الشجاعية.. مسلسل معاناة لن تنتهي حلقاته
2014/08/09
200-TRIAL-
غزة / صبا الجعفراوي/ مسلسل المعاناة في حي الشجاعية لم ينته بتوقف الحرب "مؤقتًا"، فقصص العائلات التي فقدت بيوتها تدمي القلب، "هذا فقد بيته وهرب سالمًا، وذاك فقد بيته وأفراد عائله، وآخر فقد أغلى ما يملك ولم يتبقى له شيء ليخسره".
حي الشجاعية شهد أبشع مجازر في العدوان، التي أرجعتنا في الذاكرة لمجزرة صبرا وشاتيلا، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة راح ضحيتها ما يقارب المائة شهيد ومئات الجرحى، وشُرد الآلاف منه نتيجة القصف العشوائي على المنازل. وما أن تطأ قدامك الحي المترابط أسريا تجد الدمار في كل زاوية ومكان، فآلة الحرب الإسرائيلية طالت العديد من المنازل والمباني السكنية، وأين ما وليت وجهك سترى منازل تأثرت بقذائف الدبابات ومنازل دمرت بالكامل بصواريخ الطائرات الحربية، حتى الأشجار لم تسلم من آلة الحرب الإسرائيلية.
ومن وسط الركام وقفت الطفلة هالة البطنيجي ابنة العشرة أعوام، تبحث عن ما تبقي من ألعابها وحاجياتها المدرسية التي مزقتها صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بعد أن قامت بإزالة بعضًا من الركام، عثرت على شهادة تفوقها في المدرسة وبقايا لعبة لأخيها الأصغر، فهذا ما استطاعت حمله من غرفتهم الصغيرة التي قصفت ودمرت نتيجة قصف منزلهم والذي دمر بالكامل فأحلامها تناثرت وذهبت تحت الركام ولن تعود ذكرياتها الجميلة التي قضتها داخل بيت لم تتوقع في يوم من الأيام أن يصبح رمادا.
بدأت الطفلة تروي لـ "سوا" معانتها والألم والحسرة الذي أصبح لا يفارقها وتقول "بدون أغراضي مش مبسوطة، قبل ما ينقصف بيتنا كنت بجهز أغراض المدرسة وبنتظر أعود للدراسة، وكان عندي ألعاب كتير كلهم راحوا تحت الردم".
وتابعت هالة والدموع في عيونها " الله يهدها إسرائيل، دمرت بيتنا وحرمتني من اللعب فيه مع اخواتي، حرمتني من ألعابي وأغراض مدرستي، بس لقيت شهادة تفوقي انبسطت عشان أتزكر أيام المدرسة".
وتعود الطفلة هالة بذاكرتها للوراء قليلا عندما بدأ القصف الإسرائيلي والقذائف تقترب من منزلهم، لتقول كنت ابكي وأصرخ من صوت الانفجارات، حيث اضطرت عائلتها لإخلاء المنزل والهروب لمكان أمن وسط القصف المتواصل بمحيط منزلهم فالقذائف انهالت من فوق رؤوسهم من هنا وهناك حسبما قالت لنا هالة.
وليس بعيدا عن منزل الطفلة هالة وفي إحدى أزقة الحي الصغيرة وجدنا بقايا قذائف متفجرة التي كادت أن تقتل عائلة بأكملها، فتوجهنا للمكان الذي استهدفته تلك القذائف، لمنزل السيدة سامية جندية أم لـ9 أطفال وزوجة شهيد إرتقى في حرب السجيل 2012.
وتسترجع جندية لحظات ما قبل استهداف منزلها بقذيفتين لتقول "استيقظت لأعد وجبة السحور لأولادي بعد أن أيقظتهم جميعا بعد أن جمعتهم سوياً في غرفة المعيشة، كان يتملكني شعور بالقلق لحظتها بأن أمرا ما سيحدث".
وتابعت جندية " توجهت لغرفتي لأجلب ملابس الصلاة، وفجأة وبلا سابق إنذار سقطت قذيفة في الغرفة وانا بداخلها، هرولت مسرعة نحو غرفة المعيشة عند أطفالي وبدأت أخرجهم من المنزل، لتسقط قذيفة ثانية على الغرفة نفسها كادت أن تقتل أطفالي جميعا".
وفي أكثر الشوارع تدميرا وخرابا والذي يشبه الزلزال، وضع الشاب هاني سكر خيمة بسيطة مكونة من قطعة قماش كبيرة فوق بيته المدمر بصحبة أصدقائه من أصحاب المنازل المدمرة المجاورة لهم، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال المنزل وأصبح أثرا بعد عين.
ويقول سكر لـ "سوا" إنه يوم أن أعلن القسام عن العملية النوعية التي قتل بها ثلاثة عشر جنديا إسرائيليا، حينها جن جنون الاحتلال وبدأ يقصف في كل مكان وبكل أنواع الأسلحة، وانهمرت القذائف على المنطقة بصورة غير طبيعية، حيث دمرت المنازل وقتلت العشرات، وكله انتقاما من الشعب ولإخفاء هزيمتهم.
وشدد سكر على موقف المقاومة من الإصرار على مطالب الشعب الفلسطيني، وفك الحصار بشكل كامل و فتح المعابر، قائلا إن الجميع يريد الاستجابة لمطالبنا حتى نتمكن من بناء منازلنا المدمرة وبغير ذلك لا يمكن أن نقبل.
ولا تزال العديد من العائلات المدمرة منازلها تجمع من بين الركام بعضا من حاجياتهم، نساء يقفن على جانب الطرقات حاملاتٍ بعضا من الحاجيات التي تمكنوا من جلبها، وحال هؤلاء المشردين هو حال آلاف الأسر التي فقدت منازلها نتيجة القصف العنيف فمشاهد البحث عما تبقي من أمتعة تحت البيوت المدمرة هو المشهد الأبرز هنا، فالقصف شرد العائلات الي مراكز إيواء لا تتوفر فيها ادني متطلبات الحياة بانتظار من ينقذهم ليعودوا الي بيت كان بالنسبة لهم المكان الآمن.
ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، ذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 1899 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير 10604 منزلًا، وارتكاب مجازر مروعة.
229
حي الشجاعية شهد أبشع مجازر في العدوان، التي أرجعتنا في الذاكرة لمجزرة صبرا وشاتيلا، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة راح ضحيتها ما يقارب المائة شهيد ومئات الجرحى، وشُرد الآلاف منه نتيجة القصف العشوائي على المنازل. وما أن تطأ قدامك الحي المترابط أسريا تجد الدمار في كل زاوية ومكان، فآلة الحرب الإسرائيلية طالت العديد من المنازل والمباني السكنية، وأين ما وليت وجهك سترى منازل تأثرت بقذائف الدبابات ومنازل دمرت بالكامل بصواريخ الطائرات الحربية، حتى الأشجار لم تسلم من آلة الحرب الإسرائيلية.
ومن وسط الركام وقفت الطفلة هالة البطنيجي ابنة العشرة أعوام، تبحث عن ما تبقي من ألعابها وحاجياتها المدرسية التي مزقتها صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بعد أن قامت بإزالة بعضًا من الركام، عثرت على شهادة تفوقها في المدرسة وبقايا لعبة لأخيها الأصغر، فهذا ما استطاعت حمله من غرفتهم الصغيرة التي قصفت ودمرت نتيجة قصف منزلهم والذي دمر بالكامل فأحلامها تناثرت وذهبت تحت الركام ولن تعود ذكرياتها الجميلة التي قضتها داخل بيت لم تتوقع في يوم من الأيام أن يصبح رمادا.
بدأت الطفلة تروي لـ "سوا" معانتها والألم والحسرة الذي أصبح لا يفارقها وتقول "بدون أغراضي مش مبسوطة، قبل ما ينقصف بيتنا كنت بجهز أغراض المدرسة وبنتظر أعود للدراسة، وكان عندي ألعاب كتير كلهم راحوا تحت الردم".
وتابعت هالة والدموع في عيونها " الله يهدها إسرائيل، دمرت بيتنا وحرمتني من اللعب فيه مع اخواتي، حرمتني من ألعابي وأغراض مدرستي، بس لقيت شهادة تفوقي انبسطت عشان أتزكر أيام المدرسة".
وتعود الطفلة هالة بذاكرتها للوراء قليلا عندما بدأ القصف الإسرائيلي والقذائف تقترب من منزلهم، لتقول كنت ابكي وأصرخ من صوت الانفجارات، حيث اضطرت عائلتها لإخلاء المنزل والهروب لمكان أمن وسط القصف المتواصل بمحيط منزلهم فالقذائف انهالت من فوق رؤوسهم من هنا وهناك حسبما قالت لنا هالة.
وليس بعيدا عن منزل الطفلة هالة وفي إحدى أزقة الحي الصغيرة وجدنا بقايا قذائف متفجرة التي كادت أن تقتل عائلة بأكملها، فتوجهنا للمكان الذي استهدفته تلك القذائف، لمنزل السيدة سامية جندية أم لـ9 أطفال وزوجة شهيد إرتقى في حرب السجيل 2012.
وتسترجع جندية لحظات ما قبل استهداف منزلها بقذيفتين لتقول "استيقظت لأعد وجبة السحور لأولادي بعد أن أيقظتهم جميعا بعد أن جمعتهم سوياً في غرفة المعيشة، كان يتملكني شعور بالقلق لحظتها بأن أمرا ما سيحدث".
وتابعت جندية " توجهت لغرفتي لأجلب ملابس الصلاة، وفجأة وبلا سابق إنذار سقطت قذيفة في الغرفة وانا بداخلها، هرولت مسرعة نحو غرفة المعيشة عند أطفالي وبدأت أخرجهم من المنزل، لتسقط قذيفة ثانية على الغرفة نفسها كادت أن تقتل أطفالي جميعا".
وفي أكثر الشوارع تدميرا وخرابا والذي يشبه الزلزال، وضع الشاب هاني سكر خيمة بسيطة مكونة من قطعة قماش كبيرة فوق بيته المدمر بصحبة أصدقائه من أصحاب المنازل المدمرة المجاورة لهم، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال المنزل وأصبح أثرا بعد عين.
ويقول سكر لـ "سوا" إنه يوم أن أعلن القسام عن العملية النوعية التي قتل بها ثلاثة عشر جنديا إسرائيليا، حينها جن جنون الاحتلال وبدأ يقصف في كل مكان وبكل أنواع الأسلحة، وانهمرت القذائف على المنطقة بصورة غير طبيعية، حيث دمرت المنازل وقتلت العشرات، وكله انتقاما من الشعب ولإخفاء هزيمتهم.
وشدد سكر على موقف المقاومة من الإصرار على مطالب الشعب الفلسطيني، وفك الحصار بشكل كامل و فتح المعابر، قائلا إن الجميع يريد الاستجابة لمطالبنا حتى نتمكن من بناء منازلنا المدمرة وبغير ذلك لا يمكن أن نقبل.
ولا تزال العديد من العائلات المدمرة منازلها تجمع من بين الركام بعضا من حاجياتهم، نساء يقفن على جانب الطرقات حاملاتٍ بعضا من الحاجيات التي تمكنوا من جلبها، وحال هؤلاء المشردين هو حال آلاف الأسر التي فقدت منازلها نتيجة القصف العنيف فمشاهد البحث عما تبقي من أمتعة تحت البيوت المدمرة هو المشهد الأبرز هنا، فالقصف شرد العائلات الي مراكز إيواء لا تتوفر فيها ادني متطلبات الحياة بانتظار من ينقذهم ليعودوا الي بيت كان بالنسبة لهم المكان الآمن.
ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، ذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 1899 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير 10604 منزلًا، وارتكاب مجازر مروعة.
229