دراستان إسرائيليتان: السلطة الفلسطينية تمر بحالة فشل سياسي

شعار السلطة الفلسطينية

القدس /سوا/ اعتبرت دراستان إسرائيليتان لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن السلطة الفلسطينية تمرّ بحالة "فشل سياسي" بعد 22 عاما من تأسيسها، رغم بذل جهود دولية حثيثة لإقامة الدولة الفلسطينية.

وأشارت الدراسة الأولى للباحث الإسرائيلي كوبي ميخائيل -المتخصص في شؤون الحرب والاستراتيجية والأمن القومي، ومساعد رئيس الدائرة الفلسطينية في وزارة الشؤون الاستراتيجية- إلى أن الحديث عن انهيار السلطة الفلسطينية يتزامن مع زيادة عدد الدول الفاشلة بسبب الهزات الحاصلة في المنطقة في السنوات الأخيرة.

وبات ذلك -وفق الدراسة- يشكل مصدر قلق وتهديد لحالة الاستقرار الإقليمي والمنظومة الدولية، كما يحصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسلطة الفلسطينية.

ولفتت الدراسة إلى أن الفلسطينيين لم يتمكنوا من بناء كيانهم السياسي، بل بات هناك كيانان سياسيان في الضفة الغربية وقطاع غزة ، مما يعبر عن فشل سياسي خطير، في حين لم ينجح المجتمع الدولي في وقف حالة الفشل التي تعيشها هذه السلطة.

وأضاف ميخائيل -الذي ألف 12 كتابا، ونشر أكثر من خمسين مقالا مطولا على حلقات، وعمل في الجامعتين الإسرائيليتين أريئيل وبن غوريون، وجامعة نورث ويستيرن الأميركية- أن هناك العديد من المؤشرات التي تشير إلى وجود حالة من الفشل السياسي للسلطة الفلسطينية.

وتابع : "مع أن القيادة الفلسطينية وبعض الأوساط في المجتمع الدولي وإسرائيل يرون في التوصل إلى ترتيبات إقليمية لإقامة الدولة الفلسطينية شرطا أساسيا لتحسين الأوضاع الفلسطينية، فإن هذا ليس بالضرورة أمرا يقينيا".

وأوضح أن توفير مثل تلك الترتيبات ما زالت منخفضة جدا، محذرا من افتراض أنها موجودة والبناء عليها، لأن ذلك قد يؤدي بالأوضاع الفلسطينية إلى حالة من التدهور التدريجي في السلطة الفلسطينية.

أما الباحث الإسرائيلي يوآل غوغنسكي -المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، والذي عمل في هيئة الأمن القومي التابعة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية- فتحدث في دراسته عن أوجه فشل السلطة الفلسطينية من باب الفساد المستشري في صفوفها.

واستند غوغنسكي إلى جملة من التقارير المحلية والدولية التي تحدثت عن قرب انهيارها، ورغم أن غالبية الفلسطينيين يرون فيها إنجازا وطنيا، فإنهم يعتقدون أنها لم تحقق أهم أهدافها المتعلقة بالاستقلال الوطني وبناء مؤسسات الدولة.

غياب الإنجازات

وقال غوغنسكي -الذي عمل محاضرا في قضايا الخليج العربي والشرق الأوسط- إن هناك مستويات متزايدة من قلق الفلسطينيين إزاء عدم قدرة السلطة الفلسطينية على تحقيق تلك الإنجازات، وهناك بوادر قائمة على أزمة مستفحلة في ظل الانقسام الفلسطيني القائم بين حركتي فتح و حماس ، وعدم توحد قطاع غزة والضفة الغربية.

وأكد أن هناك مخاوف من قيام دولة فلسطينية في مثل هذه الظروف على غرار الدول الفاشلة القائمة في سوريا وليبيا واليمن، مما يعني انهيار سلطة القانون وفقدان مصادر الدخل البالغة ثلاثة مليارات دولار، وهي عبارة عن رواتب وأجور لعشرات آلاف الموظفين الحكوميين في السلطة الفلسطينية.

وأشار غوغنسكي إلى إمكانية سقوط القطاع الخاص والبنية التحتية وقطاعات المياه والكهرباء وجهاز القضاء والصحة والتعليم، وكل ذلك يضيف في معدلات الفقر والجريمة، وسيفرز في النهاية مليشيات مسلحة تأخذ القانون بأيديها، وفي النهاية سيدفع الأمور باتجاه صدام مسلح بين إسرائيل والفلسطينيين.

وختم الكاتب الإسرائيلي بالقول إن الكثير من الفلسطينيين يرون أن السلطة الفلسطينية تخدم مصالح قطاع ضيق وعدد قليل من أقليات تمتلك مراكز قوى وتحظى بنفوذ سياسي ومصادر مالية على حساب المواطنين الفلسطينيين، لكنها تفتقد لمصادر الشرعية من قبل الجمهور الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد