218-TRIAL- في غزة لا يوجد جيش ،ولا توجد خطوط  إمدادات ،ولا توجد سفن  وطائرات حربية  . كل ما هنالك ثلة من المقاتلين يملكون قليلاً من السلاح والعتاد وكثيراً من التربية العقادية والتربية النفسية لمواجهة المستحيل . هم اليوم كمثل  النبي موسى في  حديثه  مع رمسيس الثاني ( فرعون ) منذ 2000 عام أمعك قوة؟...لا ؛ أعندك جيش ؟...لا  ؛ أجئت وحدك ؟ نعم  . مستهزئاًمستغرباً عودته إلى مصر يقف أمامه بشجاعة وجأش لا يخاف بطشه ،متسلحاً بقوة ألحق ضد الظلم . قوة المستضعف أمام هزالة جبروت الطغيان  وقد فر موسى منه إلى مدين ماشياً على قدميه حتى تمزقت نعليه وانسلخ جلده .  في “مدين” إضطر موسى إلا رعي الأغنام ؛ فتعلم الصبر والحلم والإنضباط من قسوة البادية.  في الوقت الذي كان ( فرعون ) في نعيم القصور الفارهة ، كما تنعم إسرائيل بالغنى والترف وجيشها بالنساء والخمر والمخدرات .كان موسى- في "مدين- كما كان  في غزة  جيلاً نسيه  الكيان الصهيوني ، يعيش  في مسرح الحياة الضنك والحصار الشديد  .  جيلاً من المقاومة حرم من كل شيء ؛ من تحقيق طموح الشاب في العمل وتنمية الذات .حرم من كل متع الحياة البسيطة. الكثيرية في تل أبيب وحيفا !. فهو في هذا لا يجد سبيلاً غير الاندفاع إلى الأمام في وجه إسرائيل .
رغم أن فرعون طاغيةً  إرتكب جريمة تاريخية بقتل "الأطفال"  استكبرها الاله . إلى أن الكيان الصهيوني كان أكثر براعة  بقتلهم العائلات بالجملة والحوامل أيضاً من قبل أن يلدوا !! وتدمير البيوت على أهلها والمساجد. الكيان الصهيوني منذ  -66 عاماً - لم يوفر رصاصه يوماً على الشعب الفلسطيني رغم استيلائه على كل الأرض . رغم اقامته دولة على أنقاضه . بل المعارك والحرب ضد الشعب الفلسطيني اتخذت طابعاً ( تصاعدياً ) منذ عام 1948 . فكلما  ازدادت إسرائيل قوةً وثروة -ازدادت شراسةً وتدميراً .  ولو أن فرعون ترك قوم موسى يحيون حياةً طيبة ?. ينعمون كما ينعم ويزدهرون في أوطانهم فتكون سلاماً وامناً . لو أنه كف عن شروره ما غرق هو وجنوده  في بحر الظلمات .  ! ونستعرض هنا بعض آثار معركة غزة على إسرائيل -::
1- إن كانت إسرائيل تخوض المعركة الثالثة مع المقاومة في غزة وقد تطورت قوة التصدي والردع والتطور للمقاومة إلى ما هي عليه اليوم  . فهل تستطيع خوض معركة مع خصماً أكبر  مثل حزب الله بامكانياته المفتوحة ؟
2- حرب الإبادة الثالثة  على غزة في أقل من خمسة سنوات صعدت مشاعر الكراهية لإسرائيل  في المنطقة والعالم . 3- جميع )القوى( في المنطقة التي احتضنت -وهنناً منها وخوفاً على مصالحها -اهداف الشيطان يطعمها من شجرة  الكيان الصهيوني ؛ تتعرض اليوم  في سلطتها وسلطانها للسقوط على وجهها من نعيم السماء إلى ضنك الأرض .
4 -براعة الابتكار للمقاومة  في غزة  للتكنولوجيا رغم الحصار والفقر في الموارد ؛ يطرح تساولات كثيرة خاصةً من جيل الثوار في المنطقة عن "كفاءة" وجدية  قياداتهم التي لم تتمكن حتى من توفيرالكهرباء في مدنهم وقراهم سنوات طويلة . أو علاج مناسب لامراض متفشية .
5- المظاهرات المتكررة والكبيرة في أنحاء العالم ضد إسرائيل نتيجة للمجاز المتكررة وإبادة الأطفال، ستنعكس فكرياً ونفسياً على المجتمعات الدولية وتثير التساولات مما يعرض الجاليات اليهودية في الخارج للمخاطر في العالم . ولا شك أن تشبيه بعد الدول والإعلام لنتنياهو   "بهتلر " ؛ انما يدحض التعاطف مع إسرائيل واليهود بصورة عامة فيما تعرضوا له من مدابح تاريخية .
5- بعد أن كانت الثورات العربية ( الربيع العربي)  قد اخمدت قواها وضعف عزمها في مواصلة الطريق . باتت معركة غزة رافعة للآمال  و ومستنهضة للروح المعنوية للعمل والهمم . .    
6-بعد ذبح الحركات الاسلامية الثورية بشتى الوسائل من الأنظمة أو من القوى الخارجية ؛ اعيدت لها روح العطاء . واستنهضت هذه المعركة فيها واجب مزيداً من التضحيات ، بعد أن شاهدت بسالة وبأس المقاومة الذي احرجها هي أيضاً . 7- لم يكن  بالإمكان لوزير الخارجية الأمريكي " جون كيري" ، أو أي أحد من الأطراف في المنطقة إقناع المقاومة في غزة لوقف القتال ثم التفاوض . فقد مات هذا الخيار والمنهج  بلا عودة .  ووجب  ظهور طرفا آخر ذا مصداقية  كوسيط  مثل روسيا أو الصين . 8-  منذ فجر التاريخ لم يستطيع الانسان التخلص من )القوارض( لحياتها في الأنفاق. فمشروع الأنفاق الاستراتيجي في المقاومة ، أصبح مصدراً للرعب بين الاسرائيليين . فكما قال احدهم -قد أواجه بفلسطينياً في غرفة نومي يخرج من النفق . إضافةً أنها اسقطت أية نظرية للامن القومي . 9- أعاد المعركة الأمل للشعب الفلسطيني بإمكانية التفاوض من موقع قوة بشأن ملف عودة اللاجئين .
"فكيف يريدون من هذا الشعب أن ينسى مدنه العتيقة ،وبيوته القديمة تحكي الشروخ والعروق في حجارها أحزان الزمن والكهولة ؛ اغتصبها رجل غريب عنها يسكن في بطن ساحتها ". ؟
فالشعب الفلسطيني رغم بأسه إلى أن في داخله مغارةً يصرخ فيها وحده ؛ يريد أن يخرج منها إلى داره ؛ أو أن يفيق من كابوس النكبة آلمته 66 عاما.
وهو ايضاً قادر على تجاوز كل المحن في سبيل هدم معبد الطغيان ورفع الظلم  وحياة الحرية .
288

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد