّر في الرّابعة في بيتك، وفي السّادسة، لن تجد البيت الذي تسحّرت فيه'.
وأضاف الطّوري حول الأجواء الرّمضانيّة التي كانت على موعد متوقّع مع هذا الهدم 'السّلطات لا تأبه لا برمضان، ولا بمواقيت خاصّة ولا بغيره، فهذه سياسة اقتلاع وتهجير لا لغة لها سوى لغة القوّة والإجرام'.
وعلّق الطّوري على الهدم المجدّد للمرّة 99 على التّوالي 'هذه السّياسة التّعسّفيّة الإجراميّة غير الإنسانيّة المتمثّلة بالهدم والاقتلاع والتّهجير، لن تفيد حكومة إسرائيل، بل ستزيد من إصرارنا وعزيمتنا، على عكس ما تتوقّع الدّولة'.
وخلص الطّوري إلى كون 'العراقيب هي المحكّ وهي الامتحان وهي مركز إرادتنا الذي لن نتنازل عنه بأيّ شكل من الأشكال'.
وكان أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، قد صرّحوا يوم الإثنين أنّ 'الشّرطة الإسرائيليّة ووحدة يوآب الهدّامة تقوم باستفزازنا منذ صباح اليوم، الإثنين، داخل مقبرة العراقيب، وإن الحكومة هي حكومة هدم وإجرام وخراب'.
يذكر أنّ آليّات إسرائيليّة هدمت قرية العراقيب للمرّة الـ98 على التّوالي بتاريخ 18.5.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية. وحاصرت قوات الهدم منذ صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معزّزة بآليّات الهدم وبالقوّات الخاصّة، وهدمت الآليّات كافّة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، ممّا تسبّب بحالة من الهلع بين الأطفال والنّساء.
واقتحمت القوّات القرية مرّات عديدة، وقامت بتصوير كافّة المنازل، في تمهيد لعمليّات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلاميّة بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسّيّارات التي تقلّها.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة لا تعترف بنحو 51 قرية عربيّة في النقب، وتستهدفها بشكل مستمرّ بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمرّ ببناء تجمّعات استيطانيّة لصالح اليهود في النقب.
وتتعرّض قرى النّقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجّة البناء بدون ترخيص.
يشار إلى أنّ قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، قد طالتها يد الهدم من قبل السّلطات الإسرائيليّة، 98 مرّة، منذ عام 2010، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متواصل.