غزة: تفاقم وطأة الحصار وتضاؤل فرص السفر بعد خفض عدد التصاريح الاردنية
غزة /رويترز/سوا/ سافر أبو عبد الله الذي يمتلك متجرا للملابس النسائية في قطاع غزة إلى الأردن سبع مرات في العام الماضي ليتمكن من السفر جوا إلى تركيا ومصر بحثا عن بضاعة لمتجره. لكن لم يسمح له بالسفر من القطاع المحاصر ولو مرة واحدة هذا العام.
وعلى مدى عقد من الزمن فرضت إسرائيل قيودا مشددة على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة فيما يهدف أساسا إلى الضغط على حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) التي سيطرت على القطاع في 2007.
كما شددت مصر إجراءاتها على الحدود منذ 2013 إذ لم ت فتح معبر رفح الحدودي مع القطاع إلا قليلا، وأغرقت شبكة من الأنفاق تحت الحدود بالمياه لوقف التهريب.
وبقي شريان حياة لسكان غزة البالغ عددهم 1.95 مليون نسمة يتمثل في تصريح مرور، يسمح لحامله بالسفر عبر إسرائيل والضفة الغربية إلى الأردن. لكن سكانا وحقوقيين يقولون إن الأردن خفض أعداد تلك التصاريح حاليا، وهو ما ترك أهل غزة في حالة من اليأس وعرض سبل عيشهم للخطر.
وقال أبو عبد الله (43 عاما) الذي اضطر لإرجاء فتح متجر ثان بعد أن عجز عن السفر لشراء بضاعة "في الآونة الأخيرة أنا بعيش مثل المجنون أبحث عن السبب أو عن أي أحد ممكن يساعد. إذا استمر الوضع بهذا الشكل راح أخسر عملي."
وأضاف متحدثا إلى رويترز في متجره الذي تزينه تماثيل العرض التي وضع عليها ملابس من تركيا "في الوقت اللي مصر بتغلق المعبر بشكل شبه دائم فأنا أشعر مثل الأرنب اللي محبوس في قفص."
ويقول الأردن إنه لم يغير سياسته، لكن منظمات حقوقية تقول، إن تصاريح مرور أقل بكثير صدرت منذ أغسطس/ آب الماضي. وقال مسؤول فلسطيني على دراية بالأمر، إن عدد المسافرين من غزة انخفض إلى نحو عشرة في اليوم من عشرات المسافرين يوميا في 2015.
* المنظمات الحقوقية قلقة
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في خطاب إلى السلطات الأردنية هذا الأسبوع إلى تخفيف القيود قائلة، إنها تجعل الوضع بالنسبة لسكان غزة أصعب بكثير من ذي قبل.
وجاء في الخطاب الذي بعثت به سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة "أصبح الفلسطينيون من غزة يعانون مشقة متزايدة في الحصول على تصاريح الترانزيت للعبور من الأردن إلى دول أخرى دون إبداء تفسير لهذا التغيير في الإجراءات."
وأضافت "بالطبع على الأردن فرض السيطرة على حدوده، لكن يجب الاستمرار في الإقرار بالواجبات الخاصة تجاه من تيسر السلطات الأردنية تنقلهم من غزة للخارج."
وقال مسؤول في الأردن الذي يكابد لإدارة تدفقات اللاجئين من الصراعين في سوريا والعراق لرويترز، إن بلاده لم تغير سياستها. لكنه لم يدل بتفاصيل.
وبالنسبة للسكان- الذين يصفون القطاع دائما بأنه سجن مفتوح- تزداد حدة الإحساس بالحصار.
ومنذ 2006 عندما بدأ تشديد القيود الإسرائيلية عقب فوز حماس في الانتخابات وصراع قصير بينها وبين إسرائيل زاد سكان قطاع غزة 500 ألف نسمة بنسبة تزيد على 30 في المئة.
وتقول جماعات فلسطينية مدافعة عن حقوق الإنسان، إن حوالي خمسة في المئة فقط من الإجمالي يحصلون على تصاريح من إسرائيل، وعادة ما يكون ذلك للدخول للعلاج أو العمل.
وتفتح مصر معبر رفح أياما قلائل كل ثلاثة أشهر. وفي آخر مرة فتحته يوم 11 مايو/ أيار لمدة 48 ساعة ومر منه 700 شخص أغلبهم مرضى وطلاب يمثلون نسبة ضئيلة من 30 ألف شخص تقدموا بطلبات للسفر.
وتسببت الإجراءات الأردنية في زيادة القلق. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله الذي يعمل من الضفة الغربية، إنه يبذل أقصى ما في وسعه لتحسين الوضع.
وقال للصحفيين في رام الله هذا الأسبوع "هنالك اتصالات مكثفة ما بيننا وبين الأخوة في الأردن للحصول على المزيد من عدم الممانعات لإخواننا في قطاع غزة للسفر إلى الأردن."