ترتيبات خاصة لدخول الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة في القدس
القدس / سوا / بدأت السلطات العسكرية الإسرائيلية بالتحضيرات للجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك، وحولت حاجز قلنديا الى ثكنة عسكرية واجبرت المواطنين على السير على الاقدام تحت اشعة الشمس الحارقة مسافة ٢٠٠ متر تقريباً للوصول الى داخل المعبر بحجة ان الآليات الإسرائيلية تجهز الترتيبات على الشارع الرئيس المقابل للحاجز، وبدعوى التحضيرات لدخول آلاف المصلين في الجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك .
وفي سابقة وانتهاك للوضع القائم في المسجد الاقصى المبارك منذ العام ١٩٦٧، زجت الشرطة الإسرائيلية صباح امس بسيارة كهربائية صغيره تابعة للشرطة من باب الاسباط بحجة (خدمة افراد الشرطة داخل الاقصى)، وادعت أنها لتسهيل تنقل افراد الشرطة وحرس الحدود داخل اسوار المسجد الاقصى المبارك، فيما طالبت ادارة الاوقاف الشرطة باخراجها ونددت بهذا الانتهاك .
وأكدت الاوقاف الإسلامية ان السلطات الإسرائيلية تقوم بعمليات الانتهاك وترفع من وتيرتها تدريجياً وتستغل شهر رمضان لتمريرها، وافادت بان المسجد الاقصى المبارك يمنع دخول السيارات الى داخله وخاصة الشرطة التي مهمتها حماية المسجد من المتطرفين اليهود من خارج اسوار المسجد وليس من داخله .
واستنكرت الاوقاف الإسلامية هذا التدخل السافر وهذا الاستهتار غير المقبول بقدسية المسجد، ولفتت الى ان استخدام هذه السيارة في اروقة المسجد تسبب في اليوم الاول في دهس احد الحراس الذين تصدوا لاقتحامات المستوطنين في اليوم الثالث لشهر رمضان.
وشددت الاوقاف، على أنه في الوقت الذي طالبنا فيه بوقف الانتهاكات ومنع المتطرفين من اقتحام المسجد الاقصى المبارك وإغلاق باب المغاربة في شهر رمضان المبارك خرجت علينا الشرطة الإسرائيلية مرة تلو المرة بانتهاك جديد بادخال سيارة كهربائية. وقالت انه انتهاك للوضع القائم في المسجد الاقصى المبارك، ولن تسلم الاوقاف بوجوها في المسجد اوعلى ظهر قبة الصخرة المشرفة ،ويجب اخراجها فوراً .
وطالبت الاوقاف الحكومة الإسرائيلية والشرطة باخراج هذه السيارة فوراً، ورفعت الامر الى الجهات الاردنية المختصة، وشددت على ضرورة اخراجها وكف السلطات الإسرائيلية عن تماديها وانتهاكاتها.
واستهدفت الشرطة الإسرائيلية أمس احد حراس المسجد الاقصى الذي أصيب بعد تعرضه للدهس من قبل سيارة كهربائية تابعة للشرطة الاسرائيلية، واصيب الحارس لؤي أبو السعد خلال تواجده على رأس عمله في المسجد بشكل مباغت .
وأفاد الحارس لؤي أبو السعد انه كان يقف في الطريق بين بابي السلسلة والقطانين في الأقصى، وخلال ذلك تعرض للدهس بسيارة شرطة اسرائيلية خلال قيامها بمتابعة اقتحام اكثر من ١٢٦ من المستوطنين المتزمتين في اروقة المسجد.
وأضاف حراس المسجد الاقصى، أن فحوصات ميدانية أجريت للحارس أبو السعد، ونقل الى عيادات الاقصى، ثم بسيارة اسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الى المستشفى لتلقي العلاج حيث يعاني من انتفاخ وأوجاع شديدة في ساقيه.
يذكر ان حراس المسجد الاقصى المبارك يتعرضون لحملات تحريض من قبل المستوطنين المقتحمين للمسجد الاقصى بصورة شبه يوميه، ويتعرضون للاعتقال والملاحقة من الشرطة الإسرائيلية لانهم يتصدون للاقتحامات ويتابعون هذه الاقتحامات والمستوطنين المقتحمين، وقد تعرض العديد منهم لاعتداءات من قبل الشرطة التي ابعدت بعضهم وسحبت تصاريح البعض الاخر .
يذكر ان الاوقاف الإسلامية رفعت عدد الحراس على الابواب الداخلية والخارجية للمسجد الاقصى المبارك، وكذلك عدد الذين يرافقون ويتابعون انتهاكات واقتحامات المستوطنين ويحولون دون مسهم بالمسجد ومحاولاتهم الصلاة فيه .
وكان مستوطنون متطرفون برفقة حاخامات يهود اقتحموا صباح أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة على مجموعتين وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من اروقة المسجد.
وقال حراس المسجد الاقصى ان هناك حالات تضييق على دخول المصلين الوافدين للأقصى، وفحص للهويات الشخصية، وعمليات مراقبة وتضييق على الذين يأتون باكرًا إليه، كما يتم رصدهم بين الفينة والأخرى، بالإضافة إلى إصدار أوامر إبعاد لمن "يشتبه بتكرار تواجدهم فيه، حيث أصبح التواجد تهمة"فيما نلاحظ محاولات حثيثة من قبل المستوطنين لأداء طقوس تلمودية خلال الاقتحامات، ونشر صور بشكل متعمد أن من ضمن المقتحمين بعض العرسان اليهود، أو المحتفلين بحفلات البلوغ داخل ساحات المسجد الأقصى وهذا غير صحيح ولا يسمح بمثل هذه الانتهاكات .
ودعت منظمات "الهيكل المزعوم" في مقدمتها "طلاب من أجل الهيكل"، إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى اليوم الخميس، لمناسبة اقتراب ما يسمى عيد "الشفوعوت" (الأسابيع العبري)، الذي يحل الأحد المقبل.
ونشرت هذه المنظمات عبر مواقعها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها دعوة باسم منظمة "طلاب من أجل الهيكل"، ولجان طلابية أخرى مثل "ام ترتسو، ولفي، وحيروت، وطلاب جامعة بن غوريون في بئر السبع"، للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك .
وذكر الإعلان "أن الفعالية المذكورة ستتضمن اقتحاما للمسجد، ثم اجتماعا يتخلله محاضرة عن أهمية "جبل الهيكل" المزعوم، وأهمية تنظيم فعاليات اقتحامه.
يذكر أن "طلاب من أجل الهيكل" نظمت خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، رحلات وفعاليات اقتحام مشابهة، خاصة في موسم الأعياد والمناسبات اليهودية، عدا تنظيم اجتماعات بيتية وحلقات جامعية، ركزت فيها على تنشيط المجتمع اليهودي، ودعوته إلى تكثيف اقتحامه للأقصى، والعمل على بناء "الهيكل" على أنقاضه.
يشار إلى أن حملة الملاحقات والإبعادات ما تزال مستمرة بحق المصلين والمصليات والمرابطين والمرابطات ، وكان آخرها إبعاد رئيس الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى الشيخ محمد وتد شهرًا كاملًا عن الأقصى، علمًا أنه كان من المقرر أن يلقي دروسًا دينية عصر كل ثلاثاء في المسجد.
في نفس السياق مددت محكمة الصلح إسرائيلية في القدس الغربية ، مساء أمس الأول، الحبس المنزلي للمعلمة والمرابطة في المسجد الأقصى هنادي الحلواني، من سكان مدينة القدس حتى ١٥ الجاري.
وكانت ذات المحكمة أصدرت قرارا بالإفراج عن الحلواني في ٢٩ من الشهر الفائت، بعد اعتقالها مدة أسبوع وفرضت عليها الحبس المنزلي مدة ١٠ أيام ومنعتها من السفر ٣٠ يوما، إضافة إلى توقيعها على كفالة ذاتية وكفالة طرف ثالث بقيمة ٨٠٠٠ شيقل، ودفع كفالة نقدية بقيمة ألف شيقل،والحلواني عملت كمعلمة في مجالس العلم بالأقصى، وتعرضت للاعتقال والإبعاد عدة مرات عن المسجد الاقصى ومحيطه، كما تسلمت مؤخرا أمرا عسكريا يمنعها من دخول البلدة القديمة لمدة 6 أشهر.
وفي وقت لاحق من مساء امس، قالت الشرطة الإسرائيلية انها اعتقلت فتاة فلسطينية قرب باب المجلس، أحد أبواب المسجد الاقصى بزعم العثور في حقيبتها على سكين .