طالبة فلسطينية تثور بفلمها لتدق ناقوس الاخراج التلفزيوني

الطالبة آية المتربيعي

غزة / خاص سوا / جلست الطالبة آية المتربيعي تفكير ملياً لتختال بناظريها مشروعاً راودها، بل حلمت وبدأت بتنفيذه قبل طرحه، وألحت حينها على أبيها لتبدأ بتحويل حلمها لواقعٍ جميل يعكس مضمون خباياها ألا وهو عالم الاخراج التلفزيوني بل الاخراج الفني.

التميز عن الطالبات كان هدف ابنة مدرسة بشير الريس الثانوية للبنات والتي جلست تفكر بعمق للوصول إلى فكرة مميزة تصل قلوب الآخرين قبل عقولهم، كل ما كان يدور في ذهنها هو تجسد موهبتها إلى واقعٍ فنيٍ مبدع تنطلق فيه إلى العالم الذي حلمت به.

"فكرة فتخطيط وتنفيذ فإبداع" كانت هذه الكلمات بمثابة الخطوات التي سارت عليها المخرجة الصغيرة متحديةً كافة الصعوبات، لتوصل حقيقة الواقع الأليم الذي يخيم على قطاع غزة باللغة الإنجليزية لإيقاع عظيم الأثر دولياً.

صاحبةُ السبعة عشر عاماً تروي قصتها مع أول عمل إخراجي لها في عالم السينما، فتقول: "بداية الفكرة المدرسة كنت أحضر معرضاً علمياً تكنولوجياً، ومعرفتي بالإنتاج والإخراج والعلاقات العامة جعلتني أبدأ بالتفكير في صناعة فيلم من انتاجي والجميع كان يتلهف".

وتحدثت وصوتها يمتلئ بعبق السعادة "وما إن لمعت الفكرة في ذهني حتى توجهت لمدرّستي لمادة التكنلوجيا، وأوضحت لها أنني على استعداد للمشاركة في المعرض من خلال عمل من انتاجي الخاص".

وانتقت ببضع كليمات لتصف تميز زميلتها الكاتبة خلود بلاطة، لتتابع "هي طالبة فاعلة باللغة الإنجليزية، وكتاباتها معروفة بقوتها وتأثيرها من خلال تعليقات متابعيها، لهذا لمعت في ذهني فكرة تحويل النص لصورة تكون أكثر تأثر من يقرأ النص".

وبينت وهي تستذكر بدايات اخراج الفيلم" أنها استخدمت كاميرتها الخاصة من نوع Canon HD للبدء في التصوير، مضيفةً "نسقت مع الطالبات وجلست معهم وأخبرتهم أنني أمتلك نص باللغة الإنجليزية من كتابات زميلتي خلود بلاطة".

وتجولت بأنظارها في أنحاء المكان وكأنها تنظر لزميلاتها الممثلات لتصف كيف شرحت لهم السيناريو والدور الذي ستقوم به كل واحدة منهم في الفيلم لإبراز القضايا التي يتحدث عنها الفيلم.

وتتابع " تم توزيع النص وكلفت الطالبات بتسجيله وأعلمتهم بمدة معينة حتى يكون هناك تخطيط صحيح، انتهت الطالبات من التسجيل وأصبح لدى ملفات mp3فقلت لنفسي الآن أنا بحاجة   لصورة لتجسيد الأمرفصورت مشاهدللطالبات بما تتناسب مع الصوت وهنا يكمن دور الإخراج".

وأشارت إلى أن برنامج "power Director" للمونتاج، ساعدها في مزج مكونات الفيلم من صوت وصورة للخروج بالتحفة الفنية" Uprising Students Movie " طالبات الثورة.

وأخذت تروي كيف صاغت سيناريو الفيلم، "أنا بعرض بالفلم حياة سبع طالبات غزيات، بطريقة مرمزة ومحورة باللغة الإنجليزية بقدر أعرض هذا الفلم للعالم الخارجي"، مؤكدةً هدفنا وفكرتنا كطالبات انطلاق الثورة من المدرسة لأنو المدرسة لها دور مهم في المجتمع هنا الفكرة.

وأضافت " الطالبات عندهم آمال وآلام وأهداف يجب أن يعرفها العالم لازم العالم، يفهمها لهيك كان النص باللغة الإنجليزية".

وعن عدم ترجمتها لنص الفيلم، ردت "ولم أقم بوضع ترجمة لأن المجتمع المحلي ليس بحاجة أن أذكرهبقضية البطالة والمعابر والفقر،  مؤكدةً أن الوحدة الوطنية هي الحل لجميع القضايا التي يعاني منها قطاع.

وراحت تفتخر بتجربتها الأولى، "للمرة الأولى أقوم بالإخراج والإنتاج، كتجربة أولى أفتخر بما قمت به، والكثير شجعوني لكي أقوم بإخراج فلم جديد، إن شاء الله بعد شهر أو شهر ونص سيكون لدي سيناريو جاهز".

وأعطت لمحة سريعة عن فيلمها، "مدة الفيلم 13 دقيقة، وبطلات الفيلم السبع كانت كل واحدة منهن تعبر عن قضية معينة على أساس أنها تمثل فئة من الفئات التي تعاني في قطاع غزة وهي بمثابة لسان حالهم".

وأشادت بالدعم الذي قدمته لها إدارة المدرسة كي تستطيع انجاز حيث أوضح أن مديرة المدرسة قدمت لها بعض الانتقادات التي أثرت الفلم، مضيفةً "لم أيأس قمت بتغير المقدمة وأنا بالبيت بشكل "

تناقل الأدوار

وتبين الطالبة المتربيعي أنها بالأساس كانت تمتلك التصوير هوايةً وحباً بعد أن امتلكت واحدة أهلتها لتنفيذ المهام والابحار في دوامة الإخراج الذي يأسر القلب والعقل للمشاهد على حد وصفها.

وتلفت إلى أن فلمها كان بنهاية مفتوحة لان القضايا التي عرضتها لا تنتهي، مبينةً أن تشجيع الأهل كان كبير جدا وساهم في نجاح العمل الأول لها.

الانطباع الأولي للفلم من قبل الناس كان جيداً فلم أصل للكمال لأقيم نفسي به لكني أسعى إلى التميز والآن سأقوم بعمل لن أفصح عنه الآن لكن فكرة القصة تشبه شخصية كونان الكرتونية وسأروي بها تفاصيل أأمل أن أنجح بها.

أطمح أن أدرس الاقتصاد في الجامعة، والإخراج سيكون هواية بالنسبة لي وليس كعلم" هذا حاولت أن تختم الطالبة قولها لتضيف "أستطيع أن أربط بين الاقتصاد والإخراج لأن الاقتصاد عبارة عن مفاتيح للإخراج".

وتمنت أن يتم احتضانها من قبل مؤسسة لكي تكمل رسالتها الفنية والإبداعية في عالم الإخراج السينمائي، مستطردةً "لا يهمني العائد المادي لكن احتاج إلي خبرة ونصائح ومعلومات مخرجين إضافة لتلقي دورات وورشات تعمل تساعدني بمجال الإخراج".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد