صحيفة:واشنطن تدعم مؤتمر باريس للسلام

البيت الابيض

واشنطن/سوا/ أكدت مصادر فلسطينية موثوقة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ الرئيس محمود عباس خلال اتصال هاتفي بينهما الأسبوع الماضي، بأنه سيشارك في الاجتماع الذي تعقده مجموعة الاتصال الأولى من أجل بحث المبادرة الفرنسية التي تهدف إلى إحياء العملية السلمية، علماً ان مجموعة الاتصال تضم اللجنة الرباعية الدولية وبعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والمغرب.

وأوضحت المصادر لصحيفة "الحياة" اللندنية أن الولايات المتحدة تدعم الجهود التي تبذلها باريس من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام، وأن كيري أكد لعباس أنه سيشارك في الاجتماع عند تحديد موعد له، رغم ارتباطه بالتزامات أخرى، في إشارة إلى اجتماعاته التي سيعقدها مع كل من نظيره الروسي سيرغي لافروف، والفرنسي جان مارك إيرولت في شأن الأزمة السورية.

ورأت المصادر أن الإدارة الأميركيه الآن حذرة، ولا تريد أن تتدخل أو أن تقدم على عمل ينطوي على احتمالات فشل تضاف الى إرث عدم تحقيقها إنجاز يذكر في عملية السلام، خصوصاً أنها في فترة سباق انتخابي. وأوضحت: "هي لا تستطيع أن تقاطع فتبدو منكفئة... هذا محرج لها أمام العالم، وفي الوقت ذاته لا تريد أن تتحمل عبء فشل إضافي في هذا الصدد». وأضافت: "رغم ما قاله لنا عدد من المسؤولين الأميركيين إن الانتخابات ليس لها تأثير على دورنا في عملية السلام، إلا أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تتصدر المشهد وتجعل أي دور يمكن أن تلعبه الإدارة الأميركية اليوم في العملية السلمية محدوداً»، لافتة إلى أن "الأميركيين لا يريدون أن يغضبوا إسرائيل عشية الانتخابات".

وحذرت من استمرار هذا الوضع القائم من حال الجمود في المسار السياسي، وقالت: "إنه ينطوي على أخطار كبيرة... قد يتفاقم ويؤدي إلى انفجار». وزادت: «نريد فتح نافذة أمل والسير قدماً في مساعي عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة فاعلة من الأطراف الدولية كافة".

وعن رفض إسرائيل المبادرة الفرنسية، قالت: "إسرائيل لم يعرض عليها شيء حتى ترفض، لكنها لا تريد عقد مؤتمر سلام، وستختلق الذرائع لتعطيل انعقاده. لكن إذا استمرت في رفضها في ضوء وجود تحرك دولي جاد، فإنها حينئذ ستتحمل مسؤولية عرقلة المساعي الدولية، وعليه فإن دول العالم مطالبة بتحديد موقفها واتخاذ إجراءات معينة تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين". وتابعت: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الإجراء المتوقع من المجتمع الدولي".

الجدير بالذكر أن إجتماعاً دولياً كان من المفترض عقده في العاصمة الفرنسية باريس في 30 من شهر أيار (مايو) الجاري لبحث المبادرة الفرنسية وتم إرجائه لعدم تمكن كيري من الحضور، لكن لم يتم تحديد موعد له.

وفي القاهرة، بحث كيري أمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي اقتراح الأخير للتحرك من أجل الوساطة في المصالحة الوطنية الفلسطينية وتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، إضافة الى الموضوع الليبي. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله قبل اللقاء إن كيري يرغب في أن يبحث بالتفصيل اقتراحاً عرضه السيسي أول من أمس للوساطة في مصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة لتمهيد الطريق نحو التوصل الى اتفاق سلام دائم مع الإسرائيليين.

وكانت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أفادت بأن تل أبيب تولي اهتماماً بالغاً لتصريحات الرئيس المصري أول من أمس عن ضرورة استئناف محادثات السلام، وأن يكون النموذج المصري لتلك العلاقات هو من يقود الفلسطينيين الى السلام.

وقالت مصادر في مكتب نتانياهو أن تل أبيب ترحب بتلك التصريحات التي تعتبر بديلاً للمبادرة الفرنسية التي لا مستقبل لها ومحكوم عليها بالفشل لرفض رئيس الحكومة لها بصورة مطلقة وفي ظل غياب الدافعية الأميركية لإتمامها.

وتابعت: "السيسي يخشى انفجار غزة باتجاه مصر أو إسرائيل في هذا التوقيت الذي من شأنه توتير الأوضاع بصورة كبيرة وزج المنطقة في صراع كبير يسبب إحراجاً للقوى الاقليمية، بما فيها مصر وإسرائيل".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد