الحياة تدب في غزة رغم قسوة الدمار وهول الاحزان

20-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / لم يمنع هول الدمار الذي لحق بأجزاء واسعة من قطاع غزة المواطنين من ممارسة حياتهم واستعادة حيويتهم المعهودة وشغفهم بالعمل وخلق الحياة من تحت الأنقاض والركام.
وعجت مدينة غزة ومتنزهاتها بآلاف المواطنين الذين خرجوا للمرة الأولى منذ شهر ليتنسموا عبق الحياة وليخففوا من وطأة وقسوة الحرب على أبنائهم الصغار.
وشهد وسط حي الرمال الحيوي حركة نشطة للسيارات والمواطنين الذين ترجلوا وجابوا الشوارع ليتفقدوها ويطمأنوا عليها وسط ذهول من مشاهد دمار حلت بعدد من الابراج المدنية التي تتوسط الحي.
وتوقف عشرات الاطفال عن اللعب واللهو بمجرد مرور موكب يقل جثمان احد الشهداء احتراماً له.
وذكر موكب الشهيد الذي انطلق من مستشفى الشفاء بمدينة غزة الى حي الزيتون مسقط رأس الشهيد الاطفال بالايام الثلاثين للحرب والتي لم تخلوا ساعة منها من خبر استشهاد او تشييع شهيد كما يقول الطفل حسام ابو فلاح.
واكمل ابو فلاح تناول المرطبات من احدى المحال الشهيرة وسط الحي.
وقال والده سالم انه حسام واشقائه الحوا عليه كثيراً كي يصطحبهم الى منطقة الجندي المجهول ليتناولوا المرطبات ولينعموا ببرهة من اللعب واللهو لتعويض شهر كامل من الكبث والرعب بسبب العدوان الاسرائيلي.
ولم يكف الطفل مؤمن ريحان عن النظر الى برج الشروق الذي تعرضت الطوابق العليا منه للقصف.
وعبر عن خشيته من انهيار البرج متسائلاً عن سبب قصفه رغم بعده عن المنطقة الحدودية، ورفض المرور من جانبه واصر على العودة الى منطقة المتنزه.
وبالتوازي مع الحركة النشطة للمواطنين فتحت العديد من المحال التجارية ابوابها سيما المطاعم ومحال بيع المرطبات والعصائر والتي شهدت اقبالاً غير مسبوق من المواطنين الذين اصطحبوا اطفالهم ونسائهم.
وشوهد تزاحم مئات المواطنين امام هذه المحال التي لم يتسن لها فتح ابوابها طيلة ايام العدوان.
وبرر المواطن زهير الدبس استعجاله بالخروج من المنزل وابنائه الى استغلالها لفترة الهدوء ووقف اطلاق النار وخشيته من عودة الأوضاع الأمنية الى نقطة الصفر وعودة العدوان، وقال الدبس إنه لم يعد يحتمل ضغط ابنائه عليه.
وفضل العديد من الاطفال الذهاب الى مدارس الايواء القريبة من المتنزه للتعرف والوقوف عن كثب على حياة المشردين والنازحين الذين يعيشون في هذه المدارس منذ بدء العدوان.
وعبر العديد منهم عن صدمتهم وحزنهم للاوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في المدارس.
وتمنى الأطفال ان تنتهي مأساة النازحين في اقرب وقت ممكن وان يعودوا الى مساكنهم.
113
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد