أحواض الصرف الصحي تنشر أمراضاً خطيرة في أم النصر
غزة / سوا / لم يعد السكان المجاورون لأحواض تجميع مياه الصرف الصحي في قرية أم النصر شمال قطاع غزة، قادرين على تحمل الظروف البيئية السيئة الناجمة عن هذه الأحواض، في الوقت الذي يتم فيه إحياء اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف اليوم الأحد.بحسب ما نشرته صحيفة الأيام المحلية
فالمواطن حمدي سحويل (42 عاماً) واحد من هؤلاء السكان الذين يشكون الروائح والمكاره الصحية التي تسببها أحواض الصرف الصحي.
قال : "الأحواض المنتشرة ساهمت بشكل كبير في انتشار الأمراض بين السكان، خصوصاً لدى أطفاله الذين يقطنون في منزل يبعد مئات الأمتار عن مكان تجميع هذه المياه".
أضاف: "تنتشر حشرة البعوض بشكل مخيف في المنطقة، مسببة أمراضاً جلدية، كما أن انتشار هذه الحشرة ساعد في نقل أمراض أخرى". من جانبها، تزور أسرة المواطن أحمد الأبرق المركز الصحي في قرية أم النصر (القرية البدوية) بشكل مستمر، نتيجة لإصابة عدد من أطفالها بأمراض فقر الدم، والتلوث والسعال.
قال الأبرق (40 عاماً)، رب الأسرة، إنه تلقى علاجاً لأطفاله على مدار الشهر الماضي، وأصبح من المراجعين الدائمين في المركز الصحي.
وأوضح أنه لا يستطيع شراء مياه الشرب نتيجة فقر حاله، ويضطر لشرب المياه التي تصل لمنزله من بئر قريبة، مشيراً إلى أن الأطباء نصحوه بعدم شرب مثل هذه المياه.
قال الطبيب محمد أبو شومر الذي يعمل في المركز الطبي في القرية: "البيئة المحيطة بتجميع هذه الحوض تساعد على انتشار الأمراض بين سكان القرية، بعد أن خلقت بيئة مناسبة لانتشار الحشرات"، مشيراً إلى أن المياه العادمة تبعث غازات سامة تسبب أمراض الربو وأمراضا جلدية خصوصاً في فصل الصيف.
ولفت إلى الآثار الجانبية التي تسببها البيئة المحيطة الملوثة على السكان المحيطين على المدى البعيد، بما في ذلك أمراض سرطانية.
أما المواطن شعبان الراعي (36 عاماً) فقال: "لدغات البعوض تظهر بشدة على أجساد أطفاله كل ليلة، فطبيعة الحياة في فصل الصيف تجبرهم على فتح النوافذ بسبب الحر، وهو ما يسمح للبعوض بالانتشار داخل المنزل وبكثافة".
أضاف ": انتشار هذه الحشرة تعدى حدود الإزعاج ما أجبره خلال الأيام القليلة الماضية على نقل أطفاله للعلاج في المركز الطبي المجاور واستلام كريمات طبية.
قال عاطف السلطان من دائرة البيئة في بلدية بيت لاهيا وهي الجهة المكلفة بمتابعة أحواض الصرف الصحي على الظاهرة، إن "البلدية قامت قبل نحو عدة أسابيع برش المنطقة ومحيط الأحواض بالمبيدات الخاصة بقتل الحشرة".
وأكد تقوم البلدية وبشكل منتظم برش المناطق المسببة لتكاثر الحشرة وانتشارها، وأن البؤر الأساسية لذلك تتمثل في تجمع مياه الصرف الصحي وهناك خطة شاملة لمعالجتها قد بدأت منذ عدة أشهر.
وأوضح، أن ثمة متابعة متواصلة بين البلديات في محافظة شمال غزة لمواجهة التلوث البيئي التي تسببها المياه العادمة.
من جانب آخر تسبب أكوام النفايات المتراكمة على الطرقات والأزقة وسط مخيم جباليا والمناطق المجاورة له بحالة من التلوث البيئي.
قال رائد الصليبي (35 عاماً) الذي يسكن إلى الشرق من مخيم جباليا، إن سيارة جمع النفايات التابعة للبلدية، لا تصل إلى منطقة سكناه سوى مرتين في الأسبوع وهو ما يضاعف كمية النفايات المتراكمة بين المنازل.
أضاف إن تراكم النفايات يجعل انتشار الحشرات والقوارض أكثر حدة، وهو لا يتوقع أن تتغير الحال، لكنه طالب بزيادة عدد الأيام التي يتم فيها جمع النفايات خصوصاً في فصل الصيف.
وباتت مشكلة ترحيل النفايات وانتظار الآلية المخصصة لذلك، حديث الساعة للكثير من جيران المواطن "الصليبي" وتشبه حالتهم الكثير من الأحياء في المناطق في محافظة شمال غزة.
وأجمع مواطنون آخرون من المنطقة على أن البيئة بشكل عام ملوثة، فالشوارع و"الحارات" لا تخلو من أكوام النفايات الصلبة، سواء تلك المتجمعة في الميادين أو أمام المنازل.
وتواصل بلديات شمال غزة، حملات لنظافة مناطق نفوذها منذ عدة أيام، حيث خصصت هذه البلديات أوقاتاً محددة في غير ساعات الدوام الرسمي لجمع النفايات وترحيلها.
وتشمل حملات النظافة، إزالة كافة أشكال النفايات الصلبة من الشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية والساحات العامة والمفترقات والأسواق والأزقة الداخلية في كافة مناطق النفوذ، بما في ذلك النفايات المتراكمة لدى المواطنين في الأحواش والساحات الخاصة بالسكان.
يذكر أن ثمة مشكلات تتعلق بترحيل النفايات الصلبة بشكل عام تتعلق بنوعية السيارات المخصصة للترحيل والكميات الكبيرة للنفايات الصلبة، وعدم وجود مكبات للنفايات تتلاءم مع الزيادة الكبيرة فيها.