عواد: جدار الفصل العنصري عزل ما يزيد عن ربع مليون شخص
جنيف / سوا / اعتمدت جمعية الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، في دورتها التاسعة والستين مشروع قرار فلسطيني يدين معاملة إسرائيل للأسرى واعتداءاتها على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف واقتحام المراكز الطبية.
ويؤكد هذا القرار حق الشعب الفلسطيني في تلقي العلاج، كما تطرق إلى الأوضاع الصحية في فلسطين بشكل عام.
وبين وزير الصحة جواد عواد في بيان صحفي، أن 107 دول صوتت لصالح القرار، فيما صوتت 8 دول ضده، وامتنعت 8 أخرى عن التصويت، في حين تغيبت عن التصويت 61 دولة.
ولفت إلى أن الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال جمعية الصحة العالمية وسفارتنا في جنيف ممثلة بالسفير إبراهيم خريشة بذلوا جهوداً حثيثة وأجروا اتصالات مع البعثات العربية والأوروبية والأفريقية والآسيوية لحثهم للتصويت لصالح القرار الفلسطيني.
وألقى وزير الصحة كلمة أمام الجمعية تحدث فيها عن التحديات والعوائق التي تواجه القطاع الصحي في فلسطين.
وأضاف عواد أن الفصل الجغرافي الكامل والذي قامت به إسرائيل بين الضفة الغربية و غزة ، ووجود المئات من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية بين المحافظات والمدن والقرى تشكل عائقاً للتواصل والمتابعة الصحية والرصد، وتشكل أيضا عائقا في تقديم الخدمات العلاجية والوقائية.
وقال: إن سيارات الإسعاف الفلسطينية تتعرض حركتها للإعاقة والتفتيش والتأخير من قبل جنود الاحتلال، حيث تمنع من تقديم الاسعاف الفوري للجرحى، مشيرا إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية لم تسلم من عملية المداهمة والاعتقال والقتل وكان ذلك في كل من مستشفى المقاصد في القدس الشرقية ومستشفى الأهلي في الخليل وغيره من المراكز الصحية.
وتطرق وزير الصحة إلى جدار الفصل العنصري قائلاً إنه عزل ما يزيد عن ربع مليون شخص وفقد 70% منهم دخله لاعتمادهم على الزراعة، ما أدى لزيادة نسبة الفقر التي هي أصلا مرتفعة في الأراضي الفلسطينية وزادت الصعوبة في الوصول الى الخدمات الصحية.
وأضاف أن انقطاع الكهرباء في غزة حال دون قدرة الطواقم الطبية على إجراء العمليات الجراحية وجلسات الغسيل لمرضى الكلى.
وتحدث الوزير عواد عن عدم قدرة أهالي القطاع على ضخ المياه والتخلص من المياه العادمة نتيجة لانقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى شح الوقود بأنواعه.
وتطرق إلى استخدام الزيوت المحروقة كبديل وما تشكله من تلوث بيئي ومواد مسرطنة بالإضافة إلى المواد المسرطنة من الغازات والمواد الكيماوية والأسلحة التجريبية التي عانى منها أهلنا في غزة وما زالوا يعانون بسببها.
وتحدث وزير الصحة عما خلفته الحروب المتتالية على قطاع غزة من إعاقات وما أحدثته الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية من إصابات وضحايا نتيجة استخدام للرصاص الحي المعدني والمطاطي.
وقال: حسب تقارير وزارة الصحة فان حوالي 2.5% من الشعب الفلسطيني يشكون من إعاقات مختلفة لكن 49% منهم يشكون من إعاقات حركية ويحتاجون الى تأهيل وربما لمدى الحياة.
وأشار إلى الأمراض النفسية التي زادت في فلسطين بشكل ملحوظ عند الكبار والصغار، مضيفا: فحسب دراسات اليونيسيف فإن حوالي 400 الف طفل في قطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي، وهناك دراسة لجمعية الشباب المسيحية تشير إلى أن حوالي 65% من القاصرين الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال يعانون من اضطرابات نفسية.
وتناول وزير الصحة عيادات السجون الاسرائيلية، قائلا: إنها لا توفر الحد الأدنى للعلاج اللازم والملائم للأسرى الفلسطينيين، ما أدى إلى زيادة عدد المرضى، وزيادة مضاعفاتهم الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.
يشار إلى أن جمعية الصحة العالمية هي أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية.
وتجتمع تلك الجمعية مرة في كل عام وتحضرها وفود من جميع الدول الأعضاء في المنظمة، علما بأن الوظيفة الرئيسية للجمعية هي تحديد سياسات المنظمة.