صحيفة اسرائيلية:كردستان مستقلة بدعم يهودي قريبا

كردستان مستقلة بدعم يهودي قريبا

القدس / سوا / مع كل ما يشهده العراق من كوارث وانقاسامات وحروب طائفية وعرقية، يستعد إقليم كردستان لإعلان الانفصال عن بلاد الرافدين، معتمدًا على إسرائيل ودعم اللوبي اليهودي بواشنطن للقضية الكردية.

هذا ما خلص إليه "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" في مقال بعنوان "كردستان ونحن"، تناول فيه المساعي الكردية المحمومة لإعلان استقلال الإقليم الكردي، والغزل الذي يمارسه القادة الأكراد لإسرائيل واليهود، لتجنيدهم في تهيئة الرأي العام العالمي لاحتضان الدولة المستقلة الوشيكة، وهو الغزل الذي عبر عن نفسه أيضًا من خلال إحياء أربيل للمرة الأولى ذكرى "الهولوكوست"، أو المحارق المزعومة لليهود إبان الحقبة النازية.

إلى نص المقال..

“آن الأوان أن ينفصل الأكراد عن العراق- أتحدث عن طلاق ودي"، هذا ما كتبه مسرور بارزاني، رئيس مجلس الأمن القومي لإقليم كردستان، في مقال نشر قبل نحو عشرة أيام في "واشنطن بوست".

 

وقال بارزاني: ”العراق دولة فاشلة تجبر أشخاص ليس بينهم سوى القليل جدا من الأشياء المشتركة على أن يتقاسموا معها مستقبلا غير مضمون. إن استمرار وجودنا بها يفرض علينا حياة من الصراع الأبدي". ويختم بأن الانفصال عن العراق هو الخيار الوحيد.

 

بارزاني، نجل رئيس كردستان، مسعود بارزاني، يطالب بإجراء استفتاء في القريب حول مستقبل الإقليم، ويعتقد أن معظم سكانه سيصوتون لصالح الاستقلال. لكنه يدرك أيضًا العواقب المتوقعة لهذا الإعلان.

 

أعلنت إيران أنها تدعم العراق الموحد، وتشاركها الولايات المتحدة الرأي، وموقف تركيا مثل إسرائيل بالنسبة للفلسطينيين، ترى في دولة كردية مستقلة تهديدا أمنيا وقوميا.

 

إذا ما أنشئت دولة كردية مستقلة، فسوف يحدث ذلك دون موافقة، وسيتم إغلاق خطوطها الجوية للعالم، وستتضرر شبكة الكهرباء التي تربطها بتركيا، وتتوقف التجارة مع العراق وتركيا وإيران، وتتوقف تجارة النفط التي تشكل نحو 90% من إيرادات الإقليم عند حدود تركيا.

 

لكن لا يمكن إجهاض الحلم، والحكومة الكردية، التي تعمل وكأنها ليست جزءا من العراق، تحاول جاهدة إقناع الإدارة الأمريكية بتغيير سياساتها. مؤخرًا زار واشنطن وفد من كبار المسئولين الأكراد، بينهم ممثل اليهود بوزارة الأديان الكردية شرزاد مامسني، لطلب مساعدات مالية لتمويل الحرب التي يقودها الأكراد على داعش، وكذلك استغلال الفرصة لجس النبض في كل ما يتعلق بإقامة دولة مستقلة.

 

وفقا لتقارير في الإعلام الكردي، التقى الوفد أيضا ممثلين عن اللوبي اليهودي في واشنطن واستعانوا بدعم إسرائيلي لتعزيز قضيتهم.

 

ما زال الإقليم الكردي يؤمن بقدرة اللوبي اليهودي وإسرائيل في التأثير على الولايات المتحدة، ويحرص على تأكيد العلاقة بين الأكراد واليهود.

 

هذا العام وللمرة الأولى، شهدت أربيل عاصمة الإقليم حفل بمناسبة ذكرى الهولوكوست، شارك فيه مندوبون عن القنصلية الروسية، والأمريكية والفرنسية، إلى جانب مندوبين أرمن، أشعلوا سويا ستة شموع تذكيرا بالستة ملايين. للمرة الأولى أيضا اعتمر المندوبون اليهود القبعات اليهودية.

 

لكن رغم وجود خلافات في مسألة عدد اليهود، أو نسل اليهود، الذين يقيمون في الإقليم الكردي، قررت الحكومة الكردية إنشاء قسم خاص لليهود بوزارة الأديان، شأن الأقسام الأخرى التي ترعى الأقليات الدينية.

 

وفقا لتقارير في الإعلام الكردي، يعيش في كردستان بضعة آلاف من نسل اليهود، اعتنق معظمهم الإسلام وأخفى البعض يهوديتهم لعشرات السنين. في المقابل يعتقد باحثون إسرائيليون أنه لم يبق في كردستان يهود. لكن هذا الخلاف لم يمنع مريوان نقشبندي، مدير التعايش الديني من التصريح بأن وزارته تنوي إقامة معبد يهودي وإعادة إعمار الحي اليهودي في أربيل.

 

حتى إن كان الحديث يدور عن مجرد تصريح، فإنه يحمل في طياته رسالة هامة بالتأكيد، لكن في ذلك الوقت يخشى المواطنون الأكراد، أنه حال بدأت جالية يهودية تزدهر في الإقليم، فإنه من المتوقع إثارة مسألة إعادة الممتلكات اليهودية لأصحابها.

 

بعض منازل اليهود جرى تأجيرها للسكان الأكراد، وجزء آخر سًلم أو بيع دون إذن لسكان يسكنون فيها منذ عشرات السنين. في هذا الصدد قال صحفي كردي يقيم في أربيل في تصريح لـ"هآرتس" :”يمكن إيجاد حل لأية مشكلة. هذه مسألة أموال. من مصلحة كردستان أن يعود اليهود الأكراد إليها، ويطوروا اقتصادها ويستثمروا فيها. مازال الأكراد يتذكرون العلاقة التاريخية الجيدة مع إسرائيل، وهي مهمة أيضا لترسيخ علاقات الإقليم الكردي بالعالم الغربي".

 

ولكن لماذا يطلب عدم نشر اسمه؟، يوضح قائلا :”لدينا هنا كل أنواع العناصر التي يمكنها إيذاء من يسعى لدفع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني، من الأفضل الاحتراس".

 

مع ذلك، تعد كردستان اليوم من المناطق الأكثر أمانا بالشرق الأوسط. حتى منذ عامين عندما احتل داعش أجزاء من العراق وسوريا، وصل للإقليم أكثر من 38 ألف سائح، معظمهم من إيران والدول العربية، لكن ليس هذا فقط.

 

بعد احتلال داعش تراجع عدد السياح إلى النصف ما أدى إلى إغلاق عشرات المطاعم والفنادق بالإقليم. تنفق حكومة الإقليم ملايين الدولارات لتحسين البنية السياحية.

 

من واقع زيارتي للإقليم يمكن أن أشهد، أن الحديث يدور عن منطقة مذهلة، تنتظر السياح الذين يحبون مسارات سيارات الجيب والتنزه سيرا على الأقدام. هناك فنادق ممتازة، وطعام فخم متعدد الثقافات، وكذلك متاجر ممتلئة بكل ما هو جيد. يبقى فقط انتظار افتتاح فرع حباد (منظمة يهودية عالمية)، وأول مطعم يقدم طعاما مطابقا للشريعة اليهودية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد