نظرة على تطور القدرات العسكرية لكتائب القسام خلال العدوان على غزة
2014/08/06
241-TRIAL-
غزة / محمد العرابيد / سوا / لم تعد قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم مثل السابق، فالحرب التى توقفت مؤقتاً أمس، كشفت عن خفايا عظيمة لدى فصائل المقاومة لم يكن أحد يتوقعها .
ومنذ عدة سنوات اتبعت المقاومة الفلسطينية نهجًا جديدًا في سبيل ردع الاحتلال، منها أسر الجنود الإسرائيليين بغتة، كما جرى في عمليات أسر الجندي جلعاد شاليط وتحويل أرض الصراع من عمق قطاع غزة والضفة الغربية إلى قلب تل أبيب وإرعاب المواطنين الإسرائيليين بصواريخ المقاومة محلية الصنع.
ومنذ سيطرت حماس على القطاع، بدأت الحركة التي نشأت قبل ربع قرن في تطوير منظومتها الأمنية من خلال مواجهة العملاء لتنتقل سريعًا لتطوير قدرتها العسكرية من خلال جناحها العسكري "كتائب القسام" لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
معركة "العصف المأكول" كما أسمتها كتائب "القسام" أو الجرف الصامد كما أسماها جيش الاحتلال ظهر خلالها قدرات القسام ومفاجئتها في العديد من جبهات القتال بخلاف حربي عام 2009 وعدوان عام 2012.
بناء الأنفاق
بعد انتهاء حربي 2009 و2012، عادت كتائب "القسام" سريعًا إلى إعادة بناء قدراتها الهجومية، فكان لحرب الأنفاق النصيب الأكبر، والعدوان الحالي شاهد على النقلة النوعية في قدرات كتائب القسام.
ظن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد حربين شنها على القطاع في غضون ست سنوات أنه دمر قدرات القسام والمقاومة في قطاع غزة، في حين أستغل القسام فترة الهدوء لبناء الأنفاق.
العبر والدروس المستخلصة من الحروب السابقة اخذتها "القسام" على محمل الجد، فكان القرار ببناء مدينة أنفاق تحت قطاع غزة، تنقسم خلالها لانفاق هجومية من خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي وأخرى استخدمت لاطلاق الصواريخ.
حرب الأنفاق قلبت المعادلة لصالح القسام خلال العدوان الحالي كما يعترف اكثر من مسؤول عسكري اسرائيلي حيث استخدمت "القسام" لاطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، عكس الحروب السابقة، فضرب المدن الإسرائيلية كان عن وجه الأرض مما تسبب بخسائر كبيرة في صفوف القسام والمقاومة بشكل عام.
ورغم زعم جيش الاحتلال بأنه قصف أنفاق ومخازن الأسلحة التابعة للقسام، إلا أن الأقوال على الأرض كانت غير ذلك، على مدار الشهر القسام ضرب المدن الإسرائيلية باستمرار من الأنفاق مما يدلل مدى كذب الرواية الإسرائيلية.
أحد الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي يقول للقناة العاشرة " غرفة العمليات كانت تزودنا في إحداثيات بعض الأنفاق التي يطلق منها الصواريخ، فنقوم بضربها، وبعد نص ساعة يعطونا نفس الإحداثيات ويخبرونا بأنه الصواريخ ما زلت تطلق منها، حينها كنا نصاب بالإحباط من قدرة القسام وبناء تلك الانفاق التي لم تتأثر من ضربتنا".
القدرات الصاروخية للقسام
وعلى مدار شهر كامل، استطاعت كتائب القسام أن تفاجئ الاحتلال بقدرتها الصاروخية التي أصابت جميع مدن إسرائيل، في حين ما زال القسام يتحفظ على بعض من قدارته الصاروخية التي لم يستخدمها خلال عملية العدوان الحالي.
(R160 J80 M75 وسجيل) محلية الصنع جميعها كانت صواريخ استخدمها القسام خلال العدوان الحالي فاستطاعت الكتائب ضرب جميع المدن الإسرائيلية والمناطق الحيوية منها مفاعل ديمونا وضرب تل أبيب وحيفا و القدس .
