التسوق الالكتروني ملاذ سكان غزة المحاصرة
غزة /خاص سوا/ لم يعد دور الشبكة العنكبوتية مقتصراً على تواصل سكان قطاع غزة المحاصر مع العالم الخارجي فقط، بل أصبح بمقدور العديد من الفلسطينيين التسوق عبرها وشراء ما لا يمكن شراؤه من الأسواق لعدم توفرها.
وشهدت الأعوام الأخيرة زيادة ملحوظة في إقبال سكان قطاع غزة على التسوق عبر الانترنت، واستلام الطرود التي تحمل أنواعاً مختلفة من السلع من مقر البريد في مدينة غزة، ليثبتوا أن الحصار لم يعد يقف عائقاً في وجههم.
ولعل التسوق عبر الانترنت أيضاً فتح نافذة أمل للشباب، فالشاب محمد أبو كويك اتخذ منها تجارة توفر له دخلاً بعد أن تخرج من الجامعة العام الماضي، والتحق في قطار البطالة الذي يطول عاماً بعد عام بالخريجين العاطلين عن العمل.
يقول أبو كويك -23 عاماً- لوكالة "سوا" بدأت أتسوق عن طريق الانترنت بشراء أغراض وسلع بشكل شخصي، لكن بعد أن لاحظت أن الأسعار مناسبة جداً ، فكرت في اتخاذ التجارة الإلكترونية مصدر دخل، ففرص العمل تكاد تكون معدومة في غزة، ومنذ خمسة شهور بدأت أستورد البضائع كالملابس والاجهزة الالكترونية وأقوم ببيعها.
مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" ساعدت أبو كويك في تسويق السلع والبضائع، فأنشأ صفحة عليه بمساعدة أخواته حتى يتمكن من عرض الصور وبيع البضائع للمواطنين.
ويوضح أبو كويك أن المبالغ الجمركية الرخيصة شجعته أكثر على التجارة الإلكترونية، فهي تتراوح ما بين 30-100 شيكل فقط، حسب نوع وكمية البضائع والدولة المستورد منها.
ولا يخلو الأمر من بعض السلبيات، فالبضائع المستوردة تحتاج من 25-40 يوماً حتى تصل للقطاع، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى أيام أكثر قد تصل إلى 60 يوماً، ومن الممكن أن يُمنع دخول بعض السلع وعدم سماح الجانب الإسرائيلي دخولها.
وتفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة منذ فوز حركة " حماس " في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.
المدة الطولية لاستلام السلع لم تمنع الشابة نسمة من شراء ما تحتاجه عبر مواقع الانترنت، فلم تكل ولم تمل من التنقل بين الصفحات الإلكترونية ومشاهدة صور الملابس والمستحضرات التجميلية في أي وقت تريده.
وتقول "أتعامل مع موقع يحتوي على كل أنواع السلع من ملابس وأحذية ومكياج وعطور، وجميعها بأسعار رخيصة جداً وجودة أفضل مقارنة بالأسواق في غزة، وهو ما جذبني للشراء عبر الانترنت".
وتجد الشابة نسمة في التسوق عبر الانترنت راحة تامة، وتوفيراً للوقت والجهد الذي قد تبذله في التنقل بين المحلات التجارية في الأسواق، مشيراً إلى أن بعض التجار يستوردون نفس البضائع لكن يبيعونها للمواطنين بضعف السعر خاصة البضائع النسائية.
مقر البريد التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بغزة هو وجهة المواطنين لاستلام الطرود والسلع، وللوقوف على مدى إقبال سكان القطاع على التسوق الإلكتروني قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الوزارة سمير حمتو لوكالة "سوا" إن العام الماضي شهد زيادة عالية في عدد الطرود الواردة للقطاع.
وحسب إحصائية لوزارة الاتصالات وصل عدد الطرود الواردة منذ بداية عام 2016م إلى 50,527 طرداً خلال الأربعة شهور الماضية فقط، بينما سجل عام 2015 م 78,571 طرداً مقارنة بـ 71,618 طرداً خلال عام 2014م.
وأوضح حمتو أن نسبة الزيادة في البريد الوارد بشكل عام ما بين طرود ورزم وصلت إلى 92% مقارنة ما بين عامي 2014-2015 ، بينما سجلت الزيادة في عدد الطرود المتعلقة بالتجارة الإلكترونية لوحدها نسبة 220% مقارنة ما بين عامي 2014-2015.
وبيّن حمتو أن الزيادة الكبيرة متعلقة بحجم الانفتاح على المجال الإلكتروني، إضافة إلى اتخاذ البعض التجارة الإلكترونية فرصة للحصول على دخل في ظل الزيادة الكبيرة بالبطالة بين الشباب، وأسعار السلع رخيصة ومناسبة للمواطنين وهو ما يجذب عدد أكبر منهم.
وأوضح أن آلية الشراء واستلام السلع بسيطة، حيث يقوم المواطن بشراء ما يريده عن طريق البطاقات الإلكترونية وبطاقات “Master Card” وغيرها لدفع ثمنها، ويستلمها عن طريق البريد.
وأشار حمتو إلى أن أكثر السلع المستوردة هي الملابس والأجهزة الإلكترونية كالهواتف المحمولة والكاميرات والشرائح، وجميع الطرود تخضع لتفتيش الجانب الإسرائيلي، منوهاً إلى أنه يتم دفع مبالغ ضريبية رمزية بعد أن يزيد طلب نفس الشخص على السلع اكثر من 6 مرات.