شهادات خريجي جامعة الاقصى غير معترف بها حاليا
غزة /خاص سوا/ يبدو أن دوامة المناكفات السياسية عادت تعصف بجامعة الأقصى وطلبتها ومحاضريها من جديد، بعد سلسلة قرارات اتخذتها وزارة التربية والتعليم ب رام الله خلال الفترة الأخيرة.
وبات 26580 طالبا وطالبة في الجامعة، يواجهون خطرا حقيقيا، يتمثل في عدم اعتراف الوزارة برام الله بشهادات الخريجين؛ نظرا لخلافات سياسية مع الوزارة بغزة.
وأرجع د. كمال الشرافي رئيس مجلس أمناء جامعة الأقصى، أن سبب عودة بروز الأزمة من جديد، إلى رفض القائم بأعمال رئيس الجامعة بغزة د. محمد رضوان، تنفيذ قرار وزير التربية والتعليم صبري صيدم.
وقال الشرافي لوكالة "سوا" الإخبارية إن الوزير صيدم، أصدر قرارا يقضي بضرورة تصديق رئيس مجلس الأمناء على شهادات خريجي الجامعة؛ كي تصبح معترفا بها بشكلٍ رسمي.
وأضاف : "لكن الظاهر أن الأخوة بغزة لم يوافقوا على تنفيذ القرار"، في إشارة منه إلى د. رضوان القائم بأعمال رئيس الجامعة، مشددا على أنه لن يتم الاعتراف بالشهادات دون الموافقة على تنفيذ القرار.
وتابع : "القائم بأعمال رئيس الجامعة بغزة، وقع على شهادات الخريجين، لكنه غير معترف به".
يشار إلى أن أزمة جامعة الأقصى ظهرت منذ شهر يوليو في العام الماضي.
أما، زهير عابد عميد كلية الإعلام بالجامعة، فاستنكر اجراءات التعليم برام الله، المتمثلة بقطع رواتب عمداء الكليات، وأعضاء مجلس الجامعة المكونين من 13 عضوا بدون سابق انذار، إضافة إلى وقف تصديق شهادات الخريجين وعدم الاعتراف بها.
واعتبر عابد خلال حديثه لوكالة "سوا" أن هذه الاجراءات تسئ إلى الجامعة، وتعيق الخريجين الذين ينوون استكمال دراستهم العليا في الخارج.
وقال : "قرار الوزارة بضرورة توقيع د. الشرافي على الشهادات، ليس منطقيا (..)، لا يحدث في العالم كله أن يوقع مجلس أمناء على الشهادة؛ لأنه في الأساس مجلس استشاري مهمته مراقبة الجامعة فقط".
وبين أن مهمة تصديق الشهادات في جامعات العالم كافة، منوطة بـ "عميد الكلية وعميد القبول والتسجيل ورئيس الجامعة".
وأوضح أن سبب هذا القرار، يعود إلى رغبة " فتح و حماس " بالسيطرة على إدارة الجامعة بالكامل، مشيرا إلى أن حماس تريد تعيين د. محمد رضوان رئيسا للجامعة، فيما تصر فتح على تعيين عبد السلام أبو زايدة على رأس الإدارة.
ودعا عابد، التعليم بغزة ورام الله لضرورة الاجتماع معا على طاولة واحدة بنوايا حسنة، مناشدهما بالتنازل "ولو قليلا" عن مصالح شخصية من أجل المصلحة العامة وحل المشكلة.
بدوره، كشف زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، أن وزارته قدّمت تصورا رسميا للوزارة برام الله منذ حوالي شهرين؛ لحل أزمة جامعة الأقصى بشكل نهائي، مشيرا إلى أنها لم تتلق ردا عليه حتى اللحظة.
وبين ثابت لـ"سوا" أن التصور يتلخص في أنه "لا مانع لدى الوزارة بغزة من أن يُعين الوزير صبري صيدم، بالتوافق، رئيسا جديدا لجامعة الأقصى له كل الصلاحيات، لكن مع ضرورة عودة رواتب الموظفين المقطوعة رواتبهم، وتسوية أوضاع الموظفين الآخرين، إضافة إلى وضع الجامعة تحت إشراف كامل من الوزير".
وقال : "نحن نريد حل المشكلة، وتسوية أوضاع الموظفين بشكلٍ قانوني، ونحن في الوزارة دورنا مع جامعة الأقصى كدور التعليم برام الله مع جامعة خضوري، أي تحت اشراف الوزير".
وفي السياق ذاته، أوضح ثابت أن وزارته ليس لديها أي مانع اتجاه توقيع رئيس مجلس الأمناء بالجامعة على شهادات الخريجين؛ لأجل اعتمادها، مشيرا إلى أن القرار لم يصل وزارته بغزة بشكل رسمي حتى اللحظة.
وأضاف : "نحن ليس لدينا مشكلة أن يتواصل رئيس مجلس الأمناء مع القائم بأعمال رئيس الامعة د. رضوان، وينسق معه؛ للتوافق على آلية معينة"، مؤكدا أن وزارته تغلب مصلحة الطالب أولا.
وفيما يتعلق بالموظفين المقطوعة رواتبهم من بقرار من الوزارة برام الله، اعتبر أن "وقف رواتب حوالي 13 موظفا، أسلوبا رخيصا يهدف إلى وضع الجامعة بأزمات مستمرة، ضد مصلحة الطلبة".
وتابع : "لن نقبل أن يعامل الموظفين بهذا الأسلوب (..)، فإذا كان هناك مسوغ قانوني لقطع رواتبهم، فعلى الوزارة برام الله أن تقدمه".
ودعا ثابت، الوزارة برام الله إلى التراجع عن هذا القرار؛ لأنه لا يوجد أي مسوغ قانوني لقطع رواتبهم، سوى أنهم يعملون في جامعة الأقصى، وفقا له.