وقالت كتائب القسام أن جميع الصواريخ التي استخدمتها خلال العملية، صنعت محليًا، في الوقت الذي أعترف خبراء بالجيش الإسرائيلي أن صواريخ القسام تتميز بدقة كبيرة على عكس الصواريخ التي استخدمت في الحروب السابقة.
سلاح البحرية والكوماندز
سلاح البحر وفرق الكوماندوز، عناصر جديدة أدخلتها كتائب القسام خلال العدوان الحالي، فكشفت خلالها عن هشاشة استخبارات الاحتلال، واخترقت الواقع الأمني، وأربكت الجيش.
ضربت القسام العمق الإسرائيلي بعملية نوعية، تمثلت في اقتحام مجموعة خاصة من الكتائب قاعدة زيكيم البحرية، على شواطئ عسقلان، فالعملية بكل اعتباراتها الأمنية أظهرت تقديرًا عمليًا عن مدى استعداد القسام للمواجهة، وعكست مدى هشاشة الأمن الإسرائيلي.
سلاح البحر وفرق الكوماندز نقلت المعركة إلى قلب إسرائيل، وهشّمت من خلاله منظور السياج الأمني الحامي للمستوطنين، ونزع عناصر القوة من الاحتلال، وأفرغ العدوان من أهدافه، وخلق تصدّعات في تركيبته الأمنية والعسكرية والاستخبارية.
القسام أستخدمت سلاح البحرية ضمن مجموعة من الأوراق لتوسيع دائرة المواجهة، ما يدلل على جرأتها وإقدامها، وامتلاكها زمام المبادرة والضغط على السلطات الإسرائيلية.
فسلاح البحر وفرق الكوماندز يعد من أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها الجهات المحاربة في تجاوز النظرية الأمنية إلى جانب السلاح الجوي، "لاسيما أنه يعتمد على قواعد عسكرية محصنة بريا وبحريا، ولذا فهو يتطلب قدرات عسكرية متقنة ومعقدة من ناحية الهجوم".
وبعدها حاول الاحتلال أن يرد الصاع للمقاومة بإنزال جوي للكوماندوز البحري الاسرائيلي، ليتلقى صفعة أخرى لم تتوقعها القيادة العسكرية، التي تحدثت لاحقا عن "فاجعة كبيرة" تعرض لها جنودها خلال محاولة اقتحام فاشلة لمنطقة السودانية غرب غزة.
سلاح الطيران
العدوان الجديد جاء ليكشف التحول النوعي في أداء الكتائب لتعزز قوة الردع ضد الاحتلال واخضاع العمق الاسرائيلي تحت مرمى النار القسام، عكس حروب السباقة التي خاضها القسام. العقول الأمنية في تل أبيب وقعت تحت هول الصدمة جراء توالي نجاحات القسام في اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية، بعد إطلاق طائرة أبابيل الهجومية (A1B) التي تحمل صواريخًا صغيرة وجالت على ارتفاعات متوسطة داخل عمق إسرائيل.
خطوة إطلاق طائرات بدون طيار إنجاز نوعي يحسب للقسام وأذرع المقاومة المختلفة، وتعكس فشل ذريع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تحرك طائرات على مدار الساعة في أجواء غزة.
وذكرت كتائب القسام، في بيان عسكري إنها أنتجت من هذه الطائرات 3 نماذج هي "طائرة A1A" ذات مهام استطلاعية، و"طائرة "A1B وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، و"طائرة A1C" وهي ذات مهام هجومية - انتحارية.
سلاح القنص
سلاح القنص وسيلة مهمة لإرباك صفوف الجيش المعادي، هذا ما تقوله العلوم العسكرية، فمن هذه العبارة بدأ القسام بتطوير منظومته في سلاح القنص فكان أخرها صانعة قناصة "غول".
وكشفت كتائب عز الدين القسام عن بندقية قنص من إنتاجها، وأظهرت صور عمليات قنص دقيقة بالبندقية لجنود من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأطلق على البندقة اسم "غول" -تيمنا باسم القائد القسامي عدنان الغول-، وهي من عيار 14.5 ملم ويصل مداها القاتل إلى 2 كلم، ويزيد طولها عن المتر ونصف المتر، واستخدمت في قنص عدد من الجنود الإسرائيليين.
