أفيخاي أدرعي.. أفعى تتحدث العربية

أفيخاي أدرعي

القدس / سوا / هو المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، يبلغ من العمر 33 عاما، عرفه العرب خلال السنوات الماضية من خلال مداخلته التلفزيونية، ونشاطه على موقع التواصل الاجتماعي التي يحاول من خلالها غسل عقول آلاف الشبان العرب، وتجميل الوجه القبيح للاحتلال.

القناة الاسرائيلية الثانية حاورت الرائد "أدرعي" الذي بدأ سيرته العسكرية عام 2001 في الوحدة رقم 8200 التابعة للمخابرات الإسرائيلية، والذي كشف عن طريقة عمله المنظمة وكيفية إرباك تفكير العرب، وخلق فجوة في جدار الهوية يمكن من خلالها الولوج إلى أعماق الوعي، ليستحق "أدرعي" بجدارة لقب "أفعى تتحدث العربية".

يرى المتحدث بلسان جيش الاحتلال أن “ثقافة المواطن في العالم العربي مبنية على التعليم وقصص معينة، لذلك فإن هناك صعوبة كيبيرة جدا في تغيير رأيه والطريقة التي ينظر بها إليك".

ويضيف “لكن في المقابل، فإن العالم العربي بحاجة لدراسة إسرائيل والتعرف عليها. نحاول تقريب العالم العربي من جيش الدفاع الإسرائيلي وإظهار الوجه الحقيقي لإسرائيل. أهدافنا متواضعة- إيجاد خطاب ودفع الطرف الآخر إلى طرح أسئلة. ليس هذا أمرا سهلا".

وقال "أدرعي" إنه يحمل على كاهله مسئولية توصيل الصوت الإسرائيلي للإعلام العربي، مشيرا إلى أن "كل وسائل الإعلام العربية تقريبا تريد سماع الصوت الإسرائيلي، حتى إن كان للهجوم عليه. لكن بخلاف ذلك شهدت السنوات الماضية تغير عالم الإعلام العربي، وهناك شبكات تخفت بها الأصوات المعادية لإسرائيل".

يُقِسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عمله إلى قسمين، العمل الروتيني والطوارئ، ويقول :”في الروتيني، هدفنا أن نظهر للمراسلين العرب جيش إسرائيلي آخر، وأن نكشف للجماهير العربية أمورا لم يكونوا يعرفوها".

وكشف "أدرعي" عن دعوته لصحفيين عرب لحضور تدريبات جيش الاحتلال، مشيرا إلى أن الهدف هو أن يكون في الإعلام العربي تحقيقا يوميا عن الجيش الإسرائيلي.

وهذه بعض من الأسئلة التي طرحها عليه مراسل القناة الثانية الإسرائيلية:-

هل يريد الإعلام العربي تغطية تدريبات الجيش الإسرائيلي؟

“بالتأكيد، نسمح لهم بزيارة أماكن كان الوصول إليها بمثابة حلم، ومشاهدة الجيش الإسرائيلي وجها لوجه. مثلا، هناك تدريبات نصف سنوية في قاعدة شيزفون، ودائما هناك حضور مذهل لوسائل إعلام عربية، الأمر يبهرههم".

القسم الثاني من عمل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي هو شبكات التواصل الاجتماعي، التي شهدت طفرة ملحوظة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، وقتها ظهرت للمرة الأولى قوة الانترنت في إحداث تغير سياسي وتوعوي، وفقا للقناة الثانية الإسرائيلية.

 

كيف يبدو النشاط الدعائي على شبكات التواصل؟

“أوجدت الشبكات الاجتماعية عالما أكثر تواصلا- إذا كان العرب سمعوا في الماضي عن إسرائيل، اليوم نحن موجودون بقوة في حياتهم. نحاول عبر صفحتنا خلق خطاب حقيقي دون وسطاء بيننا وبين الجماهير العربية، ونطرح علامات الاستفهام بين الزوار. مثلا بإمكاننا طرح سؤال، ما مصلحة حماس لشن حرب جديدة بعد ثلاثة حروب في السنوات الماضية بقطاع غزة ، لم تحقق حماس أي إنجاز فيها من أجل شعبها؟".

“التأثير كبير جدا على شبكات التواصل. نرى الكثير من الزوار الذين يهتمون ويطرحون أسئلة، وتحظى منشوراتنا بانتشار أيضا في وسائل الإعلام العربية التي لا تغطي الجيش الإسرائيلي مباشرة. لا نحلم أن يتم افتتاح فرع للكونجرس الصهيوني بالعالم العربي بفضل نشاطنا، لكننا نلطف الصورة بقدر المستطاع ونعرض الجيش الإسرائيلي كما هو".

 

هناك بالطبع تعليقات مسئية؟

“نعم، هناك من يشتمون، لكن بالطبع في الجيش الإسرائيلي لا ننشغل بهذه الأمور. كثيرا ما يسألنا البعض لماذا لا نحذف هذا الكلام، لكني أعتقد أن الإبقاء عليه أمر مهم. نظهر للعالم العربي عمليا الديمقراطية وحرية التعبير في إسرائيل".

 

ماذا يشغل رواد الإنترنت العرب؟

“أحد الأمور التي تشغل الزوار هي خدمة النساء بالجيش الإسرائيلي، لأنهم في العالم العربي لا يعتقدون حتى الآن أن بإمكان المرأة القتال كالرجل. هذا يثير الاستغراب. لكن الإعجاب أيضا. موضوع آخر طرحه الكثيرون هو خدمة المسلمين والمسيحيين. هذا أمر يدهش الجماهير العربية جدا، ومن وجهة النظر الدعائية فإنها فرصة مذهلة أن نظر لهم أن الجيش الإسرائيلي مكان للمساواة يسمح للناس بالتعلم والتقدم وتأدية الخدمة بشكل حقيقي. كثيرا أيضا ما نرى من يحسدون إسرائيل".


ما وجه الاختلاف بين الدعايا الموجهة للعالم العربي، والدعايا الموجهة للعالم الغربي؟

“الرسالة مختلفة تماما. ننقل للجمهور الغربي رسالة أكثر نعومة، ونركز على أننا معرضون للخطر ونسعى للدفاع عن أنفسنا. أيضا في الدعايا الموجهة للعالم العربي نتحدث عن التهديد، لكن أيضا عن ردنا عليه. ونظهر قوة إسرائيل وحقيقة أن الجيش الإسرائيلي انتصر في كل التحديات التي واجهها، رسائل كلاسيكية عن القوة والردع. لكن، دائما ما ندمج رسائل ناعمة، وخاصة على وسائل التواصل".

 

رسائل ناعمة؟

“تلك هي الرسائل التي تظهر أن لدينا قاسم مشترك كبير وتهدف لإحداث تغير إيجابي. على سبيل المثال. نتحدث عن الرعاية الطبية التي نقدمها لعشرات آلاف الفلسطينيين في إسرائيل، التي تظهر إنسانية جيش الدفاع. علاوة على ذلك فإن الأعياد أو حتى الأحداث الرياضية مثل نهائي دوري أبطال أوروبا تشكل فرصة لبناء جسر بيننا وبين الجمهور العربي. مثال آخر، بمناسبة رمضان، نسجل تهنئة خاصة، ونعلق على المسلسلات العربية التي تشكل بؤرة اهتمام في العالم العربي الجديد. هذه أيضا فرصة لإظهار الجنود المسلمين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي".

 

ماذا يحدث في أوقات الطوارئ؟


“هذا أمر مختلف تماما. في عملية الجرف الصامد، مثلا، كانت شبكات التواصل وكذلك وسائل الإعلام التقليدية ناشطة للغاية، وكان علينا أن نناور بينهما. خلال أيام الحرب الـ 51، ظهرنا مئات المرات تلفزيونيا، تحدثنا يوميا لنحو 15 وسيلة إعلام عربية، وعليك أن تنقل الرسالة في أقل عدد من الدقائق للجهور العربي في ساحة معادية جدا. كان المذيعون العرب يتنافسون فيما بينهم، من سيكون الأصعب على الإسرائيلي، ويجعله أضحوكة. لكن في النهاية فإنك تعرف كيفية استخدام المصطلحات الدقيقة في اللغة والثقافة التي تمكنك من نقل الرسالة".

“على شبكات التواصل، نحاول الوصول إلى حملات الطرف الأخر واستخدامها في الهجوم عليه. مثلا، طرحنا أسئلة عن الحاجة للأنفاق، وماذا يتحقق من خلالها، والثمن الذي يدفعه سكان غزة. وبدلا من الحديث عن اكتشاف نفق بشكل مجرد، كشفنا تكلفة بنائه، وكم مدرسة أو مستشفى كان يمكن بنائها بذلك المبلغ".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد