الصليب: تجاهل القانون الدولي الإنساني أوقع خسائر بشرية غير مقبولة في صفوف المدنيين

131-TRIAL- غزة / سوا/ زار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد "بيتر ماورير" قطاع غزة وإسرائيل والضفة الغربية في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 آب/أغسطس لمعاينة عواقب الموجة الماضية من العمليات القتالية على المدنيين هناك والوقوف عليها بنفسه. وقابل "ماورير" الكثير من الناس الذين أفسد النزاع حياتهم. وذهب إلى بعض المناطق الأكثر تضرراً من النزاع حيث رأى بأمّ عينيه الدمار الهائل الناجم عن القتال. وقابل السيد "ماورير" رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " والرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين" ووزيرة العدل "تسيبي ليفني" ووزير الحرب "موشيه يعالون"، كما قابل الرئيس محمود عباس ومسؤولين من حركة حماس . وقابل "ماورير" فضلاً عن ذلك رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ورئيس جمعية ماجن دافيد أدوم الإسرائيلية لبحث أنشطة كلتا الجمعيتين الوطنيتين الرامية إلى مواجهة الأوضاع الطارئة أثناء النزاع. وأبدى "ماورير" رأيه فيما جرى قائلاً: "لقد أوقع هذا النزاع خسائر بشرية غير مقبولة في صفوف المدنيين. ودعونا باسم الإنسانية إلى وقف القتل والتدمير، إذ يجب تقديم حماية المدنيين على كل المسائل الأخرى. وتفرض قوانين الحرب على أطراف النزاع واجبات معيّنة في هذا الصدد. وشاهدنا تناقضات خطيرة بين تلك الواجبات وما جرى على أرض الواقع. وقد عقدنا العزم على التواصل مع الأطراف المعنية من أجل الحيلولة دون وقوع هذا الأمر مجدداً". وأسفر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة طوال 28 يوماً عن سقوط ما يزيد على 1900 شهيد وزهاء 10000 جريح. ونزح 400000 نسمة من سكان قطاع غزة على الأقل من مناطقهم، وبات ما يزيد على 9000 بيت أماكن غير صالحة للسكن. وقال رئيس اللجنة الدولية في هذا الصدد: "لقد أذهلتنا التكلفة البشرية لهذا النزاع كما أذهلت أشخاصاً آخرين كثيرين. وإنّنا لنشاطر الناس الأشد ضعفاً - الأطفال والشيوخ والمرضى والجرحى - آلامهم وأحزانهم ونقف إلى جانبهم ونواسيهم، فهم الذين تكبّدوا الجزء الأكبر من الثمن الباهظ لهذا النزاع". وقال "ماورير" أيضاً: "يرمي القانون الدولي الإنساني إلى إيجاد توازن بين الضرورات العسكرية والاعتبارات الإنسانية. ويسعني أن أؤكّد، بعدما شاهدت الدمار الذي خلّفته العمليات القتالية وقابلت ضحايا هذه العمليات، أنّ هذا التوازن لم يُحترم. ويُبيّن هذا الأمر ضرورة التزام أطراف النزاع بالقانون التزاماً مطلقاً، وضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان ذلك". وتحدّث "ماورير" عن ضرورة إجراء حوار صريح مع القادة السياسيين بشأن الاحتياجات الإنسانية العاجلة والآجلة للناس الأكثر تضرراً من النزاع. وقال في هذا الصدد: "أودّ الإعراب مجدداً عن تضامن اللجنة الدولية مع كافة الناس المتضررين. وأودّ على وجه الخصوص التقدم بالشكر إلى جميع أعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين ساعد عملهم على التخفيف من المعاناة. وأودّ الإعراب أيضاً عن إعجابي الشديد بعمل موظفي ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين خاطروا بحياتهم في سبيل تقديم المساعدة الطبية العاجلة للناس الذين كانوا في حاجة ماسّة إليها". ويتحمّل أطراف النزاع والمجتمع الدولي مسؤولية جماعية عن تهيئة الظروف المؤاتية لاستدامة الجهود والمساعي الإنسانية في الأماكن الأكثر احتياجاً إليها. ولا يمكن السماح بتكرار ما حدث في الماضي. وتلتزم اللجنة الدولية بمساعدة الناس الذين أهلك النزاع عدداً كبيراً منهم على استئناف حياتهم الطبيعية، بيد أنّ هذا الأمر يتطلب تغييرات ملموسة تتمثّل في التحسينات التي يحقّ لسكان قطاع غزة التمتع بها بموجب القانون الدولي الإنساني وتعزيز احترام العمل الإنساني والقائمين عليه في جميع الأحوال.
240
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد