53-TRIAL- جلس أفراد العائلة في ساحة المدرسة، وتركوا مكان ما يسمى إقامتهم ليفسحوا المجال لابنتهم الالتقاء مع خطيبها الذي أتى لزيارتها من حي الجلاء في مدينة غزة ، برغم الألم والحزن والتشرد، الحب لا يغادر النازحين وهم في أحلك اوقاتهم، ودائما هناك وقت للفرح.
الدخول إلى مدرسة النازحين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم تحت القصف الإسرائيلي يثير في النفس الألم والحزن على حال الناس ومعاناتهم، ومشاهد البؤس والتشرد في عيون الناس الذين ينتظرون الفرج والأمل، ومنهم من دون أمل فقد دمرت بيوتهم بالكامل، ولم يتبق منها سوى أطلال، وفقدوا أحلامهم وذكرياتهم ومقتنياتهم. الازدحام وطوابير الأطفال يحملون الجالونات لتعبئة مياه الشرب، والحر الشديد والتعب والإرهاق والحزن في عيون الأطفال والنساء والرجال.
فؤاد، 35 عاما، وزوجنه هناء وأولادهما الستة وأشقاؤه الثمانية وشقيقته ووالدتهم أجبروا على مغادرة منزلهم في حي الشجاعية بمدينة غزة قبل بدء العملية البرية، المنزل مكون من عشرة غرف مسقوف بالزينكو كان يؤوي كل أفراد الأسرة، وبعد أن غادروه تم تدميره، هم الآن من دون مأوى ومنذ أربعة عشر يوما أصبحوا من النازحين في مدرسة البحرين، والبالغ عددهم 3200 إنسان، والواقعة في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.
فؤاد كان يعمل في البناء، وهو الآن عاطل عن العمل منذ تدمير الأنفاق من قبل الجيش المصري العام الماضي. يتذكر شقيقه الشهيد أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام الذي استشهد في عدوان العام 2008، وقال: "أنا مطمئن عليه هو في مكان أكثر أمنا منا".
فؤاد وزوجته و أولاده الستة ووالدته وشقيقته سارة المخطوبة منذ شهرين أصبحوا نازحين، ويقيمون في ركن من ممر المدرسة الأرضي، وقام بتغطيته بالأغطية كي يستر نفسه وعائلته. الغرفة كما يسميها تقع بجوار دورات المياه القذرة، وتنبعث منها روائح كريهة وتثير الاشمئزاز. المساحة المخصصة لعائلة فؤاد هي مترين في أربعة أمتار، وبها ثلاث فرشات من الإسفنج اشترى اثنتين على نفقته الشخصية ثمن الفرشة 135 شيكل، ومنحته إدارة المدرسة فرشة لوالدته، وبدون أغطية وينام الأولاد على البلاط.
تقول زوجة فؤاد إنهم يقدموا وجبة طعام واحدة في اليوم، وهي عبارة عن علبتين من اللحم المحفوظ، وعلبة جبنة، و 14 رغيفا، وعلبتي عصير كمية الواحدة 150 ملم.
وعن نظافة الأولاد والبنات الشخصية تقول إنها تغسلهم يوميا بالماء البارد في الحمام أو يقوم والدهم باصطحابهم إلى جمعية الهلال الأحمر المجاورة للمدرسة. وقالت: "لا أكذب عليك نحن النساء ربما اغتسلنا خلال الـ 14 يوما مرتين أو ثلاثة في الغرفة. وعن الذهاب للحمام لقضاء الحاجة فهذا شيء مخجل ومعاناة كبيرة في ظل العدد الكبير من البشر الموجدين في المدرسة".
على باب المدرسة اصطف البائعون من النازحين على بسطاتهم، يبعون ملابس صينية الصنع، والأسعار مرتفعة الثمن، وكثير من الناس لا يملكون المال. ويذهب محمد ابن فؤاد البالغ من العمر 11 عاما، للبيع مع جار العائلة، ويمنحه في اليوم 3 شواقل. فؤاد لا يملك المال، ومنذ بداية نزوحه حضر ابن خال لزوجته وأعطاها 50 شيكل، وكذلك لوالدت،ه وبقي من الـ 50 شيكل 3 شواقل فقط.
هذا هو حال الناس النازحين، والبالغ عددهم نحو نصف مليون إنسان، والذي أعطى بان كي مون الجيش الإسرائيلي الغطاء لقتل النازحين في رفح بعد ادعاء الجيش باختطاف ضابط من قبل المقاومة، وقبل ذلك في جباليا وبيت حانون، وكانت إدانته معيبة مثل موقفه السياسي المعيب والمشارك في العدوان على قطاع غزة، وعدم قدرته على حماية اللاجئين ومدارس الأونروا . 270

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد