جرادات: إسرائيل ما زالت مستمرة في انتهاكاتها في القدس الشرقيّة

وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات

الدوحة / سوا /  دعا وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، منتدى التعاون العربي- الصيني، للعمل على إيجاد آلية دولية لإلزام اسرائيل بإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية، وفق سقف زمني وضمانات دولية محددة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها جرادات، أمام الدورة الثانية للحوار السياسي الاستراتيجي العربي- الصيني الذي انطلقت أعماله في العاصمة القطرية الدوحة، برئاسة السفير سيف البوعنين، وحضور مدير عام إدارة آسيا وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الصينية السفير دينغ لي، ووفود الدول الأعضاء المشاركة في المنتدى.

وقال جرادات: لا بد للمجتمع الدولي أن يستجيب لطلب إيجاد نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته من عدوان جيش وحكومة الاحتلال، وإرهاب مستوطنيه، وإننا نتطلع لأن يدعم هذا المنتدى هذه المطالب الفلسطينية العادلة.

وأضاف أن هذا الاحتلال أصبح مصدراً للظلم والشر والاضطراب والتمييز العنصري في عالمنا، وأننا من خلال هذا الحوار الاستراتيجي نؤكد الموقف العربي بأن حل قضية فلسطين بشكل عادل، هو جزء هام من استقرار المنطقة والانتصار على الإرهاب.

وبين أن عدد المستوطنين غير الشرعيين في أرض دولة فلسطين المحتلة تضاعف بنسبة 55% خلال فترة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، الممتدة منذ عام 2009 وحتى الآن، مشيرا إلى أن عدد المستوطنين الإسرائيليين وصل إلى 625 ألفا، وإذا قارنا نسبة زيادة المستوطنين 55%، بنسبة زيادة عدد السكان اليهود في إسرائيل خلال نفس الفترة، وهي 13%، سنجد بالفعل أن الزيادة السكانية في المستوطنات هي زيادة غير طبيعية، بل أنها منهج استعماري استيطاني ترعاه حكومة الاحتلال.

ودعا جرادات مجلس الأمن الدولي لأن يتحمل مسؤولياته، لإعطاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي إشارة جدية بضرورة وقف وإزالة الاستيطان غير القانوني وغير الشرعي، وذلك من خلال المضي في دراسة إصدار قرار ملزم لإدانة ووقف الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، والثروات الطبيعية الفلسطينية، ويقضي على حل الدولتين.

وطالب وكيل وزارة الخارجية المنتدى والأصدقاء الصينيين، بدعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي، بهدف الخروج بآلية دولية مناسبة لتطبيق حل الدولتين، مضيفا أن الجامعة العربية رحبت بالمبادرة من أجل إنهاء الاحتلال، والتأكيد على المرجعيات القانونية والسياسية لأي عملية تفاوضية، وتحديد سقف زمني لها، ووضع خطوات تنفيذية عملية برقابة ومواكبة دولية تستطيع أن تلزم إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها وباحترام القانون الدولي.

وقال: إذا أراد المجتمع الدولي، بما في ذلك أطراف هذا المنتدى، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، أن يطبق حل الدولتين، وأن يجلب الاستقرار والأمن لهذه المنطقة وللعالم، فعليه أن يضع حداً للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية التوسعية.

وشدد على أن إسرائيل ما زالت مستمرة في انتهاكاتها في القدس الشرقيّة عاصمة دولة فلسطين، من خلال التهويد، ومحاولات تغيير التركيبة السكانية للمدينة المقدسة، من خلال بناء جدار الفصل العنصري، وعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني والعربي، وتهجير سكانها الأصليين بشتى الطرق والوسائل، سواء من خلال التضييق عليهم، أو سحب بطاقات هوياتهم، أو هدم منازلهم، أو إبعادهم قسراً عن مدينتهم، بالإضافة الى استمرار السياسة الإسرائيلية التهويدية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، واقتحامه المتكرر من قبل المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين، والحد من حرية وصول المسلمين إليه، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، كما حدث في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

ولفت إلى استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة ، الذي عانى من ثلاثة حروب إسرائيلية مدمرة متتالية راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية الاقتصادية والزراعية والصناعية بشكل ممنهج ومدروس.

وقال: علينا جميعاً، وتحديداً هذا المنتدى الدولي العربي الصيني، من خلال علاقاتنا الثنائية ومتعددة الأطراف، أن نسعى لإيجاد الآلية التي تلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها وفق سقف زمني وضمانات دولية محددة.

وأعرب جرادات عن تقدير الشعب الفلسطيني لمواقف الصين التاريخية الصادقة، والداعمة للحقوق الفلسطينية المشروعة على كافة المستويات، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته ذات السيادة الكاملة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق مبادرة السلام العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

وحضر الاجتماع الى جانب جرادات، سفير دولة فلسطين لدى قطر منير غنام، ومساعد الوزير لشؤون آسيا وإفريقيا مازن شامية، ونائب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية مستشار أول مهند العكلوك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد