يديعوت: إسرائيل تغيب عن مسلسلات رمضان
القدس / سوا / "ما زالت الأوضاع الأمنية بالشرق الأوسط غير مستقرة، لكن يبقى الشهر الذي يقدسه المسلمون، ذروة المشاهدة التلفزيونية في العالم العربي. وبعكس سنوات ماضية، أصبح الانشغال بإسرائيل هامشيا، وبات التركيز الآن على المشاكل الاجتماعية"
جاء هذا في تقرير لـ” روعي كايس” محلل الشئون العربية بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تناول فيه التلفزيون العربي وتحديدا المصري خلال شهر رمضان .
أيضا هذا العام يجد مواطنو الدول العربية صعوبة في الهروب خلال الأسابيع القريبة من الفوضى في بلدانهم من أجل شهر رمضان. وككل عام منذ بدء العقد الجاري، يحاول مئات الملايين القيام بذلك بمساعدة عشرات المسلسلات المتنوعة، التي عمل عليها أفضل الممثلين طوال العام، بهدف تقليل التوتر ولو قليلا وتوحيد الأسرة أمام الشاشة الصغيرة.
بإمكانهم أمام الشاشة الاختيار بين مشاهدة الكوميديا الاجتماعية، والدراما التي تفطر القلب، وقصص الحب النمطية، ومسلسلات الأكشن، وتلك المسلسلات التي يشارك فيها كبار الفنانين، أو البرامج التي ترجع بك عشرات السنين للوراء.
وعلى عكس السنوات الماضية، لا يتوقع أن تسلط تلك المسلسلات الضوء على إسرائيل واليهود، حتى في قناة "المنار" التابعة لحزب الله، لم تنشر بعد إعلانات لمسلسلات تتعلق بالعدو الصهيوني أو المقاومة.
لكن كالعادة من يحدد النغمة هم المصريون، وهناك من يزعم أن إنتاجهم في تراجع (30 مسلسلا فقط). لكن ما زال بإمكان المشاهدين متابعة وجبة دسمة من الأعمال. إحدى أبرز المسلسلات سيكون "مأمون وشركاه"، دراما كوميدية بطولة أعظم فناني مصر "الزعيم" عادل إمام. ويلعب دور ملياردير بخيل، يطمع الجميع في ثروته، بما في ذلك الحكومة التي تطالبه بالتبرع لصالحها.
يأتي هذا المسلسل تحديدا على ذكر اليهود، حيث يتزوج ابن مأمون المسلم شابة يهودية ويعيش معها في الخارج. وفي وقت لاحق يعود لمصر ويعيش مع والده الملياردير، وهناك يتشاركون المنزل مع الابنة المتدينة لمأمون التي لا تكتفي بالحجاب، بل ترتدي النقاب وزوجها سلفي متطرف. وفقا لأحد إعلانات المسلسل يتم استدعاء مأمون للتحقيق من قبل السلطات، يحتمل أن يكون ذلك على خلفية تسامحه الديني والزيجات المختلطة التي تحظى بانتقادات المجتمع.
ذكرت الصحافة المصرية أن الملياردير مأمون يدعو للتسامح والتعايش بين الأديان المختلفة ونبذ التطرف والعنف- ربما في إشارة إلى أن عادل إمام مثل في الماضي في مسلسلات رمضانية معادية لإسرائيل بشكل واضح.
لكن كما ذكرنا فإن الاهتمام بإسرائيل واليهود هامشي نسبيا هذا العام، ويبدو أن التركيز الأكبر انصب على الجانب الاجتماعي. مثلا يدور مسلسل "الخانكة" حول ظاهرة التحرش الجنسي المتفشية في مصر. يدور الحديث عن مدرسة تتعرض للتحرش من قبل تلميذ، وعلى خلفية محاولتها تحقيق العدالة، تتحول بسرعة من ضحية إلى مجرم، تلعب دور البطولة الممثلة المصرية غادة عبد الرازق.
مسلسل اجتماعي آخر هو "الأسطورة" وخلاله يفعل خريج جامعة الحقوق كل شيء للالتحاق بمنظومة القضاء المصري، لكن سمعة شقيقه السيئة الذي يتاجر في السلاح تمنعه من تحقيق طموحاته. في النهاية يتورط البطل أيضا، وينحدر لتجارة السلاح ليجد نفسه خلف القضبان.
مسلسل آخر يحمل اسم معروف لدى الكثير من الإسرائيليين هو "أبو البنات"، ويدور حول تاجر سيارات يدخل في صراع مع رجل أعمال مهم. ونتيجة لذلك يتم إقحام بناته الثلاثة في الصراع ويتعرضن للخطف.
كذلك لا يغيب التهديد الإرهابي عن الشاشة الصغيرة، ويتناوله مسلسل "القيصر". ويدور حول شخص يملك قدرات خارقة، وهو عضو في أحد التنظيمات الإسلامية المتشددة، فوجئ في إحدى عملياته بقوات الشرطة في أحد أنفاق رفح. تم تدمير النفق وقتل داخله كل أعضاء التنظيم باستثناء "القيصر".
ليس هذا المسلسل الوحيد الذي يتحدث عن قوة خارقة. مسلسل آخر اسمه “بنات سوبر مان” يدور حول شخص خارق يلتقي خلال إحدى مهامه في منطقة الأهرامات بالجيزة سيدة ويدخل معها في علاقة رومانسية وتحمل منه.
من تنافس الأعمال المصرية هذا العام، رغم الحرب الدائرة، هي الدراما السورية، التي انتعشت على ما يبدو من ناحية الكم. على سبيل المثال، المسلسل الشهير "باب الحارة"، الذي يعرض هذا العام للموسم الثامن. وتدور احداثها في العشرينيات من القرن الـ 20، عندما كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي.
هناك مسلسلات أخرى تدور حول تلك الحقبة، بينها "خاتون"، الذي يدور حول قصة حب معقدة على خلفية الثورة السورية ضد الفرنسيين. مسلسل آخر باسم "دومينو" يدور حول الصراعات بين رجال مافيا الفساد المختلفة بسوريا، دون ذكر واضح للأحداث الجارية على ما يبدو.
لبنان يبقى في الخلف قليلا في كل ما يتعلق بالإبداع الفني، لكن يتوقع أن يثير مسلسل "وين كنتي؟". ضجة هذا العام، ويدور حول قصة حب بين ثري في الستينيات من عمره وشابة أصغر من أولاده تتوج بالزواج. وبمرور الوقت تدخل الفتاة في قصة حب مثيرة مع أحد أبناء زوجها. مسلسل آخر يحمل طابعا اجتماعيا هو "مش أنا" ، يتناول مشاكل مثل البطالة والبدانة في المجتمع اللبناني.
على شبكة تلفزيون "المنار" التابعة لحزب الله، سيذاع المسلسل الدرامي السوري "صدر الباز"، الذي يدور حول مواطن بأحد أحياء دمشق القديمة حكم عليه ظلما بعد اتهامه بقتل زوجته. كما يتوقع أن تذيع القناة مسلسل إيراني باسم "أمومة"، تتناول تفكك المجتمعات ومشاكل المخدرات.
وتنوي القناة عرض مسلسل آخر لم تكشف عنه بعد، وهو تصرف غير معهود من قناة "المنار". ووفقا لقناة "السفير" المقربة للحزب، فإن المسلسل الثالث هو "بقعة ضوء" (كوميديا تنتقد المجتمع السوري). بناء على ذلك يبدو وأنه للمرة الاولى بعد سنوات طويلة لا تعرض قناة المنار أي مسلسل لبناني.
في المقابل، تذيع الأردن عددا من الأعمال المصنعة محليا، وخاصة التاريخية مثل قصة الشاعر العربي مالك بن الريب. وهو مسلسل يلقي بالضوء على المحيط الاجتماعي، والثقافي والسياسي خلال العصر الأموي في القرن السابع الميلادي. وتعرض قصته شخصية رجل يحاول مواجهة الظلم والاستبداد بأشعاره ومواقفه الشجاعة. ويصفونه في الصحافة العربية بـ"روبن هود العرب".
كذلك في الخليج العربي انتجت عدة مسلسلات، أحدها للموسم الثاني، هو المسلسل المثير للجدل "سلفي" للممثل السعودي الشهير ناصر القصبي، يتناول قضايا اجتماعية هامة في إطار ساخر. خلف المسلسل العام الماضي أصداء واسعة، عندما لعب القصبي أيضا دور أب ذهب لإعادة ابنه الذي انضم لصفوف داعش.
ويعرض أيضا مسلسل سعودي يتوقع أن يتناول بشكل كوميدي مسائل اجتماعية باسم" سناب شاف"، على وزن "شناب شات".
وفي الكويت، يعرض مسلسل "بياعة النخي" حول سيدة فقدت جميع ممتلكاتها فاضطرت لبيع "النخي". ومسلسل آخر يدور حول رواية الشاعر الكويتي سعيد السنعوسي باسم "ساق البامبو"، ويدور الحديث عن شاب ولد لأم فلبينية تزوجدت سرا من سيدها الذي تخدمه. انتقل الابن للعيش في الفلبين مع والدته، وفي مرحلة معينة يعود للكويت بحثا عن والده.