الإعلام:اختيار القدس أول عاصمة للإعلام العربي تأكيد لاهميتها
رام الله /سوا/ ثمن وكيل وزارة الاعلام د. محمود خليفة في كلمة دولة فلسطين امام مجلس وزراء الاعلام العرب قرار المجلس اعلان القدس عاصمة للاعلام العربي للعام 2016 في دورته (47)، والمنعقدة في القاهرة اليوم الاربعاء.
وكانت وزارة الاعلام اقترحت الأحد الماضي على أعمال الدورة (87) للجنة الدائمة للإعلام العربي، اعتماد المدينة المقدسة أول عاصمة للإعلام العربي للعام 2016 في رسالة حافلة بالدلالات، وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق الذي يستهدف تهويد المدينة، وبخاصة بعد انضمام المتطرف أفيغدور ليبرمان إلى حكومة نتنياهو باعتباره وزيراً للجيش، ما يعني عمليًا المزيد من الحصار والتهويد واستهداف المقدسيين، حيث يأتي هذا الاعلان في اطار الجهود العربية لضرورة الالتفاف العربي والإسلامي حول المدينة المقدسة من أجل مواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمر والممنهج ضدها، وضد الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية الفلسطينية.
وكان خليفة لفت الأنظار في كلمته إلى المعاناة التي تتعرض لها القدس على أيدي الاحتلال من قتلٍ وتخريبٍ وتغييرٍ لمعالم المدينة وطرد أهلها منها، التي تعتبر اهم جوانبِ رسالتنِا الاعلاميةِ، والتي تشمل ما يتعرضُ له اهل فلسطين ومقدساتهاالاسلاميةُ والمسيحيةُ في القدس والخليل و بيت لحم وأريحا وفي كل الأرض الفلسطينية من إنتهاكاتٍ متواصلةٍ من قبل إحتلالٍ لا يحترم ولم يلتزمْ بأيةٍ مواثيقَ أو قوانينَ دولية. إحتلالٌ كان ولا زال سبباً في إشعالِ الكثيرِ من الحرائقِ في جسدِنا العربيِ الواحد، شريكٌ للمتطرفين والارهابيينِ.
وفي هذا الاطار دعا خليفة إلى توفيرِ شبكةِ أمانٍ إعلاميةٍ عربيةٍ للإعلامِ الفلسطينيِ وهيئةِ إذاعةِ وتلفزيونِ فلسطين، في ظل التحريض الاسرائيلي المستمر والمتواصل، تَحمِلُ إتجاهين: الأولُ دعوةُ كافةِ الاتحاداتِ والمنظماتِ الاعلاميةِ العربيةِ ومنها إتحادُ الاذاعاتِ العربيةِ وإتحادُ الاتصالاتِ، لتفعيلِ حراكِها على صعيدِ المنظماتِ الدوليةِ لتوضيحِ خطورةِ الممارساتِ الاسرائيليةِ وتحثُها على اتخاذِ الخطوات الجادة لمعاقبةِ سلطةِ الاحتلالِ وحمايةِ المؤسساتِ الاعلاميةِ الفلسطينية. أما الاتجاهُ الثاني، إلى جانبِ إهتماماتِها المُختَلِفة، دعوةُ كافةِ وسائلِ الاعلامِ العربيةِ لتكونَ الامتداد، بالتركيزِ على ما يَتعرضُ له شعبُنا ومقدساتُنا من ممارساتٍ إحتلاليةٍ وعنصريةٍ وترانسفير. كما اطلع المجلس على جهود الوزارة بالتعاون مع نقابة الصحفيين والاطر ذات العلاقة لاطلاق حراكٍ دوليٍ لإجبارِ سُلطةِ الاحتلالِ الاسرائيليِ على وقف استهدافِ الصحافيينِ الذينَ ما يزال 19 صحافياً منهم في سجونها.
وأكد خليفة على انه لمواجهةِ ارهابِ الدولةِ الاسرائيليِ وموجةِ التطرفِ والعنفِ الغريبِ عن ثقافَتِنا، ندعو إلى إطلاقِ عملٍ سينمائيٍ عربيٍ ضخمٍ ومشتركٍ في الإطارِ العربيِ (عبر مظلة الاتحادات العربية الرسمية ومشاركة القنواتِ الخاصةِ)، يعالِجُ التصدي للإرهابِ، برؤيتين منفصلتين (الأولى): تبيانُ التداعياتِ الخطيرةِ له، والإشارةُ لجرائمِ الاحتلالِ الإسرائيليِ التي تجاوزت فلسطينَ ووصلت دولاً عربية. (والثانية): تسليطُ الضوءِ على القواسِمِ المُشتَركةِ والروابطِ الأصيلةِ المُتفقِ عليها في الثقافةِ والتقاليدِ العربيةِ وديننِا الاسلامي، لمحاصرةِ الفكرِ المتطرفِ الغريبِ عن ثقافتِنا العربيةِ الرحبةِ والسمحةِ، وتطويقِ ذلك الفكرَ بما هو عكسُه من قيمِ وحوارٍ وإخاءٍ وشراكةٍ وتسامحٍ ومصيرٍ مشتركٍ ولغةٍ وتقاليدٍ وغيرها، وإطلاقَ مَسردِ مصطلحاتٍ إعلاميةٍ يجري تبنيهُ من جانبِ أكبرِ عدد ٍممكنٍ من وسائلِ الإعلامِ العربية، ومن خِلالِه يتمُ حظرُ الترويجِ لأفكارِ قوى التطرفِ والظلامِ، والتوقفِ عن المساهمةِ في نشرِ مصطلحاتِها السوداء.
وفي إطارِ التأكيدِ على القرارات السابقةِ بخصوصِ خطةِ التحركِ الاعلاميِ العربي، دعا خليفة الى ضرورةِ إشراكِ وتفعيلِ الملحقياتِ الثقافيةِ والاعلاميةِ العربيةِ المنتشرةِ في أنحاءِ المعمورة، من خلال عقدِ الملتقياتِ التشاوريةِ على غرار ملتقى البحرين ومدِ قطاعِ الاعلامِ والاتصالِ في الجامِعةِ بِمُخرجاتِها، ونحنُ على ثقةِ أنها ستُغني الخطةَ بآلياتِ تحرك ٍعلى غيرِ صعيد. وعلى ضرورةِ أن تأخذَ القراراتُ المتعلقةُ بفلسطينَ وبشكلِ خاصٍ أسرى الحريةِ والقدس طريقَها للتنفيذِ ودعمِ المؤسساتِ المقدسيةِ لإسنادِ ما تقوم به من عملٍ متواصلٍ للحفاظِ على مقوماتِ الصمودِ والرباطِ في وجه كلِ المحاولاتِ الاسرائيليةِ الاستعماريةِ لتغيير معالِمها الديموغرافية.