ويأتي الكشف عن البندقية بعد إنجازات عسكرية أخرى للقسام شكلت مفاجأة للجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة.
شبكة الاتصالات
شبكة الاتصالات التي طورها القسام واستخدمها لها أهمية كبيرة خاصة أنها تربط القيادة العسكرية مع المقاتل المتواجد داخل الميدان، وهي لأول مرة يستخدمها القسام في حروبه مع الاحتلال.
هذه الاتصالات قللت الخسائر في الأرواح ، خصوصًا إذا ما اخذ بالاعتبار أن الاتصالات الخلوية واللاسلكية أيضا كانت تخضع لرقابة الاستخبارات الإسرائيلية وتكون عرضة للتصنت في حروب السابقة.
خلال العدوان الحالي استطاعت كتائب القسام أن تدير المعركة من خلال شبكة اتصالات، داخلية فشل الاحتلال في اختراقها مما يعزز التواصل بين القيادة والعسكر في الميدان.
"عمليات الإنزال خلف خطوط العدو، ضرب الصواريخ، والتنسيق" كلها كانت توجيهات كانت تتم عبر شبكة الاتصالات التي بنتها كتائب القسام على مدار السنوات الماضية.
الحرب الإعلامية
استطاعت كتائب القسام خلال العملية أن تربك الجبهة الإسرائيلية الداخلية، من خلال إرسال العديد من الرسائل للمواطنين الإسرائيليين واختراق القنوات الإسرائيلية والتشويش عليها.
فاستطاعت القسام من نشر العديد من الفواصل الإعلامية التي تدل على مدى جاهزيتها لخوض الحرب مع الجيش الإسرائيلي.
"قنص الجنود، اقتحام المواقع الإسرائيلي، تفجير الدبابات" جميعها كانت فيديوهات نشرها القسام التي ضربت وزعزعت ثقة الجيش الإسرائيلي بنفسه.
ولأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تنشر كتائب القسام مقطع فيديو يظهر اقتحام عناصر "النخبة" موقعًا عسكريًا إسرائيليًا في حي الشجاعية شرق غزة عبر الأنفاق، التي ضربت الروح المعنوية وأربكت الجيش الإسرائيلي.
وكان الهدف أيضًا من رسائل القسام هي طمأنة الشعب الفلسطيني بأن التهدئة لم تكن نزهة وراحة وأن كل يوم يمر تطور فيه المقاومة من قدرتها الصاروخية والدفاعية.
الحرب الاستخبارية
استطاعت كتائب القسام وجهازها الاستخباري من ضرب المنظومة الأمنية الإسرائيلية وإفشال مخططات جهاز المخابرات والشباك الإسرائيلي في قطاع غزة.
ففرض القسام الإقامة الجبرية على عدد كبير من المشتبه بتعاطيهم مع الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة، على أن يلزموا بيوتهم حتى انتهاء الحرب.
السطوة الامنية في غزة ضد المتخابرين كانت سببا في نزع اقدامهم من الشوارع بشكل لافت، وابطلت محاولات كثيرة لاستهداف المجاهدين، وهو ما جعل جهاز الشاباك الاسرائيلي يقر بفشله في جمع المعلومات الدقيقة عن بيئة القطاع ومقاومته واماكن إطلاق الصواريخ، الأمر الذي يكشف عن زيف ادعاء بنك اهدافه.
وتصاعد الحديث في وسائل الاعلام العبرية عن فشل استخباري قاد إلى نتائج كارثية في تقدير قدرات المقاومة في غزة، وهو ما دفع بالكثير من قادة الاحتلال لتوجيه دعوات لضربات أكثر قسوة لغزة من أجل إجبارها على الرضوخ للهدنة.
وكتب المعلق العسكري في صحيفة معاريف العبرية بن كيسبت، أن هناك حاجة ضرورية للجنة تفحص ثغرات الاستخبارات الكبيرة، وتفحص من بالضبط هو المسؤول عن عدم وجود ما يكفي من معلومات عن رؤساء حماس.
وقال "ليس لدينا معلومات كافية عن مكان الصواريخ للمدى البعيد، كما ليس لدينا معلومات كافية عن الأنفاق، مثلما لم يكن لنا على الإطلاق معلومات عن مكان جلعاد شاليط".
226
ومنذ عدة سنوات اتبعت المقاومة الفلسطينية نهجًا جديدًا في سبيل ردع الاحتلال، منها أسر الجنود الإسرائيليين بغتة، كما جرى في عمليات أسر الجندي جلعاد شاليط وتحويل أرض الصراع من عمق قطاع غزة والضفة الغربية إلى قلب تل أبيب وإرعاب المواطنين الإسرائيليين بصواريخ المقاومة محلية الصنع.
ومنذ سيطرت حماس على القطاع، بدأت الحركة التي نشأت قبل ربع قرن في تطوير منظومتها الأمنية من خلال مواجهة العملاء لتنتقل سريعًا لتطوير قدرتها العسكرية من خلال جناحها العسكري "كتائب القسام" لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
معركة "العصف المأكول" كما أسمتها كتائب "القسام" أو الجرف الصامد كما أسماها جيش الاحتلال ظهر خلالها قدرات القسام ومفاجئتها في العديد من جبهات القتال بخلاف حربي عام 2009 وعدوان عام 2012.
بناء الأنفاق
بعد انتهاء حربي 2009 و2012، عادت كتائب "القسام" سريعًا إلى إعادة بناء قدراتها الهجومية، فكان لحرب الأنفاق النصيب الأكبر، والعدوان الحالي شاهد على النقلة النوعية في قدرات كتائب القسام.
ظن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد حربين شنها على القطاع في غضون ست سنوات أنه دمر قدرات القسام والمقاومة في قطاع غزة، في حين أستغل القسام فترة الهدوء لبناء الأنفاق.
العبر والدروس المستخلصة من الحروب السابقة اخذتها "القسام" على محمل الجد، فكان القرار ببناء مدينة أنفاق تحت قطاع غزة، تنقسم خلالها لانفاق هجومية من خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي وأخرى استخدمت لاطلاق الصواريخ.
حرب الأنفاق قلبت المعادلة لصالح القسام خلال العدوان الحالي كما يعترف اكثر من مسؤول عسكري اسرائيلي حيث استخدمت "القسام" لاطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، عكس الحروب السابقة، فضرب المدن الإسرائيلية كان عن وجه الأرض مما تسبب بخسائر كبيرة في صفوف القسام والمقاومة بشكل عام.
ورغم زعم جيش الاحتلال بأنه قصف أنفاق ومخازن الأسلحة التابعة للقسام، إلا أن الأقوال على الأرض كانت غير ذلك، على مدار الشهر القسام ضرب المدن الإسرائيلية باستمرار من الأنفاق مما يدلل مدى كذب الرواية الإسرائيلية.
أحد الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي يقول للقناة العاشرة " غرفة العمليات كانت تزودنا في إحداثيات بعض الأنفاق التي يطلق منها الصواريخ، فنقوم بضربها، وبعد نص ساعة يعطونا نفس الإحداثيات ويخبرونا بأنه الصواريخ ما زلت تطلق منها، حينها كنا نصاب بالإحباط من قدرة القسام وبناء تلك الانفاق التي لم تتأثر من ضربتنا".
القدرات الصاروخية للقسام
وعلى مدار شهر كامل، استطاعت كتائب القسام أن تفاجئ الاحتلال بقدرتها الصاروخية التي أصابت جميع مدن إسرائيل، في حين ما زال القسام يتحفظ على بعض من قدارته الصاروخية التي لم يستخدمها خلال عملية العدوان الحالي.
(R160 J80 M75 وسجيل) محلية الصنع جميعها كانت صواريخ استخدمها القسام خلال العدوان الحالي فاستطاعت الكتائب ضرب جميع المدن الإسرائيلية والمناطق الحيوية منها مفاعل ديمونا وضرب تل أبيب وحيفا و القدس .
وقالت كتائب القسام أن جميع الصواريخ التي استخدمتها خلال العملية، صنعت محليًا، في الوقت الذي أعترف خبراء بالجيش الإسرائيلي أن صواريخ القسام تتميز بدقة كبيرة على عكس الصواريخ التي استخدمت في الحروب السابقة.
سلاح البحرية والكوماندز
سلاح البحر وفرق الكوماندوز، عناصر جديدة أدخلتها كتائب القسام خلال العدوان الحالي، فكشفت خلالها عن هشاشة استخبارات الاحتلال، واخترقت الواقع الأمني، وأربكت الجيش.
ضربت القسام العمق الإسرائيلي بعملية نوعية، تمثلت في اقتحام مجموعة خاصة من الكتائب قاعدة زيكيم البحرية، على شواطئ عسقلان، فالعملية بكل اعتباراتها الأمنية أظهرت تقديرًا عمليًا عن مدى استعداد القسام للمواجهة، وعكست مدى هشاشة الأمن الإسرائيلي.
سلاح البحر وفرق الكوماندز نقلت المعركة إلى قلب إسرائيل، وهشّمت من خلاله منظور السياج الأمني الحامي للمستوطنين، ونزع عناصر القوة من الاحتلال، وأفرغ العدوان من أهدافه، وخلق تصدّعات في تركيبته الأمنية والعسكرية والاستخبارية.
القسام أستخدمت سلاح البحرية ضمن مجموعة من الأوراق لتوسيع دائرة المواجهة، ما يدلل على جرأتها وإقدامها، وامتلاكها زمام المبادرة والضغط على السلطات الإسرائيلية.
فسلاح البحر وفرق الكوماندز يعد من أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها الجهات المحاربة في تجاوز النظرية الأمنية إلى جانب السلاح الجوي، "لاسيما أنه يعتمد على قواعد عسكرية محصنة بريا وبحريا، ولذا فهو يتطلب قدرات عسكرية متقنة ومعقدة من ناحية الهجوم".
وبعدها حاول الاحتلال أن يرد الصاع للمقاومة بإنزال جوي للكوماندوز البحري الاسرائيلي، ليتلقى صفعة أخرى لم تتوقعها القيادة العسكرية، التي تحدثت لاحقا عن "فاجعة كبيرة" تعرض لها جنودها خلال محاولة اقتحام فاشلة لمنطقة السودانية غرب غزة.
سلاح الطيران
العدوان الجديد جاء ليكشف التحول النوعي في أداء الكتائب لتعزز قوة الردع ضد الاحتلال واخضاع العمق الاسرائيلي تحت مرمى النار القسام، عكس حروب السباقة التي خاضها القسام. العقول الأمنية في تل أبيب وقعت تحت هول الصدمة جراء توالي نجاحات القسام في اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية، بعد إطلاق طائرة أبابيل الهجومية (A1B) التي تحمل صواريخًا صغيرة وجالت على ارتفاعات متوسطة داخل عمق إسرائيل.
خطوة إطلاق طائرات بدون طيار إنجاز نوعي يحسب للقسام وأذرع المقاومة المختلفة، وتعكس فشل ذريع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تحرك طائرات على مدار الساعة في أجواء غزة.
وذكرت كتائب القسام، في بيان عسكري إنها أنتجت من هذه الطائرات 3 نماذج هي "طائرة A1A" ذات مهام استطلاعية، و"طائرة "A1B وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، و"طائرة A1C" وهي ذات مهام هجومية - انتحارية.
سلاح القنص
سلاح القنص وسيلة مهمة لإرباك صفوف الجيش المعادي، هذا ما تقوله العلوم العسكرية، فمن هذه العبارة بدأ القسام بتطوير منظومته في سلاح القنص فكان أخرها صانعة قناصة "غول".
وكشفت كتائب عز الدين القسام عن بندقية قنص من إنتاجها، وأظهرت صور عمليات قنص دقيقة بالبندقية لجنود من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأطلق على البندقة اسم "غول" -تيمنا باسم القائد القسامي عدنان الغول-، وهي من عيار 14.5 ملم ويصل مداها القاتل إلى 2 كلم، ويزيد طولها عن المتر ونصف المتر، واستخدمت في قنص عدد من الجنود الإسرائيليين.
ويأتي الكشف عن البندقية بعد إنجازات عسكرية أخرى للقسام شكلت مفاجأة للجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة.
شبكة الاتصالات
شبكة الاتصالات التي طورها القسام واستخدمها لها أهمية كبيرة خاصة أنها تربط القيادة العسكرية مع المقاتل المتواجد داخل الميدان، وهي لأول مرة يستخدمها القسام في حروبه مع الاحتلال.
هذه الاتصالات قللت الخسائر في الأرواح ، خصوصًا إذا ما اخذ بالاعتبار أن الاتصالات الخلوية واللاسلكية أيضا كانت تخضع لرقابة الاستخبارات الإسرائيلية وتكون عرضة للتصنت في حروب السابقة.
خلال العدوان الحالي استطاعت كتائب القسام أن تدير المعركة من خلال شبكة اتصالات، داخلية فشل الاحتلال في اختراقها مما يعزز التواصل بين القيادة والعسكر في الميدان.
"عمليات الإنزال خلف خطوط العدو، ضرب الصواريخ، والتنسيق" كلها كانت توجيهات كانت تتم عبر شبكة الاتصالات التي بنتها كتائب القسام على مدار السنوات الماضية.
الحرب الإعلامية
استطاعت كتائب القسام خلال العملية أن تربك الجبهة الإسرائيلية الداخلية، من خلال إرسال العديد من الرسائل للمواطنين الإسرائيليين واختراق القنوات الإسرائيلية والتشويش عليها.
فاستطاعت القسام من نشر العديد من الفواصل الإعلامية التي تدل على مدى جاهزيتها لخوض الحرب مع الجيش الإسرائيلي.
"قنص الجنود، اقتحام المواقع الإسرائيلي، تفجير الدبابات" جميعها كانت فيديوهات نشرها القسام التي ضربت وزعزعت ثقة الجيش الإسرائيلي بنفسه.
ولأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تنشر كتائب القسام مقطع فيديو يظهر اقتحام عناصر "النخبة" موقعًا عسكريًا إسرائيليًا في حي الشجاعية شرق غزة عبر الأنفاق، التي ضربت الروح المعنوية وأربكت الجيش الإسرائيلي.
وكان الهدف أيضًا من رسائل القسام هي طمأنة الشعب الفلسطيني بأن التهدئة لم تكن نزهة وراحة وأن كل يوم يمر تطور فيه المقاومة من قدرتها الصاروخية والدفاعية.
الحرب الاستخبارية
استطاعت كتائب القسام وجهازها الاستخباري من ضرب المنظومة الأمنية الإسرائيلية وإفشال مخططات جهاز المخابرات والشباك الإسرائيلي في قطاع غزة.
ففرض القسام الإقامة الجبرية على عدد كبير من المشتبه بتعاطيهم مع الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة، على أن يلزموا بيوتهم حتى انتهاء الحرب.
السطوة الامنية في غزة ضد المتخابرين كانت سببا في نزع اقدامهم من الشوارع بشكل لافت، وابطلت محاولات كثيرة لاستهداف المجاهدين، وهو ما جعل جهاز الشاباك الاسرائيلي يقر بفشله في جمع المعلومات الدقيقة عن بيئة القطاع ومقاومته واماكن إطلاق الصواريخ، الأمر الذي يكشف عن زيف ادعاء بنك اهدافه.
وتصاعد الحديث في وسائل الاعلام العبرية عن فشل استخباري قاد إلى نتائج كارثية في تقدير قدرات المقاومة في غزة، وهو ما دفع بالكثير من قادة الاحتلال لتوجيه دعوات لضربات أكثر قسوة لغزة من أجل إجبارها على الرضوخ للهدنة.
وكتب المعلق العسكري في صحيفة معاريف العبرية بن كيسبت، أن هناك حاجة ضرورية للجنة تفحص ثغرات الاستخبارات الكبيرة، وتفحص من بالضبط هو المسؤول عن عدم وجود ما يكفي من معلومات عن رؤساء حماس.
وقال "ليس لدينا معلومات كافية عن مكان الصواريخ للمدى البعيد، كما ليس لدينا معلومات كافية عن الأنفاق، مثلما لم يكن لنا على الإطلاق معلومات عن مكان جلعاد شاليط".
226